من العويص جدا إثبات مسألة النسب لأحد العائلات الريفية بكيفية واضحة بسبب الصدامات القبلية التاريخية الكثيرة جدا و التي تغيرت على إثرها خارطة الأنساب جيلا بعد جيل في هذه الجغرافيا البعيدة و قد عملت بعض العائلات في الريف على تأصيل مسألة النسب متوسلة بمنهجية التواتر أو إتصال نسبها بشخصية دينية معروفة بالإضافة الى أن البربر في مجموعهم لا يولون أهمية كبيرة في تدوين أنسابهم و هذا ما جعل بحاثة عظيما كابن خلدون يتخبط في تحرير أصولهم التاريخية في مقدمته الشهيرة .و قد كان لأسرة الخطابي حظها من هذا الإبهام التاريخي الذي يلف أصلها و نسبها الحقيقي أسوة بباقي الأسر الريفية.
يقول مولاي موحند ” إن الوالد كتب قبل وفاته ما سجله ورواه بعد البحث و الإعتناء التام عن النسب و ذلك الكتاب قد ضاع في جملة الأشياء التي ضاعت و لكن نسبه على وجه الظن كان يتصل بسيدي زرعة دفين ينبوع ” واضح اذن أن نسب العائلة الخطابية ظل مجهولا حتى لأفراد الأسرة و هو ما يدلل على صعوبة التحقيب التاريخي لهذه الأسرة حتى أن الكتابات الأجنبية حول اصول العائلة الخطابية لم تجد ما تعتمد عليه منهجيا في تأصيل نسبها التاريخي غير الشهادات الشفوية لأفراد العائلة .
يقول روجي ماتيو في كتابه ” مذكرات عبد الكريم ” يعود نسبه كما هو متواتر بين افراد العائلة الى الحجاز وتحديدا منطقة ينبوع التي تقع على ساحل البحر الأحمر و هذه القراءات التاريخية لنسب الخطابي لا تعدو ان تكون ظنون لا ترقى بحال الى مقام الرواية التاريخية الرصينة خصوصا و أن الخطابي يقول في مذكراته ” من المحقق ان عائلتنا اكتسبت مع طول الزمن و التناسب مع الريفيين الخصال البربرية و هو ما يؤشر الى أن مولاي موحند كان في نفسه شئ من التساؤل حول نسبه الريفي .
إن مسألة الأصول المشرقية لمولاي موحند تكاد أن تصبح مسلمة بين افراد العائلة و جانب كبير من المؤرخين و هذا بالطبع سيصيب الكثير من أبناء المنطقة بالدهشة أو حتى الإنكار لما الفته الثقافة الشعبية المحلية من حكايات حول هذه الأسرة التاريخية بالمنطقة و لكن المصادر التار يخية التي بين ايدينا حاليا تدفع جميعها في اتجاه مشرقية اصول مولاي موحند الى غاية إشعار اخر ريثما تتوفر مخطوطات اخرى تجلي حقيقة الأمر .
جمال الدين أجليان
حتا تراب هذا البلد جاء من المشرق كل شيء قيم تحالون نسبه الى الشرق هل هذه الارض عقيمة لا تلد. العرب مهما نفخت فيهم يبقون عرب وواقعهم يفسر كل شيء هذا المجاهد ابن ثامزغا وتاريخهم اعرق من تاريخ العرب واشرف
التباهي بالانتساب إلى الحجاز او الجزيرة العربية وخصوصا اهل بيت الرسول صلى الله عليه وسلم امر شارع في المغرب وفي الريف حيث يعمد بعض رجال الزوايا إلى تحرير وثائق شجرة النسب وتسليمها لمريدهم وغريهم’ اعتقد انه لم يتم النبش في أصول أسرة الخطابي الا بعد ان اشتهر سليلها كزعيم للمقاومة وبطل لمبارك خالدة في تاريخ المقاومة الريفية انوال ‘البيبان،الخ وطالما لقب الخطابي يساعد المتحمسون لانتساب محمد عبد الكريم إلى الشرق لكونهم لا يستسيغون ان يظهر زعيم من الريف يتحدث الامازسغية ومن منطقة قروية تنتمي إلى ما يدعى مناطق “السيبا “وهو الاسم اللذي يطلق على المناطق اللتي تتحدى المخزن وتطبق الاعراف الامازيغية إلى جانب بعض قواعد الشريعة الإسلامية طبعا .
ولهذا حاول بعض المغاربة والمشرفين ان يعتمدوا على لقب”الخطابي”لمحاولة ان يُنسبوا (رفع الياء) أسرة الخطابي إلى الحجاز او الجزيرة العربية او حتى لأهل البيت ليثبتوا ان نسبه شريف وهناك يكمن شر انتصارات.
