هشام العلوي: بايدن وسوناك وماكرون لن يستطيعوا تطهير أياديهم من التجاوزات التي ارتكبوها في خضم الحرب ضد غزة

27 أكتوبر 2023آخر تحديث :
هشام العلوي: بايدن وسوناك وماكرون لن يستطيعوا تطهير أياديهم من التجاوزات التي ارتكبوها في خضم الحرب ضد غزة

أريفينو : 27 أكتوبر 2023

قال الأمير هشام العلوي، إن الغرب متواطئ في الجرائم التي ترتكبها إسرائيل ضد الفلسطينيين في غزة بمبرر الحق في الدفاع عن النفس.

وفي موقف نادر وشجاع يصدر عن أحد أفراد الأسرة الملكية في المغرب، انتقد العلوي، في تدوينة نشرها على حساباته في منصتي “إكس” و”فيسبوك”، بشدة ازدواجية المعايير لكل من واشنطن وباريس ولندن، معتبرا هذه المواقف تبريرا لعمليات القتل والاستعمار.

وفي تدوينة مطولة، كتب هشام العلوي، المعروف بمواقفه المؤيدة لحق الفلسطينيين في الحرية والاستقلال، إن “الغرب متواطئ في هذه المأساة. ويعلن قادته أنهم يدعمون حق إسرائيل في الدفاع عن النفس فحسب، ولكنهم في الواقع يؤكدون رفض الصهاينة المتطرفين إنهاء احتلال فلسطين. إنهم يجسدون الاحتلال تحت اسم آخر”.

وانتقد العلوي إزدواجية معايير القادة الغربيين قائلا: “بالنسبة لهم، ما ينطبق على أوكرانيا لا ينطبق على الفلسطينيين”.

وكتب العلوي “لا يستطيع الرئيس الأمريكي بايدن، ورئيس الوزراء البريطاني سوناك، والرئيس الفرنسي ماكرون أن يقولوا غداً إنهم لم يكونوا على علم بجرائم الحرب الوحشية التي ترتكبها إسرائيل اليوم. فهم لن يستطيعوا تطهير أياديهم من التجاوزات التي ارتكبوها في خضم الحرب، كما حاول الرئيس بوش ورئيس الوزراء بلير أن يفعلا ذلك في العراق بعد غزوه واحتلاله”.

وحمل الأمير المغربي بشدة على موقف الرئيس الفرنسي إمانويل ماكرون، الذي وصفه بـ “العنجهي”، وكتب “مقترح ماكرون بإنشاء تحالف دولي ضد حماس مثل مواجهة حركة داعش مظهر يفضح الإسلاموفوبيا الفرنسية. إنه يكشف عن عدم التسامح البشع في الجمهورية الخامسة، من الحجاب إلى الضواحي”.وزاد العلوي معلقا إن ماكرون “يقوم بتصدير هذه الغطرسة إلى بقية العالم. ومع ذلك، فهو من خلال قيامه بذلك، يتقيأ الغطرسة الاستعمارية من دولة أوروبية لم تعد لديها القدرة على القيام بالاستعمار بمفردها. وسلوكه هذا يتناقض مع مواقف أسلافه في الرئاسة. لقد ولت منذ زمن طويل أيام العمالقة الفرنسيين مثل ديغول وميتران، كانت لهما القدرة والاستقلالية على مقاومة الغرور الأنغلوـــ أمريكي وتخيل بدائل إيجابية. وبدلا من ذلك، أصبح ماكرون اليوم متوافقا بشكل مثير للشفقة مع البريطانيين والأمريكيين، لأنه يعمل أيضا على تمكين إسرائيل من ارتكاب جرائم الحرب التي ترتكبها”.وزاد العلوي بأن “والتحدي الآن، هو وقف التصعيد ثم الرجوع الى مقاربة سياسية بدون انبطاح. ونتساءل، كيف سيحدث هذا وإسرائيل تحت حكم يمين متطرف وواشنطن صماء وأوروبا رهينة التبعية، علاوة على استحالة مبدأ حل الدولتين. ويبقى الحل هو دولة واحدة في شكل من الأشكال، حل عسير وطويل”.

