أسئلة كتابية للنائبة البرلمانية فاطمة الكشوتي حول أهمية تدبير الوقت ودوره في النجاح المدرسي والمهني، وتأثيره على الإصلاح والتنمية. موجهة لرئيس الحكومة وبعض الوزراء..

4 يونيو 2023آخر تحديث :
أسئلة كتابية للنائبة البرلمانية فاطمة الكشوتي حول أهمية تدبير الوقت ودوره في النجاح المدرسي والمهني، وتأثيره على الإصلاح والتنمية. موجهة لرئيس الحكومة وبعض الوزراء..

أريفينو : 04 يونيو 2023

أسئلة كتابية للنائبة البرلمانية فاطمة الكشوتي حول أهمية تدبير الوقت ودوره في النجاح المدرسي والمهني، وتأثيره على الإصلاح والتنمية. أسئلة موجهة لرئيس الحكومة وبعض الوزراء :

1-رئيس حكومة
2-الوزيرة المنتدبة لدى رئيس الحكومة المكلفة بالانتقال الرقمي وإصلاح الإدارة
والتربية
3- وزير التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة
4-وزير التعليم الجامعي والبحث العلمي والابتكار
5- وزير الإدماج الاقتصادي والمقاولة الصغرى والشغل والكفاءات.

إلى السيد رئيس مجلس النواب المحترم 

الموضوع : سؤال كتابي حول أهمية تدبيرالوقت ودوره في الإنتاج والمردودية وتسريع التنمية

سلام تام بوجود مولانا الإمام 

وبعد، طبقا لمقتضيات النظام الداخلي لمجلس النواب، نلتمس من سيادتكم رفع السؤال الكتابي التالي إلى السيد رئيس الحكومة.

السيد رئيس الحكومة المحترم ،

يعتبر إهدار الوقت وسوء استعماله من الأسباب الرئيسية لفشل الإنسان في الحياة، فالوقت أو الزمن هو عمر الإنسان، ولا يستطيع استعادته، أو إرجاع جزء منه، أو زيادته، ومن ثم فهو رأسُ مال الحياة وأساسُها، وبالتالي وجب استغلال كل لحظات الحياة والانتفاع بها، حتى تصير لحياتنا قيمة، فبدون حرصنا على الوقت، لن نحرص على الحياة ذاتها، فالأوقات التي لا يستطيع الإنسان الاستفادة منها هي تلك التي تشكل في حياته تاريخا غير ذي قيمة ولا مدلول.

وبطبيعة الحال فالوقت هو أغلى رأس مال لدى الإنسان، لأنه لا يتجدد و لا يعوض ولا يقدر بثمن ، فهو رصيد من الساعات والدقائق والثواني نستهلكه في الدراسة، والعمل، والعبادة، والأكل، والنظافة، والنوم، والراحة، والأشغال المنزلية، والتسوق، والتنقل، والإعلام ، والتثقيف، والعلاقات مع الأهل والأصدقاء، والرياضة، والترفيه، وغيره، لذا يجب علينا استثماره و استغلاله أحسن استغلال لبلوغ الأهداف المرجوة و تحقيق الرغبات.

والوقت هو الأمر الوحيد الذي يمتلكه جميع البشر بالقدر نفسه من دون أي زيادةٍ أو نقصان لأي شخص؛ فبغض النظر عن عمر الإنسان ومتى يولد أو يموت، إلا أن كل إنسانٍ يملك 24 ساعة في يومه الواحد، ولكن الفارق الوحيد بين الناس هو كيفية استغلالهم لهذا الوقت، وكيفية تدبيرهم لأوقاتهم، فتنظيم الوقت هو سر النجاح في الحياة، فإذا تتبعنا حياة المشاهير والعلماء ومن تميزوا في هذه الحياة نجدهم يحرصون على مسألة تدبير وتنظيم أوقاتهم واستغلالها الاستغلال الأمثل، بكل ما هو مفيد ونافع، فتنظيم الوقت عامل مهم من عوامل نجاح المؤسسات التجارية والمصانع، كما أنه عامل من عوامل الرقى الحضاري و التقدم في مختلف المجالات.

والوقت يعتبر سلاحا استراتيجيا للمنافسة ومقياسا للنتيجة والمردودية، فنتيجة العمل تقاس بكمية الوقت والكلفة والجودة. وتؤكد الكثير من الأبحاث التي تعالج الوقت وتأثيره على الكلفة، لاسيما في الخطط التي تعالج إنشاء المشاريع وتنفيذها، والتي أفضت إلى أن عدم تنفيذ الأنشطة في وقتها المخصص، هو ما سيزيد التكاليف، والتي ستخفض ربحية المشروع، وبالتالي أصبح علم إدارة المشاريع والذي فيه تُدار الموارد البشرية والمادية المرتبطة بعنصر الوقت من أهم الدراسات التي يتلقاها ويتدرب عليها أصحاب العلاقة، ويجب التفريق بين الأوقات العادية لتنفيذ الأنشطة، والأوقات المعجلة، والأوقات الحرجة التي لا يمكن فيها إزاحة الوقت فيما يُسمى بالأنشطة الحرجة، لذلك اهتم الكثير من علماء الإدارة بدراسة عنصر الوقت وأهميته في نجاح المؤسسات، فحرصوا على تنظيمه وحسن إدارته وتوجيه العاملين لحسن استغلاله.