ان تراثنا غالبا شفوي وحتى ان كانت هناك مخطوط ما فإنه يجب اخضاعه للتحقيق والتدقيق،ولااعتقد انزهناك اية وثيقة في هذا لموضوع .
اما الروايات القاىلة بأن أصله من الجزيرة العربية والمنسوبة إلى بعض أفراد الخطابي فلا اساس لها والبيئة عل من ادعى والعبرة ليس بما يقوله بغض أفراد أسرة الخطابي وإنما العبرة بالحقائق التاريخية،هناك باحثون أحدهم من أسرة الخطابي كعبد الحميد الرايس والعزوزي ومحمد اونيا لم يشيروا إلى الموضوع لا من قريب ولا من بعيد لكونه لا يعنيهم بمعنى ان إثبات انسب يستحيل او يكاد .
حسب اراء الكثير من الباحثين فإن ؤلفات المؤرخين “جرمان عياش” و”ماريا روزا”هي المراحع المعتمدة في تاريخ المقاومة الريفية لم تتطرق إلى هذا الموضوع لكونه شائك ومعقد ولا يغتي البحث التاريخي.
ان الأسر الامازيغية غالبا ما تتعرب بفعل تأثير الدين وكيان اللغة العربية كلية للقرآن والاسلام عموما اما الأسر العربية اللتي تتمزغ فقليلة وتعتبر قبيلة ايث ورياغل -حسب المؤرخ ابن خلدون على الأقل (حسب رأيي لم يتخبط في ذكر قبيلة ايث ورياغل) من أعرق القبائل في الريف وهي من قبائل بطوية.
اما جورج ماثيو فلا مصداقية له والمذكرات ليست تاريخ بل هي مادة يستأنس بها لاستخلاص الوقائع التاريخية.
تحياتي والنقاش مستمر.
“
وقعت بغصب الأخطاء الإملائية عموما في تعليقي السابق وذلك نتيجة لعدم المراجعة ولاعتقادي ان التعليق لن ينشر حسب تجربتي السابقة نع المواقع الاخرى وهي
السطر5;الصحيح:مريديهم وغيرهم.
سطر 8:معارك.
سطر 12:الامازيغية.
سطر22:سر انتصارات.
سطر 25:ان هناك.
سطر 37:مؤلفات.
سكر 43:كون اللغة العربية لغة للقرآن.
روجيه(ليس جورج)ماثيو هو ليس باحثا بل ضابطا هاو للصحافة اغتنم فرصة مرافقته للباخرة اللتي كانت تقل أسرة الخطابي إلى منفاه بجزيرة ريونيون فاجرى معه استجوابا طويلا سماه او سميت مذكرات ريونيون،وقد أثارت هذه المذكرات جدلا واسعا بين الباحثين عن مدى مصداقيتها خاصة وأن الزعيم الخطابي كان تحت الضغط النفسي والمعنوي ان لم يكن المادي بسبب استسلامه ورحيله عن الوطن ومصيره المجهول، فاي استجواب هذا؟
بمعنى ان ندماثيو لا علاقة له بتاريخ المغرب ولا الريف ولا بالبحث التاريخي بناتا وإنما ينتمي إلى فئة الضباط العسكريين اللذين يستغلون مناصبهم في المستندات لتغليف بعض الكتب او كتابة سيرهم الذاتية.
بل وحتى المذكرات اللتي كتبها الردزغيم الخطابي بعد استقراره في جزيرة ريونيون لم تكن في المستوى المطلوب فمن يساهم في صنع التاريخ لا يجيد الحديث عنه لكون كثيرا من الأحداث لم يتمكن مشاهدتها فهو ليس قائد ميدان لمعركة وحيدة بل قائد لللمقاومة والحرب كلها.
وهذا تكمن عبقرية الخطابي الحربية فبعض أبطال الحروب يرتكبون أخطاء فادحة حين ينزلون إلى ميدان المعركة فإذا استهدوا انتهت المقاومة بموتهم،ومن الصعب تعويضهم وهذا نقاش آخر.
دائما يجب أن نتذكر ان التاريخ ينتمي إلى المجال الدراسات الإنسانية حيث تتداخل فيها الاعتبارات الذاتية والموضوعية.
الشرف والإنتساب لآل البيت يظهر من الملامح والمُحَيّا . والأفعال تؤيد ذلك . ولو كان نسبه أمازيغيا فبعثته لاشك مع آل بيت النبي وعترته . رضي الله عنه وأرضاه .