Hicham Alaoui


🔴 أتقدم بأحر التعازي إلى السيد وائل الدحدوح وشبكة الجزيرة. وائل الدحدوح هو مدير مكتب الجزيرة في غزة، وقد قُتل أفراد عائلته في غارة جوية إسرائيلية في غزة. لقد تم قصفهم في مخيم النصيرات للاجئين، والمفارقة أنهم لجأوا إليه بعد صدور تنبيه إسرائيلي مثير يطلب بتوجه جميع المدنيين الفلسطينيين في شمال غزة إلى الجنوب. ومن الواضح أنه بالنسبة لإسرائيل لا يهم أين يقيم الفلسطينيون في غزة، لأن كل شيء هو هدف قابل للقصف في حملتها المتواصلة لجعل الفلسطينيين يدفعون ثمن مقاومتهم للاحتلال. هذا الحدث المأساوي يمسنا بطريقة عميقة. وائل الدحدوح صحافي كرّس عقوداً من الزمن لكشف الحقيقة ومواجهة التغليط والتعتيم.
تذّكرنا عمليات القتل هذه أيضًا بالمعايير المزدوجة المطبقة هنا. سوف تتحّمل حماس المسؤولية عن هجماتها العشوائية ضد المدنيين الإسرائيليين. ولكن من سيحاسب إسرائيل على قصفها العشوائي للمدنيين الفلسطينيين؟ الضحايا الذين يسقطون مثل عائلة السيد الدحدوح ليسوا أهدافاً عسكرية. إننا نشهد جرائم حرب تنفي أي مصداقية عن نتنياهو وتبرز مدى سفكه للدماء بطريقة “انتقامية”. وبالفعل، لقد سمعنا نيته بصوت عالٍ، وهي واضحة على هذا النحو: “الانتقام”. ومع ذلك، إذا كان الأمر يتعلق “بالانتقام”، فهل يتمتع الشعب الفلسطيني بحقه الطبيعي في “الانتقام” من عمليات القتل التي يتعرض لها طوال 75 سنة؟ إن جرائم الحرب المستمرة هذه تعاقب الشعب الفلسطيني بشكل جماعي وتحرمه من كرامته. إنها تجسد الدورة التي لا نهاية لها من الاحتلال والمقاومة والعنف التي حاصرت فلسطين لأجيال، وهي تديم التهجير المستمر والفصل العنصري والتطهير العرقي للشعب الفلسطيني.
والغرب متواطئ في هذه المأساة. ويعلن قادته أنهم يدعمون حق إسرائيل في الدفاع عن النفس فحسب، ولكنهم في الواقع يؤكدون رفض الصهاينة المتطرفين إنهاء احتلال فلسطين. إنهم يجسدون الاحتلال تحت اسم آخر. بالنسبة لهم، ما ينطبق على أوكرانيا لا ينطبق على الفلسطينيين. لا يستطيع الرئيس الأميركي بايدن، ورئيس الوزراء البريطاني سوناك، والرئيس الفرنسي ماكرون أن يقولوا غداً إنهم لم يكونوا على علم بجرائم الحرب الوحشية التي ترتكبها إسرائيل اليوم. فهم لن يستطيعوا تطهير أياديهم من التجاوزات التي ارتكبوها في خضم الحرب، كما حاول الرئيس بوش ورئيس الوزراء بلير أن يفعلا ذلك في العراق بعد غزوه واحتلاله.
ويجسد الرئيس ماكرون بشكل خاص هذه المعايير المزدوجة. وبقدر ما هلل للتحالف ضد داعش، فإنه يدعو الآن إلى تحالف دولي ضد حماس، لكن من سيتبعه في المنطقة؟ إن الصمت الذي تعامل به العالم الإسلامي مع مقترحه يفضح الإسلاموفوبيا الفرنسية. إنه يكشف عن عدم التسامح البشع في الجمهورية الخامسة، من الحجاب إلى الضواحي. ويقوم ماكرون بتصدير هذه الغطرسة إلى بقية العالم. ومع ذلك، فهو من خلال قيامه بذلك، يتقيأ الغطرسة الاستعمارية من دولة أوروبية لم تعد لديها القدرة على القيام بالاستعمار بمفردها. وسلوكه هذا يتناقض مع مواقف أسلافه في الرئاسة. لقد ولت منذ زمن طويل أيام العمالقة الفرنسيين مثل ديغول وميتران، كانت لهما القدرة والاستقلالية على مقاومة الغرور الأنغلوأمريكي وتخيل بدائل إيجابية. وبدلا من ذلك، أصبح ماكرون اليوم متوافقا بشكل مثير للشفقة مع البريطانيين والأميركيين، لأنه يعمل أيضا على تمكين إسرائيل من ارتكاب جرائم الحرب التي ترتكبها.
التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

لا توجد مقلات اخرى

لا توجد مقلات اخرى

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

موافق