+ صور: هكذا وظّفت إسبانيا الغواصات في حربها ضد المقاومة الريفية

13 فبراير 2015آخر تحديث :
+ صور: هكذا وظّفت إسبانيا الغواصات في حربها ضد المقاومة الريفية

موسى الراضي
تطرقت جريدة ABC الإسبانية، في عددها ليوم أمس الأربعاء 11 فبراير الجاري، إلى إحدى الجوانب الخفية من حرب الريف، التي غفلتها جل الكتابات التاريخية التي تناولت هذه الحرب، ويتعلق الأمر بإستعمال الجيش الإسباني للغواصات إبان الحرب، من بينها أبرز الغواصات في البحرية الإسبانية، خلال القرن الماضي، والتي تحمل إسم “إسحاق بيرال” وذلك في مقال للمؤرخ “أغسطين رامون رودريغيز غونزاليز” المهتم بتاريخ البحرية الإسبانية.
وتناول غونزاليز في مقاله، إحدى أهم التدخلات التي قامت بها القوات الإسبانية في حرب الريف، بعد إشتداد المعركة وصلابة المقاومة الريفية، حيث إضطرت في شهر أبريل من سنة 1992، إلى توظيف خيار عسكري جديد لمواجهة المجاهدين، ويتعلق الأمر بإستعمال غواصات حربية في عملية قادتها الغواصة المذكورة لإجلاء المستوطنين في كل من جزيرتي النكور و بادس على سواحل الحسيمة، بعد تعرضهم لحصار خانق وهجمات متكررة من لدن المقاومين الريفين دامت عدة أشهر.
nador1318
وذكر الكاتب في مقاله، أن القوات الإسبانية إضطرت إلى إستعمال الغواصات بعد أن إستنفذت العديد من الخيارات التي لم تفلح في فك الحصار عن الجزيرتين و إنقاذ مستوطنيها الإسبان، حيث كبّدتها هذه المهمة خسائر مهمة، كفقدان باخرة “خوان دي جيانز” التي حاولت إيصال إمدادات إلى جزيرة بادس.
وبعد هذا يُضيف الكاتب، أن وزير البحرية الإسبانية آنذاك “لأدميرال غارسيا دي لوس رييس” أمر بإستعمال الغواصات لتنفيذ مهمة الإجلاء، وذلك ما بدأ تفعيله في 17 أبريل تحت جنح الظلام بمشاركة الغواصتين “بيرال” و”B-1″ ” حيث نجحتا في الليلة الاولى في إخلاء 66 شخص، قبل أن تُعّلَق العملية بسبب التيارات البحرية القوية والتصدي الذي لقته من المجاهدين الريفيين المتمركزين في السواحل البرية للحسيمة، وفي الليلة التالية تكلّفت الغواصة “B-1” بإتمام العملية، وأجْلت 37 آخرين.
nador1319
وحكى الكاتب أن الجيش الإسباني إستمر في إعتماده على الغواصات البحرية لعدة أشهر لحماية الجزيرتين، حيث عزّزت البحرية الإسبانية تواجدها في مياه الحسيمة، بغواصات أخرى كـ”A-3″، لمنع أي تقدم محمتل للقوات الريفية نحو الجزيرتين، وكذا لخلق قناة للتواصل مع العسكريين المتواجدين هناك، وإمدادهم بالمؤونة والمستلزمات اللوجيستيكة للحرب.
وتجدر الإشارة إلى أن الغواصة “إسحاق بيرال”، بدأت خدمتها ضمن البحرية الإسبانية في يناير 1888، وإستمر عملها إلى غاية سنة 1929، وتميّزت بكونها أول غواصة إسبانية تعمل بالطاقة الكهربائية، وفي سنة 2002 تم وضعها كنصب تذكاري في ساحة “ألفونسو الثاني عشر” بمنطقة قرطاجنة الساحلية بإقليم مورسيا الإسباني.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


لا توجد مقلات اخرى

لا توجد مقلات اخرى

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

موافق