بقلم: خالد قدومي الطرح الضال والتعقيب المغلوط.

26 أبريل 2024آخر تحديث :
بقلم: خالد قدومي الطرح الضال والتعقيب المغلوط.

تتبعت عبر وسائل التواصل الاجتماعي مجموعة من المداخلات،كانت أقرب إلى مرافعات، حول حدث تصدر المشهد الإعلامي مؤخرا. وقبل الغوص في نجاعة هذا السلوك ومن يحتضنه،أريد التنبيه إلى مسألة أساسية وهي أن بعض الردود تقدم خدمات مجانية للخصوم بسبب المدافع الذي يتحول هو نفسه إلى حجة نقيضة لمهمته نتيجة نيرانه الصديقة. وقد جسد هذه الحالة المأساوية رئيس مميائي( نسبة إلى الأزل) يتربع على رئاسة لتجمع صوري،قيل عنه عالمي وامازيغي،بلا هياكل ولا مؤتمر تجديدي.هذا الشخص الفاقد لأي رصيد معرفي حتى لا أقول نضالي أو تاريخي..أراد أن يقحم نفسه كمدافع على الوحدة الوطنية! من خلال تضخيم الأنا، والركوب على الأمازيغية، بما لها من رمزية. إضافة إلى إستخدامه لمنهج اللامنهج أثناء سرده لمحطات من تاريخ منطقة الريف بغية إقحامها عنوة في موضوع بثه المتمحور حول الانفصال. ولا أزايد ان قلت بأن صاحبنا بدوره هذا ينطبق عليه المثل الأمازيغي حول الطائر بلارج حين أراد مداعبة حبيبته بقبلة،فأعماها!. ومثل هذه الكوارث تكون ناجمة عن تزكية أشخاص بلا مؤهلات ليتطاولوا على مواضيع لا يفقهون فيها شيئا. وهذا ما برع فيه مفكرنا بأسلوبه الذي لم نجد له تصنيفا في أدبيات النقاش التي أفرغها من أبسط قواعد الجدل المبنية على البرهان كأساس ومنطلق لبلوغ الحقيقة.
منذ مطلع التسعينات، وقفت على حقيقة هذا الكائن. اكتشفت هدف هرولته( من خلال زلات كلامه) لركوب الصحوة الهوياتية التي رأى فيها بوابة للتسلق،مما جعلني في غنى عن آرائه السطحية المسايرة للموجة العامة بلا استدلال، والمتجنبة لكل ما من شأنه الإصطدام بسياسة الحكام،وهو الخط التحريري لجريدته التي تحولت إلى نعمة بفضل ما تجنيه من منح وهبات، علما أن المنابر الإعلامية الجادة افلست غالبيتها في مهدها، بسبب انعدام الدعم تارة،والتضييق عليها أو منعها في الغالب. قلت ان أراء صاحبنا التي لا تمتلك أدنى حظوظ لاستقطاب الآخر، كنت أعرف أن فلكها محدود ومرسوم، ومع ذلك قررت الإنصات إلى مداخلته حول تاريخ عبد الكريم الخطابي بمناسبة رده على الترهات الإنفصالية المرتبطة بالأجندة الأجنبية( عسكر الجزائر )،إعتقادا مني أن جهات عليا كانت أو سفلى،زودته بمعطيات وكلفته بالتسويق،خاصة وأنه يقطن بالعاصمة وله علاقات وطيدة مع…لكنني صدمت بمستواه الضعيف مقارنة بالموضوع الكبير! كلمات جوفاء، فلا التاريخ هو تاريخ، ولا حججه برهان، ولا لغته امازيغية!.إجمالا هي خليط من العناوين يصحبها صراخ، فأنتجت المهزلة. مما جعلني أجزم أنه من تلقاء نفسه بادر إلى عرض خدماته، متوهما أن شخصيته مهمة ولها تأثير، فأقدم على مجزرة في حق التاريخ الذي بتره بشكل فضيع ليعزز به مواقفه( حقبة الريفبليك)، متناسيا أن التاريخ يقرأ في شموليته ولا يجزأ لدحض الحاضر، حتى لا ينقلب هو نفسه ” التاريخ” إلى سلاح يرفع في وجهك للإستدلال به من خلال وقائع تتنافى مع توجهاتك السياسية. التاريخ لا ينتقى ،ففيه من الإنتصارات ما لا يغرينا بنسيان الإنكسارات ،وتوظيف الأمير الخطابي كجحة لمقارعة الطرح الإنفصالي هو تقزيم لرمزيته التي تجاوزت حدود الوطن بعدما أصبح مرجعية تستنير بأفكاره المتنورة والسابقة لعصره العديد من الأقطار. كما أن إقحامه في قضايا ثانوية وفق ما ينسجم مع توهماتك، فهذا جرم ولنا الحق في فضحه والتصدي له بالوسائل المعرفية خاصة مع تنامي ظاهرة التاريخ المختزل في جانبه السلبي الإنتهازي.
كنت اتمنى من هذا الزعيم! أن يدحض خطاب الخصوم بتفكيكه للبنيان المغشوش لطرحهم المأجور، كأن يعري على موقفهم المعارض لاستقلال القبائل رغم ادعائهم بمناصرة حركات التحرر وعلى رأسها طبعا البوليزاريو. وأن يطالبهم” باعتبارهم أوصياء على مصالح الريف” بمقاضاة الجزائر على جريمتها النكراء المتمثلة في طرد ما يفوق ربع مليون نسمة بعد تجريدهم من الممتلكات وحشرهم في زنازن تحط من الكرامة الإنسانية. طبعا لن يجيبوا لسبب بسيط و هو خوفهم من فقدان الدعم الذي بمجرد ما سيسحب، سيتلاشى معه وجودهم المبني على الغلط، الشيء الذي فطن له جميع معتقلي حراك الريف.
كان الأجدى لصاحبنا أن يدرك حجم المسؤولية قبل اقدامه المتهور على مجابهة الإنفصال بتلك الطريقة الدونكشوتية المضحكة، لكننا نتحمل أيضا المسؤولية بصمتنا الذي افسح المجال للبعض كي يدافع عن قضايا كبرى بوسائل صبيانية!.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


لا توجد مقلات اخرى

لا توجد مقلات اخرى

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

موافق