 والوقت أو التاريخ الذي لا يعني شيئا هو الوقت الذي يمر من عمر الإنسان أو من عمر الأمم دون تحقيق أدنى فائدة منه، أو دون الاستفادة منه، ففي تعاملنا مع الإدارات و المؤسسات العمومية، نتعرض في بعض الأحيان لمواقف مؤسفة بسبب عدم وجود موظف في مكتبه، أو خروجه لقضاء حاجة، وما إلى ذلك من مبررات لتضييع الوقت الرسمي للعمل دون انجاز الخدمة المكلف بها وتحقيق الفائدة المرجوة منه، حتى صار التحايل على الوقت آفة أصابت العديد من الموظفين والمستخدمين في مختلف الإدارات والمؤسسات العمومية، وهو ما يتسبب في ضياع الوقت وتراكم الملفات وتعطيل مصالح المواطنين وعدم تحقيق الأهداف المرجوة .

وعلاوة على ّذلك، فالوقت مورد هام من موارد الإدارة إن لم يكن أهمها إذ يؤثر في الطريقة التي تستخدم بها الموارد الأخرى، إنه الرأس المال الحقيقي للإنسان، ومع ذلك لا نجد الحرص اللازم والكافي على هذا المورد الفريد من نوعه والضروري لكل شيء في الوجود، كما نجد اختلافات جوهرية في النظر إلى مفهوم الوقت وقيمته وأهميته بين مجتمع وآخر وبين الأفراد في المجتمع الواحد. وهو الأمر الذي أدى إلى نقل العدوى إلى البيوت ، وإلى جميع أوجه الأنشطة الحياتية، ومع تطور الحياة وظهور الهواتف الذكية والأجهزة اللوحية صارت عاملا مؤسسا لقتل الوقت خصوصا لدى طائفة الشباب والأطفال في المجتمع، فعلى الرغم من وجود أمور حياتية هامة نستطيع الاستفادة بها من خلال هذه الأجهزة الإلكترونية، إلا أن معدل الاستغلال الأمثل أقل بنسب كبيرة عن معدلات تضييع الوقت في ألعاب وأشياء أخرى.

ولذلك، فمن واجب المسؤولين على المؤسسات العمومية، وأولياء الأمور، وكل أصحاب الأعمال ، عليهم الاهتمام بهذا الموضوع الهام، وتدريب وتعليم الموظفين والعاملين الإداريين، وكذلك الطلاب والتلاميذ على كيفية تدبير والوقت واستعماله بشكل حسن، وكيفية الاستفادة من أوقاتهم وأعمارهم.

وأهم عنصر في كيفية استغلالنا للوقت هو كيفية تنظيمنا للعمل، وكيفية إدارتنا لحياتنا، وكيف يتسنى لنا أن نضع فواصل بين الإنتاج والاستهتار، وبين العمل والراحة، وبين الدراسة والتعلم والترفيه، وتلعب الأجهزة الإعلامية دورا بارزا في تثقيف المجتمع وفي كيفية استغلاله لعنصر الزمن، وتغيير بعض العادات السيئة في التعامل مع الوقت، فالكثير منا يشتكي طوال العام من ضيق الوقت ومن أنه لا يجد وقتا حتى لتفقد أو زيارة والديه، بينما المشكل ليس في قلة الوقت أو كثرة الأشغال و إنما في سوء التدبير وغياب التخطيط والبرمجة والمراقبة.

وبخلاصة يمكن القول أن مشاكل تدبير الوقت ناتجة أساسا عن قلة الوعي بأهمية الوقت و قصره أو خلل في التنظيم المرتبط أساسا بسلوك الشخص وتربيته. وكيفية استعمال الوقت مرتبطة بالتربية، والتكوين، والإرادة، والتفكير، والطموح، والنظرة للحياة، والأهداف، والرغبات، والدوافع، وطبيعة العمل، و الوسائل المستخدمة في العمل و مع الأشخاص الآخرين. والتحكم في تدبير الوقت مرتبط  بالهدف الشخصي،و المجهود الشخصي، والتقييم المستمر للنتائج، والتصحيح المستمر. وتدبير الوقت يعني الفعالية في مزاولة العمل والأنشطة وتحقيق الأهداف بتخطيط وبرمجة معقولة وبمراقبة  النتائج والانجازات.

ونظرا لأهمية تدبير الوقت ودوره في الإنتاج والمردودية وتسريع التنمية، وتأثيره على الكلفة المالية والاقتصادية للدولة، نسائلكم، السيد رئيس الحكومة المحترم، عن التدابير التي ستتخذونها لاحترام الوقت في المؤسسات العمومية وحسن استعماله واستغلاله من طرف المسؤولين وكل الموظفين ؟

وتفضلوا ، السيد رئيس الحكومة المحترم، بقبول فائق التقدير والاحترام.

النائبة البرلمانية 
فاطمة الكشوتي

التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

لا توجد مقلات اخرى

لا توجد مقلات اخرى

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

موافق