ربورتاج:بحيرة “مارتشيكا” بالناظور..من محطة لزوارق تهريب المخدرات الى مشـروع ضخـم يطمح إلى جعل الناظور وجهة سياحية كبـرى

8 أغسطس 2018آخر تحديث :
ربورتاج:بحيرة “مارتشيكا” بالناظور..من محطة لزوارق تهريب المخدرات الى مشـروع ضخـم يطمح إلى جعل الناظور وجهة سياحية كبـرى

اريفينو/محمد سالكة

قرب مدينة الناظور، شمالي المغرب، تقع بحيرة “مارتشيكا” مطلة على البحر الأبيض المتوسط، في مشهد يمزج بين جمال البحيرة، وتحدي بقائها جنباً إلى جنب مع المتوسط، في لوحة تشكيلية قل نظيرها.

“مارتشيكا” (وهي البحيرة الصغيرة بالإسبانية)، تعيد ترتيب بعض الملامح المحيطة بها، وذلك بعد إطلاق مشاريع قرب البحيرة التي تعتبر الثانية من نوعها في أفريقيا، لتكون منطقة سياحية.

جبل متوسط الحجم يقف وكأنه يحرس البحيرة التي تحيط به من 3 جهات، أما المدخل فتوجد به بنايات قيد الإنشاء وأخرى مكتملة البنيان.

وعلى أحد أطراف “مارتشيكا”، ميناء صغير تصطف عليه “يخوت” خاصة، وأخرى مخصصة للقيام بجولة داخل البحيرة، بينما تنتشر مراكب صيد صغيرة في أرجائها.

البحيرة من الداخل تعطي نظرة أخرى عنها، تختزل ما بباطنها، حيث تظهر مدينة الناظور من جهة، ومدينة بني أنصار من جهة أخرى، والبحر المتوسط في الأفق، وهدوء المكان يخفي تاريخًا طويلًا من أمم وحضارات استغلت البحيرة لمآربها الخاصة.

وتشير بعض المصادر التاريخية إلى أن العديد من الحضارات استثمرت البحيرة، مثل الرومان الذين قاموا بإنشاء ميناء لترسو فيه السفن الحربية.

كما تم تشييد ميناء عسكري من طرف المستعمرين الإسبان، استخدم لصد هجمات المقاومين المغاربة.

وقال عدد من ارباب قوارب الصيد التقليدي، إن ملامح البحيرة تغيرت من ميناء عسكري إبان الاستعمار الإسباني إلى وجهة سياحية وترفيهية، ووجهة للصيد البحري، بوجود 450 مركب صيد.

واضافوا أن البحيرة عرفت تغيرات كبيرة منذ مدة، خصوصاً أنها ذات موقع استراتيجي، وتبلغ مساحتها 120 كلم مربع.

واوضحوا أنه في الوقت الذي كانت “مارتشيكا” تشكو من العديد من المشاكل البيئية، جراء مخلفات الميناء العسكري، والنفايات المتراكمة منذ عقود بسبب بعض الشركات، التي كانت تستغل البحيرة، فإن عملية تنقيتها وتهيئتها من قبل وكالة مارتشيكا ميد جعلها تتحول إلى بحيرة سياحية بامتياز.

ويقول مواطنون من المنطقة، إن “بحيرة مارتيشكا أصبحت قبلة للمواطنين والأجانب، خصوصاً الإسبان منهم، فضلاً عن ممارسي رياضات البحر”.

واضافوا  أن “البحيرة تحتوي على حياة سمكية جد مهمة، إضافة إلى كونها وجهةً سياحية”.

وتابعوا:“المستعمر الإسباني سبق أن دشن ميناءً حربياً قرب البحيرة، فضلا عن مناجم للمعادن، وهو ما أثر سلباً عليها في وقت سابق”.

من جهته، قال مسؤول عن التسويق بوكالة تهيئة موقع بحيرة “مارتشيكا” ، “مارتشيكا هي ثاني أكبر بحيرة في أفريقيا، ولها واجهة على البحر المتوسط، ومواصفات سياحية أخرى”.

وأوضح أن الأشغال التي أطلقت منذ سنوات، في إطار إعادة تأهيل المنطقة، تستهدف 154 هكتاراً، “20% سيتم تشييدها، و80 % ستبقى مساحات خضراء أو مياه”.

ووفق ذات المسؤول، فإن المغرب أطلق مشروعات كبيرةً لإعادة تهيئة البحيرة “إذ من المنتظر تشييد 4 فنادق، ومنتجع سياحي، وأكاديمية للغولف، فضلاً عن مجموعة مطاعم ومقاهي”.

