الوجه الآخر للعلاقة بين المغرب و اسبانيا و الصراع الخفي

4 أكتوبر 2012آخر تحديث :
الوجه الآخر للعلاقة بين المغرب و اسبانيا و الصراع الخفي

خالد بلقايدي

إن الاجواء السياسية التي تستقر عليها منطقة المتوسطي في عمقها تعرف تحركات غير مسبوقة بعد أن تغيرت خريطتها بفعل تفعيل الشطر الثاني من برنامج الاستراتيجية الامريكية للهيمنة على دول الغاز الطبيعي و البترول و الدفع بعجالة الى رسم مشهدا جديدا يتحكم فيه من الادارة المركزية العالمية الذي أسند المهمة الى الوكالة الاستخبارتية خصوصا خلية التدبير الأمني و القومي بحشد كل المؤسسات العسكرية و المدنية و الاعلامية في كل الفروع الاقليمية و بالاخص منطقة شمال افريقيا و الشرق الأوسط و إجبار دول عدة كانت مشمولة برعاية أمريكية إما الانخراط في عالم ما بعد الربيع الديمقراطي أو السقوط في مستنقع الانفجارات الفجائية التي تؤدي الى عدم الاستقرار الأمني و السياسي، و العمل بشكل مضبوط و فق أجُندة على إثارة ملفات تخلف زوبعة كبيرة و ضجة إعلامية مبالغ فيها منها كي يتوهم الجميع و أن شيئا ما يحدث و بالفعل أن هناك ثورة الشارع على سبيل المثال لا الحصر : الاطاحة بديكتاتورية العائلة ، و الترويج لأطروحة الفيدرالية و الاستقلال الذاتي ، و النزاعات الحدودية و الترابية ، و الاسلحة الثقليلة و الخفيفة المسربة من ليبيا الى تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي بتنسيق عالي المستوى يتحكم فيه اللوبي الاسرائلي ، الاختراق الامريكي الاسرائيلي للعديد من الحركات الاصولية و المذهبية و إرغام دول على الدعم المطلق لها في المنتظم الدولي و التعامل معها بضمانات أن لا تؤجج مشاعر الشعوب ضدها و السيطرة على عمق المفوضات الدائرة مع الاسلاميين و تسليم الحكم بشروط معينة و غيرها.
فبعد أن تم ترتيب كل العناصر و إعطاء صورة أخرى للمنطقة تطبع بإحتقان كبير و غليان شعبي قوي و أزمة إقتصادية خانقة تسير نحو المزيد من التفاقم تأجج الاوضاع الاجتماعية و السياسية داخل البلدن المعنية و تحويل الميادين الى نشاطات الاستخبارات بشكل كبير أدت الى خلخلت كل الموازن و الحسابات و نسجت علاقات غير مستقرة بحيث خلقت بؤر متنوعة للصراع سواء بين الجماعات و الدول كما هو الشأن بين المغرب و اسبانيا و الجزائر بحيث يسعى كل واحد على حدة استغلال أوضاع التي يعرفها الآخر و يعمد الى طرح القضايا المعلن عنها سواء الديبلوماسية أو السياسية و حتى التاريخية بنوع من التصعيد و ربط حساسية الملف بمعادلة صراع الاقطاب في إطار الهيمنة و التكتلات على محاور محددة و إن يغلب على تحركات دول الجوار عليها التوتر يبلغ مداه في غالب اللحظات الى أزمات سياسية و ديبلوماسية و حتى العسكرية ، فالشيء الذي سيظل طابوها في نظر العامة وحتى السياسيين بسبب غياب المعلومات الكافية وما يتسمه الملف من سرية و حساسية مفرطة .
فاسبانيا تتعاطى مع بلد الجار المغرب بنوع من الازدواجية في الموقف و التعامل بنوايا مسبقة لما لها من مصلحة في بقاء أوضاع الركود الاجتماعي و الاقتصادي و أزمة بناء الدولة الديمقراطية ، و من نزاع دول الجيران ، و دعمها اللامحدود للحراكات الداعية الى الاستقلال مثل النزاع في الصحراء و حتى في باقي المناطق الاخرى ، فهي تجعل من المجال المغربي متنفس قوي لتحرك أجهزتها بشكل دقيق و بأجندة مرقمة لحسابات مرتبطة بالخريطة المقبلة للمنطقة و عن الدور الاسباني في ريادة المنطقة بعد فشل مشروع ساركوزي لكن الاوضاع الداخلية حالة دون تحقيق الاهداف . و بدوره المغرب إستغل الاوضاع و إنخرط في تفعيل الاملاءات فسعى الى لعب دور مهم في البرنامج الجديد الى درجة إشتغل بعملية تصريف الأزمات الى البلدان المجاورة من أجل الظفر بلقب نموذج البلدان السائرة نحو الديمقراطية و الاستقرار و أن القيادة الجديدة ذات كفائة عالية في تدبير المرحلة و الخروج منها بنتيجة أقل خسارة و ربما باستحقاق رضي عنه زعماء المشروع الى حد ما ، لكن ذلك ترتب عنه مشهدا أكثر حدة من ذي قبل الإثنان سقطا في نفس الاوضاع و المصيدة باعتبار أن بنية الحكم الى حد ما مشابهة فنظام المغرب هو ملكية محمية بالدين و الجيش تحت إمرة الملك و إسبانيا ملكية ترتكز على الكنيسة و الجيش تحت إمرة الملك و بالتالي المجال للعمل السياسي داخل البلدين مرتبط بخيار الثوابت و الوطن و إن الظروف مختلفة . فقد رصدت كل من الدولتين تحركات الآخر و في كل مرحلة تُسرب معلومات الى الاعلام تكون سبب أزمات خانقة مثلا يتدوال لدى الطرف الاسباني بناء على تقرير صادر عن جهاز المخابرات العسكرية الإسبانية (س.