اطفال المدينة. بين الترقيع والتحدي… وبقعة رضى !

16 أكتوبر 2018آخر تحديث :
اطفال المدينة. بين الترقيع والتحدي… وبقعة رضى !

محمد بوتخريط

بينما كنت أشاهد (صدفة) حلقة من حلقات برنامج يُعرض على احدى المواقع الالكترونية بالمدينة ، استوقفتني لقطة بسيطة ، مؤثرة دالة ومعبرة ..وشدت انتباهي.
اللقطة كانت لبعض اطفال مدينتي وهم ” يُخيطون” كرة قدم كانت بحوزتهم.
للوهلة الأولى، قد تبدوا اللقطة عادية جدا و عابرة…لكنها تحمل كثيرًا من معاني التحدي والصبر والإرادة .

يبدو أن واقع سياسة “الترقيع” ، والذي صار اليوم قاعدة لا استنثاء، ليس من نصيب المسؤولين الكبار وحدهم ، فالظاهر أن أطفال مدينتي هم كذلك ضمن ‘المستفيدين’ ، بعد أن قرروا بطريقتهم الخاصة ولوج ‘سوق ‘واقع سياسة “الترقيع” بترقيع كرة قدم قديمة ومهترئة ، اكل عليها الدهر و شرب.

يحدث هذا في ظل غياب فعالية المؤسسات و غياب المرافق الرياضية في المدينة التي من شأنها أن تحتضن هؤلاء الاطفال وتسمح لهم بعدم شد الرحال نحو الازقة والحواري أو حتى إلى الشوارع الكبيرة بحثا عن التنفس وتفجير طاقاتهم..

صحيح ، قد تختلف ظروف أطفال مدينتي، لكنهم يجتمعون على فكرة مقاومة الهشاشة والاقصاء والخصاص بكل وسيلة ممكنة حتى لو كان بكُرة تشبه قطعة قمامة. فالشكل والمحتوى لا يهمان ما دامت الكرة تتدحرج تحت أقدامهم.

وجوه بريئة ، ترتسم على شفاهها ابتسامة لا تفارقهم كسلاح ماض في وجه قلة بل وانعدام المرافق الاجتماعية التربوية والرياضية ، لكن رغم ذلك ، لم يستطع قانون التهميش والاقصاء النيل من تحديهم و براءتهم .

عزيمتهم، تمنحهم سحرا يختبئ وراءه لغز صمودهم، اتخذوا من الازقة والشوارع ساحات لهم، ضاربين نموذجا قويا، مثاليا في التحدي أو ربما أيضا في القناعة والرضا.

فأمام كل محاولات الاقصاء ، و احيانا الاستفراد بكل المرافق في بالمدينة ، وتحريمها عليهم لم يتوقف هؤلاء الاطفال عن ابتكار الطرق والأساليب التي تحطم قرارات التهميش والاقصاء كافة.

 

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


لا توجد مقلات اخرى

لا توجد مقلات اخرى

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

موافق