ويبلغ عمق البحيرة ما بين 0.5 إلى 7 أمتار،، بينها وبين البحر المتوسط توجد شبه جزيرة “بوقانا”، وهو الاسم الذي يطلق على المنفد الواقع بينها وبين المتوسط.

من قوارب الحشيش نحو اوروبا الى مشـروع ضخـم يطمح إلى جعل الناظور وجهة سياحية

تعتبر بحيرة مارتشيكا ثاني أكبـر البحيرات الواقعة جنوب البحر الأبيض المتوسط و قد حباها الله بمؤهلات طبيعية إستثنائية مرتبطة بنظامها الإيكولوجي الغني و المتنوع ، وبما أن مشروع تهيئة بحيرة مارتشيكا يعد محركا أساسيا للتنمية الإقتصادية بـالمنطقة يهدف فإن الوكـالة التي يديرها سعيد زارو تهدف أسـاسا إلى خلق وجهة سياحية كبرى تجعل الإقليم فضاء جديدا للتقدم و الإزدهار .

وتطمح وكـالة تهيئة موقع بحيرة مارتشيكا إلى تطوير نموذج مثالي للتنمية على الضفة الجنوبية للبـحر الأبيض المتوسط كما تهدف إلى وضع المواطن في قلب العملية التنمية الإقتصادية و الاجتماعية عن طريق توفير مناصب شغل قـارة وبرامج تكوين مختلفة .


وقـامت الوكالة بوضع تصميم خاص لتقديم رؤية متناسقة تساهم بواسطتها باستصلاح البيئة من خلال تبني مقاربة تحترم المجالات الطبيعية ، و قامت بمجهودات مهمة في مجال مكافحة تلوث البحيرة المذكـورة ، تهم أسـاسا تنظيف الشواطئ وجمع النفايات و الملوثات من على ضفافها و كذا من سطح مياهها مباشرة بإستعمال قوارب خصيصا لهذا الغرض .
و منـذ شروعها في العمـل الفعلي منذ أزيد من 8 سنوات ، تـمكنت ” وكالة تهيئة بـحيرة موقع مارتشيـكا ” من تـنفيذ مجموعة من أهدافها المسطرة ، بفعل عـملها الدؤوب برئاسة ابن منطقة الريف السيد سعيد زارو ، الـذي لامـس الجميع مدى المسؤولية التي حملها على عاتقه الى جانب طاقم مجلسه الاداري ، لاعادة الحياة من جديد لبحيرة طـالمـا كانت محطة لزوارق تهريب المخدرات ، و منبعا لرائحة تزكم أنـوف المواطنين بفعل عامل التلوث .

اريفينو ومن خلال الصور التي التقطتها عدسة مصورينا من مناطق مختلفة من المواقع التي شملتها التهيئة على طـول بحيرة مارتشيكا ، تبين من خلالها ان بوادر الاشعاع العالمي بدأت تظهر على ملامحها ، ما سيساهم مستقبلا في الرقـي بمستوى الجماعات المحيطة بالبحيرة التي يقع قلبها بمدينة الناظور ، حيث ستجعل منها قطبـا سياحيا بالدرجة الأولـى سيعطي بنسبة كبيرة دفعة جديدة للمنطقة على مستويـات عدة ،منها المتعلقة بـالإقتصاد ، التنمية ، المجتمع ، بالاضافة الى الجانب الحضاري والثقافي ، كـما ستضع الإقليم في المكـان الذي يستحقه .

ومن جهة اخرى ، فان وكالة تهيئة بحيرة مارتشيكا ، لا زالـت تواصل عملها بالمنطقة ، وتعد بمنجزات متنوعة ، من ضمنها اعداد وتهيئة مدينة ” أطاليون “و مدينة ” الشاطئنين ” والمدينة الجديدة للناظور و محمية الطيور ، و مواقع اخرى أطلقت عليها ” مارتشيكا الرياضة ” ومروج مارتشيكا وقرية الصيادين .. حيث تعتبر الإحصائيات المتعلقة بهذا المشروع العملاق ذات دلالة خاصة وهي المعدة تدريجيا بين العامين 2009 و 2025 بهدف جعل المنطقة محطة سياحية شاسعة تمتد على مساحة ألفي هكتار وعلى مسافة من 25 كيلومترا.

فيديو..بحيرة مارتشيكا بالناظور كما لم تراها من قبل..

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


لا توجد مقلات اخرى

لا توجد مقلات اخرى

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

موافق