أفادت مصادر موثوق بها بأن المتهمين، المتورطين في فضيحة الاتجار في البشر ودعارة القاصرين، التي كانت قد تفجرت بمدينة تيفلت، قد مثلوا، أول أمس أمام قضاة غرفة الجنايات الابتدائية بمحكمة الاستئناف بالرباط في أول جلسة محاكمة، قبل أن تقرر الهيئة القضائية تأجيل الشروع في مناقشتها إلى الأسبوع الأول من الشهر المقبل، نزولا عند ملتمس تقدم به دفاع المتهمين المتابعين في حالة اعتقال، وهم سيدتان ومتزعم العصابة الإجرامية، وذلك من أجل إعداد الدفاع والاطلاع على تفاصيل ومضامين ملف المتابعة.
الملف الفضيحة الذي كان قد تفجر في دجنبر من السنة الماضية بمدينة تيفلت، بعد تحريات أمنية استخباراتية اتسمت بكثير من السرية، قادت عناصر الشرطة القضائية بمفوضية الأمن بتيفلت إلى وضع اليد على أخطر شبكة إجرامية، ظلت تستغل قاصرات وقاصرين في الدعارة والوساطة وممارسة الشذوذ الجنسي، وتوظيف بعض الفتيات في محلات التدليك المعززة بالخدمات الجنسية، مقابل مبالغ مالية هزيلة، واستئثار الشبكة والوسيطات بحصة الأسد من العائدات المالية.
وكانت عناصر الضابطة القضائية بتيفلت قد تمكنت من تفكيك شبكة متخصصة في الدعارة والشذوذ الجنسي ضمت في البداية حوالي 11 شخصا يتزعمها مثلي، بمساعدة وسيطتين، إحداهما تملك محلا مرخصا للحلاقة، قبل تحويله إلى محل مشبوه تنطلق منه كل العمليات الإجرامية المرتبطة باستقطاب القاصرين والقاصرات وعرضهم على زبناء الجنس مقابل مبالغ مالية كبيرة.
ومباشرة بعد إنهاء التحريات الأولية حول الموضوع، من خلال البحث مع كل المشتبه فيهم في هذا الملف، تمت إحالة 10 أشخاص في حالتي اعتقال وسراح على أنظار الوكيل العام لدى محكمة الاستئناف بالرباط، الذي أحالهم بدوره على قاضي التحقيق، حيث تقرر إيداع متزعم العصابة وسيدتين وسيطتين السجن، ومتابعتهم بجناية تكوين شبكة مختصة في الاتجار في البشر والدعارة والشذوذ الجنسي والقوادة والتغرير بقاصرين وتحريضهم على الفساد وممارسة الشذوذ وإعداد أوكار الدعارة .
وكانت عناصر الشرطة بتنسيق مع مصالح “الديستي”، وفي إطار رصدها للتحركات المشبوهة لمكونات الشبكة، قد داهمت أحد المنازل وضبطت مشتبها فيه في حالة تلبس بمعية قاصر ذكر. كما تمت مداهمة مجموعة من الأوكار التي كانت تستغلها العصابة، وتم إيقاف العديد من المشتبه فيهم، من بينهم نساء والعثور على كميات من الخمور، ومعدات خاصة بممارسة الجنس وأسلحة بيضاء ومبالغ مالية بعملات وطنية وأجنبية.
