التهريب والغازات السامة و”الكيف” والبطالة.. عمقت جروح الريف وجعلته منطقة ثائرة

10 فبراير 2017آخر تحديث :
التهريب والغازات السامة و”الكيف” والبطالة.. عمقت جروح الريف وجعلته منطقة ثائرة

أريفينو  خالدي فاطمة

منذ الوفاة المرعبة، لمحسن فكري بائع السمك، في 28 أكتوبر من السنة الماضية، لم يهدأ وطيس الاحتجاجات بعاصمة الريف الحسيمة، مسترجعة مآسي الاستعمار الإسباني وما خلفه نظام الحسن الثاني.

وقاد هذه الاحتجاجات شباب يطلقون على أنفسهم اسم “الحراك الشعبي بالريف”، لا ينتمون لأي تنظيم نقابي أو سياسي، وضعوا على رأس مطالبهم فتح تحقيق نزيه في الوفاة المأساوية لمحسن فكري، والانهاء مع “الحكرة” والاضطهاد في المنطقة، والبحث عن حلول فورية للعديد من المشاكل التي يتخبط فيها الريف.

ومن بين التحديات التي تواجهها منطقة الريف، زراعة القنب الهندي، حيث أن الدولة المغربية أطلقت عدة مبادرات لتشجيع زراعات بديلة، الشيء الذي أسفر عن تقلص المساحات المزروعة بما نسبته 70 بالمائة خلال 10 سنوات، من سنة 2003 إلى سنة 2013، حيث قدرت الأراضي المزروعة سنة 2003 بـ134000 هكتار، وسنة 2013  بـ47196 هكتار. وفق ما أوردته إحصائيات مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة.

استخدام إسبانيا للغازات الكيميائية السامة لقصف العديد من القرى خلال حرب الريف (1921-1926)، أسهم في تأجيج جروح المنطقة في الآونة الأخيرة، إذ أن الدولة المغربية لازالت تلتزم الصمت حول الموضوع، رغم تأكيد العديد من الجمعيات المحلية بمدريد، أن الآثار السامة للغاز بالمنطقة لازالت تسبب العديد من الأمراض، على  رأسها مرض السرطان الذي يحصد العديد من الضحايا إلى يومنا هذا. وفق ما جاء في مقال نشر بموقع “جون أفريك” اليوم الخميس 09 فبراير الجاري.

ورغم مضاعفة الملك محمد السادس للاستثمارات العمومية لتهيئ البنية التحتية للمنطقة ومحاربة العطالة، إلا أنها لازالت مرتفعة، حيث سجلت المنطقة الشرقية 19 في المائة، وسجلت جهة طنجة تطوان 16.1 في المائة، وسجلت تازة الحسيمة تاونانت 14.2 في المائة، في حين أن المعدل الوطني هو 9 في المائة، وفق أرقام نشرها موقع “جون أفريك”، مبرزا سوء توزيع المرافق الصحية بين المناطق الحضرية والمناطق الوعرة.

وفيما يتعلق بتحدي التهريب، قدر المصدر عدد المهربين الصغار الذين يعبرون المنطقة الحدودية لمدينة سبتة يوميا بـ30000 شخص، و20000 شخص يعبرون المنطقة الحدودية لمدينة مليلية، مشيرا إلى أن معظم السلع التي يتزودون بها بالمناطق الحرة، تتركز أساسا في  منتجات (الملابس والأجهزة المنزلية، والكحول والسجائر…) التي يتاجرون فيها بربوع المملكة.

ويشار إلى أن آخر احتجاجات عرفتها المنطقة، تلك التي قررت لجنة حراك الريف، تنظيمها، بمناسبة تخليد الذكرى 54 لوفاة عبد الكريم الخطابي، التي خلفت مواجهات بين قوات الأمن والمحتجين، حيث أسفرت عن إصابة 27 من عناصر الأمن أثناء تدخلهم لفض احتجاجات شهدتها المنطقة مساء الأحد 05 فبراير، وفق رواية السلطات المحلية لإقليم الحسيمة.

 

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


لا توجد مقلات اخرى

لا توجد مقلات اخرى

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

موافق