الفنانة التشكيلية نسيمة طلال في ضيافة “لوحة و فنان” التي يقدمها ذ. بوزيان موساوي

12 أبريل 2019آخر تحديث :
الفنانة التشكيلية نسيمة طلال في ضيافة “لوحة و فنان” التي يقدمها ذ. بوزيان موساوي

فقرة: لوحة و فنان(ة)يكتبها لكم من وجدة/ المغرب: ذ. بوزيان موساوي.
ضيفة الفقرة: الفنانة التشكيلية نسيمة طلال، مدينة الجديدة/ المغرب
غالبا ما تقتضي منهجية تقديم فقرة “لوحة و فنان” الاكتفاء ب
ـ بطاقة تعريف موجزة،
ـ و بنبذة موجزة من السيرة الذاتية في المجال الفني،
ـ و بقراءة لنماذج من اللوحات التشكيلية المقترحة،

كتبت، تقول:

“نسيمة طلال هي ابنة مدينة الجديدة فنانة عصامية لقد تاثرت برائدة الفن العفوي الخام الشعيبة طلال وهي ملهمتي وقدوتي لقد ترعرعت وسط عائلة فنية بدايتي كانت كبداية الفنانات العصاميات كنت شغوفة بالرسم وخلط الالوان مدفوعة بقوة لااعرف مصدرها، عملت في صمت وثأثرت بكل مايحيط بي من رموز والوان وزخارف، الشغف والحب هما اللذان دفعاني لدخول عالم الفن بدأت موهبتي في سن السادسة أي في طفولتي أرسم بلا قيود بلا قواعد ،أرسم كل ماهو طبيعي وكل ما رسخ في ذهني من مناظر طبيعية وغيرها من المواضيع لكن كل رسوماتي عفوية طفولية ابتدأ مشواري كهاوية للتشكيل وعملت على تطوير موهبتي حتى تطورت ومن تم نجحت في اقتحام المجال بثقة وتميز .

كبر سني وكبرت موهبتي واصبحت اقلد ممن سبقوني واصبحت اصول واجول في عالم التشكيل والألوان وأحاول صياغة مواضيع مختلفة في شتى المدارس تطورت تجربتي ونمت فكرتي وأصبحت أشتغل على التجريد والتشخيص وبالخصوص الفن العفوي الخام أو ما يعرف بالفطري… المواضيع التي أشتغل عليها : أنا تلقائية في أعمالي التعبيرية التي تتميز بخيال دفاق وخلاق، وميلي للطفولة جعلني أتخذ الرسم مثل لعبة، فالوجوه الفرحة أو الحزينة التي أرسمها تملأ لوحاتي فمنذ بدايتي اخترت لنفسي أسلوبا يجعلني أتميز به، سواء من حيث موضوع لوحاتي أو شكلها. إذ شكلت قضية المرأة التيمة الغالبة على كل الموضوعات التي تناولتها، حيث تتسم تجربتي بالصدق الفني الذي يروم تحرير الذات من قبضة مشاعر متضاربة ظلت عالقة بطفولتي في زمن شبه متكلس، من أجل تصفية الأجواء الداخلية للذات، وبذلك تكون التجربة الفنية نوعا من الاستشفاء الذاتي، وتخليص الروح من القيود التي تكبلها، والأدران التي تعلق بها…

أستعمل الألوان الزيتية والسبب يعود لكونها مرنة وتعطي حرية كاملة للريشة وتمنح اللوحة الإبهار كما أنه يمكن بها وضع الدرجة اللونية المناسبة للتعبير وإذا قارنت مثلاً بينها وبين الألوان المائية فإن المائية تجف وعندما تعود للوحة لاستكمالها فإنك تجد صعوبة بينما في ألوان الزيت يمكنك العودة للوحة وإحداث التغييرات التي أراها وبعبارة مختصرة إن ألوان الزيت أقدر استيعاباً للتعبير عن المشاعر ورؤيتي ، وخصوصاً إذا أدرك الفنان جيداً كيفية الوصول إلى تقنية وتكنيك يجعل من اللون نقطة ارتكاز في اللوحة بل عنصراً يبعث في اللوحة كل نواحي الجمال ومعطيات الجذب. وتأتي ألوان الزيت وألوان الإكريلك وألوان الباستيل والألوان المائية…”

