لا حديث يعلو على غلاء الأسعار خاصة مع اقتراب شهر رمضان الذي يزيد فيه الإنفاق ، لما للشهر المبارك من عادات وتقاليد خاصة يتعلق أكثرها بالطعام والشراب لللأسر .
يحتاج الفقراء إلى رمضان القادم أكثر من احتياجهم إلى هذا الشهر في الماضي؛ لغَلَبَة الفقر، وارتفاع الأسعار، وانتشار الأزمة الاقتصادية العالمية، مما كان له تأثيره على هذه الفئات الضعيفة أولاً قبل غيرهم من الناس.
يشعر الفقراء والمحتاجين عند قُدُوم رمضان بعجْزٍ شديد في توفير نَفَقات هذا الشَّهر الكريم، مما يجعلهم في هَمٍّ، وغمٍّ، وحُزن، ولكن رحمة الله – عز وجل – لا تنساهم ، فجعل الله – عز وجل – لهم حقًّا على كل غنيٍّ؛ كي لا يفتقدوا فرحة هذا الشهر الكريم.
أيها الأغنياء:
إنَّ الفقراء ينتظرون عطفكم في هذا الشهر الكريم، والصدقة في رمضان يضاعفها الله – عز وجل – إلى سبعين ضعفًا، والله يضاعف لِمَن يشاء، والصدقة تُطفئ غضب الله تعالى، كما يطفئ الماءُ النار؛ قال تعالى: {مَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنْبُلَةٍ مِائَةُ حَبَّةٍ وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ} [البقرة: 261].
إن الفرصة التاريخية قادِمة ومهيَّأة لكم؛ لتنالوا من البَرَكات والحسنات، فلا تترددوا في العطاء والإنفاق، وحرِّروا أنفسكم من الشُّحِّ، والبخل، واستعدوا لرمضان بالجود والإحسان، فليس للإحسان جزاء إلا الإحسان، ولا تَتَبَرَّموا إن قصدوكم بالسؤال، وضعْف الحال، فإسعاد هؤلاء الفقراء سبيل إلى رضوان الله والجنة.
هل أعد المحسنون خططهم، ومشاريعهم الرمضانية لسدِّ حاجات هؤلاء الفقراء قبل حلول الشهر الكريم؟ وهل جعلت الجمعيات الخيرية في مقدمة أولوياتها التفكير في تقديم العَوْن والمساعدة للمحتاجين، وإدخال السرور على الفقراء؟
أسفله تسجيل لخطبة جمعة لفضيلة الأستاذ محمد بونيس :