أريفينو/خاص : محمد أوسار
إِذا كانَ رَبُّ البَيتِ بِالدُفِّ مولِعاً فَشيمَةُ أَهلِ البَيتِ كُلِهِمِ الرَقصُ
الشاعر سِبطِ اِبنِ التَعاويذي
أستعمل هذا البيت الشعري منذ زمان للدلالة على أنك لا تستطيع مطالبة الصغار بالتوقف عن ارتكاب الحماقات في الوقت الذي يأتي الكبار كبائرها؟؟
و أسباب النزول بهذا البيت على عمالة الناظور اليوم، هو ان هذه المؤسسة مسؤولة قانونا عن مراقبة سير عمل كل المصالح الخارجية و المجالس المنتخبة و في كل مرة نتتبع فيها خيوط الفساد المنتشرة بهذه المؤسسات يؤدي بنا الخيط الى مخبأ ما في عمالة الناظور تجعل من مكافحة الفساد امرا يجب أن يبدأ من العمالة ذاتها قبل أن تطالب به تابعيها.
و هذه المرة، الحكاية مثيرة للسخرية و تدل على الإستهانة بأموال الشعب بشكل غير مسبوق في هذه العمالة الموبوءة.
و هذه الفضيحة لسنا نحن من نكشفها بل يكشفها المكتب النقابي لموظفي عمالة الناظور الذي وجه رسالة للعامل مصطفى العطار يحضه فيها على التحقيق بممارسات رئيس مصلحة بعمالة الناظور.
رئيس المصلحة حسب الرسالة و حسب مصادر مطلعة من العمالة ذاتها، استحوذ منذ مدة على منزل وظيفي بمدينة العروي قرب مقر الباشا كان مخصصا في السابق لإيواء بعض عناصر القوات المساعدة.
و رئيس المصلحة المحترم، قام بإفراغ “المخازنية” المغلوبين على أمرهم ثم استعمل اموال الشعب المتراكمة بميزانية عمالة الناظور لتجديد المسكن و تأثيثه.
و رغم ان رؤساء المصالح بالعمالات غير مشمولين بامتياز السكن الوظيفي فإن الرئيس الذي يعرف كيف يتدبر أموره، حصل على هذا الاستثناء و زاد عليه بأنه لا يزال يربط مسكنه بعداد ماء و كهرباء تؤدي فواتيرهما عمالة الناظور.
و لتزيد السخرية يقول زملاء الرئيس أن كل تجهيزات مسكن الرئيس و يا للصدفة كهربائية، فالسخان كهربائي و تجهيزات المطبخ كهربائية.. و علاش لا و الشعب هو الذي يدفع الفواتير.
إضافة الى ذلك فإن الرئيس الذي يتنقل بسيارة الدولة بين الناظور و العروي حطم كل الأرقام القياسية في استهلاك الوقود حتى غلب كل مسؤولي العمالة و ربما العامل نفسه؟؟
الأن و نحن نعلم ان العامل يعرف، فلماذا فضل الصمت و ترك الملايين من اموال الشعب تهدر امام عينيه؟؟ كيف يمكن لعامل الناظور أن يحاسب أي رئيس جماعة بالإقليم و هو يعرف ان مطبخ عمالته “خانز”، كيف يمكن ان نطالب رئيس جماعة بمحاربة الفساد إذا كان ولي امره في عمالة الناظور يعب من اموال الشعب كل يوم امام انظار الجميع؟؟؟
هل من حد لهذه المهزلة؟؟؟
لا يصلح العطار ما أفسده الدهر . كل شي باين …