لكن، و خلاف العادة على فقرة “لوحة و فنان” التي أتشرف بتقديمها،
ارتأيتُ أن أوظف كل جزء من تصريحات الفنانة نسيمة طلال لقراءة أخرى، و منها :

1 ـ الفنانة نسيمة طلال مقبلة على تقلد مهام ” مساعدة اجتماعية” معتمدة لدى “قضاء الأسرة” بإحدى المحاكم المغربية:

أمر شدني كثيرا جدا.. لأنني مؤخرا، و بحكم مهنتي كمسؤول في الإدارة التربوية، و كرئيس لإحدى الجمعيات التي تعنى بالشأن التلاميذي، اكتشفت في حوار مع إحدى “المساعدات الاجتماعيات” ان تأخرها عن زيارتي في شأن “العنف المدرسي”، انشغالها بقضايا الطلاق، و صرحت لي في مكالمة هاتفية: لو زرتني في مكتبي، سيبدو لك ان كل أسر المدينة تعيش “أزمة تفكك أسري”، و أن كل الزيجات أصبحت في مهب الريحن و أن الطلاق أصبح حلا.. في الظرفية الراهنة.. و أنا في مكالمة هاتفية مع الفنانة نسيمة طلال و هي في أحد مكاتب محكمة ما لقضاء الأسرة، كانت منهمكة لحل مشكلة طلاق… و تساءلت مع نفسي: كيف لهذه الفنانة الشابة و المتنورة فكريا… و الغيورة على مجتمعها و بلدها، أن تبدع فنا، و تترجم من خلال لوحاتها الرتابة و الرداءة لجمال؟….

2 ـ الفنانة. نسيمة طلال من مدينة “الجديدة”:

مدينة مغربية تتموقع جغرافيا على المحيط الأطلسي بين مدينة الدار البيضاء و مراكش.. اسمها القديم “مازاغان” : “مازاڭان أي مازاغان (بصوت الجيم غير المعطشة؛ بالبرتغالية: Mazagão؛ بالإسبانية: Mazagán ،Mazagón) كانت مستوطنة برتغالية في الساحل المغربي بالمحيط الأطلسي، أنشأت سنة 1502م ودامت تحت سلطتهم لمدة نحو 267 سنة، وتم تحريرها على يد السلطان محمد بن عبد الله العلوي سنة 1182هـ/1769م. وهي خلف موقع البريجة أو برج الشيخ وسلف مدينة الجديدة، عاصمة دكالة حكايتي مع المدينة (الجديدة: مازاغان) تعود لأيام دراساتي العليا، و أنشطتي الثقافية: كنت مهووسا بكتابات الروائي المغربي المفرنس ابن الجديدة / مازاغان ادريس الشرايبي صاحب رواية “الماضي البسيط” Le passé simple، و بلوحات الفنانة التشكيلية ابنة نفس المدينة المرحومة الشعيبية سيدة المدرسة “الفطرية” في الفن التشكيلي الحديث…


3 ـ الفنانة نسيمة طلال ترسم على خطى التشكيلية الشعيبية:

و من هنا السؤال الاشكالي: هل تهرب بعض الفنانين التشكيليين كما المرحومة “الشعيبية”، و بعدها فنانتنا …. للتشكيل الفطري مجرد تبرير لعدم انتمائهما لأي مدرسة فنية، و بالتالي لعدم تلقيهما لأي تكوين في فن الرسم و التشكيل؟

أم لكونهما اكتشفتا بدون قرار أو اختيار مسبقين أن الفن غريزة و موهبة طقس صوفي و لغة أخرى للتعبير الفوري و التلقائي و العفوي عن الذات و محيطها؟…

أم لكون الرسالة من كواليس اللوحة ـ عن سبق إصرار من الفنانة ـ تسمو إلى مواقف تتجاوز “العفوية”، و “التلقائية” المبررتين من ميولات المدرسة الفطرية في الفن التشكيلي Peinture naïve كما يتم تداول تعريفها، لتصل إلى عنفوان ما تروج له “مدرسة الواقعية الساذجة” في الفن؟…

4 ـ لوحات نسيمة طلال بين “الفن الفطري” و “الواقعية الساذجة”:

و أنا أقرا نماذجا من لوحات فنانتنا نسيمة طلال، اقول:
لا نبدع من عدم أبدا.. قالها الأديب الفرنسي العالمي فلوبير.. و قبله تحدث أفلاطون عن “المحاكاة”، و غيرهما صدق نظرية “الوحي السماوي”… أو مقولة “الالهام”… لكن رواد فن من نوع آخر في الموسيقى و الغناء و السينما (موسيقى الروك أند رول.. و الأفلام المصورة مباشرة من الواقع…).. الفطرة وحدها لا تكفي لإبداع الجمال من لا شيء . للذاكرة دور: قصة الموسيقار العالمي بيتهوفن أجمل مثال: رجل أصمّ تذكر أصواتا و الوانا و رسائلا و أبعاد جمال.. و ليس الفن الفطري مجرد “محاكاة لواقع” لأن المحاكاة تتحكمها وجهات نظر مختلفة و متعددة ، هي رهينة جغرافيا، و تاريخ، و بيئة و هوية، و نمط عيش، و ظروف اقتصادية و اجتماعية و نفسية… لذا يفضل بعض النقاد تسمية “الفن الفطري” ب ” الفن الواقعي الساذج” الذي لا يكتفي بنقل الطبيعة كما هي على قماش أو خشب او جدار من إسمنت لمجرد الفرجة المجانية، بل للتعبير عن موقف.. عن نظرة تعري الواقع كما هو بسلبياته و إيجابياته، بتناقضاته و مفارقاته، برتابته و رداءته كما بجماله… هو ذا الصوت الصارخ/ الصامت/ الخجول/ المتمرد لفنانتنا نسيمة طلال عبر مختلف لوحاتها.


5 ـ سالتها: ما هي كلمتك الأخيرة؟

أجابت:

“كنت ولازلت وسأظل أدافع على نمطي التشكيلي التلقائي العفوي الخام الذي سبقني إليه العديد من الفنانين والفنانات التشكيليين وعلى رأسهم أيقونة ورائدة هذا النمط المرحومة الشعيبية طلال التي أستلهم من روحها المرحة ولوحاتها العديد من أعمالي… وأشكر كل من عائلتي طلال التي تساندني دوما وتشجعني على موهبتي وكذا أشكر أستاذة العمل الاجتماعي أسماء فخر الدين وأساتذة التربية التشكيلية حمودة الزاوي وعبد الإله زخروف وزهور معناني وكذلك لا ننسى السيد عبد الرحمن عريس مندوب المديرية الإقليمية لوزارة الثقافة بمدينة الجديدة الذي يشجع الواهب الشابة الجديدية ..وأخيراً شكري وٱمتناني للسيد خالد بوزيان موساوي على مجهوده الجبار في تسليط الضوء على ابداعاتي المتواضعة وعلى جميع الفنانين في مختلف المجالات سواء شعر أم نثر وخواطر وفن تشكيلي…”…

كل النجاح لفنانتنا نسيمة طلال
مع تحيات فقرة “لوحة و فنان” و الأستاذ بوزيان موساوي. وجدة/ المغرب.

 

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


لا توجد مقلات اخرى

لا توجد مقلات اخرى

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

موافق