إن. إي) يشير إلى أن المغرب يدعم بجزءا هاما من المبالغ المالية التي تورد إلى الحركات والجمعيات الإسلامية فوق التراب الإسباني، و دعم كل الاصوا ت الدعية الى الاستقلال و الانفصال في جهات محددة لضرب نموذج الاسباني/ الملكية البرلمانية في منطقة المتوسطي كي لا تصرف كتجربة لدى بلدان الجوار و خاصة المغرب من خلال العلاقات التي تمت بين شخصيات مغربية ينتمون الى أحزاب سياسية و مؤسسات إنتخابية مع مسؤولين للحكومات الجهوية باسبانيا في جهتي كاتالونيا و إقليم الباسك و بكشوفات خطيرة ، وكذلك التسهيل لعملية تهريب الاموال الى المغرب من اسبانيا و شد الخناق على الرواج الاقتصادي بالجنوب الاسباني و غيرها و على إثر هذا تحول الصراع الى العلن بحيث أقدمت القيادة العسكرية الجنوبية الاسبانية على التصعيد لم يسبق من ذي قبل و ذلك بجعل كل أجهزتها في حالة إستعداد تام و الاعلان على مجموعة من الخطوات منها المناورة العسكرية و الاستعراض الذي أقيم في مليلية و الزيارة الميدانية لمسؤول الداخلية الاسبانية الى المغرب عبر بوابة مليلية بالقصد و صل الى قلب الريف و عزته مقر معركة أنوال و تنظيم أول مرة في تاريخ اسبانيا استعراض عسكري تحت اشراف الملك خوان كارلوس في مدريد تكريما لجنود الاسبان الذين سقطوا في معركة أنوال و ما يفهم من خلال الكلمات الموجهة في الخطاب الملقاة أنه هناك خطوات قد تحرج البلدين من جديد . و في المقابل الطرف المغربي الذي أعلن في أكثر من مرة أنه ما يحدث في العديد من المدن المغربية و خصوصا في الشمال هي من دعم جهات أجنبية على تنوع تسمية الجهات وهو ما سعت الى تأكيده بالدليل عن كشف لخلايا استخباراتية ناشطة تشتغل في تلك المدن مهامها بالاساس إعداد تقارير مفصلة عن أوضاع البلاد و عن تحركات للمسؤولين السياسيين و الامنيين و العسكريين و حتى عن المشاريع المنجزة و غيرها و أنها معنية بشكل قوي من الحراك الشعبي المغربي ، و عن وجود شبكات عالمية تجعل من مدينتي مليلية و سبتة معقل تحركاتها و برعاية جهات نافذة في الدولة الاسبانية . إذا المرحلة تعرف بالاشعار الاحمر في صراع الدولتين كل على حسب تقديراته للأشياء .
فقد تتعدد القراءات في الموضوع و قد تفتقد الى ملامسة الحقيقة و ربما تبتعد عن جوهر ما يجري في الميدان لكن ممكن طرح مجموعة من العناوين مضامينها قائمة الذات و بقوة و مفعولها لزال ساريا في طرحها :
– الاجندة الامريكية حولت منطقة الساحل و الصحراء و المتوسطي الى محورا إقليميا جديدا و وجهة جديدة لتنظيمات الجهاد المسلح في للتحكم أكثر في السلاح و مسرح الأحداث المستقبلية
– قضية الاحتلال الاراضي هي ورقة حمراء في وجه بلدان الجوار و بالتالي فهي متعددة الابعاد و مركبة الحل داخل أروقة الامم المتحدة رغم كل المقترحات : المغرب يتهم باحتلال أراضي الصحراء من طرف البوليساريو و اسبانيا متهمة باحتلال أراضي مغربية في الشمال و بريطانيا متهمة باحتلال جبل طارق من طرف اسبانيا و غيرها مما سهل في إقامة القاعدة الاسرائيلية على الحدود التونسية و الليبية رغم أنه تكذب الخبر جهات معينة لكن العكس صحيح
– الحرب و الارهاب و المخدرات هي ثوابت مجال لتحركات الاستخبارات العسكرية و مصلحتها أن يستمر النزاع الاقليمي
– المخابرات العسكرية الاسبانية و المغربية و الشركات المجهولة لتجارة الاسلحة ا
– ميلاد سيناريو لحلف اقليمي قوي بين الجزائر و اسبانيا و البوليساريو و موريتانيا و حلف آخر مغربي فرنسي تونسي الى حد ما مع إنتظار الاوضاع الليبية

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


لا توجد مقلات اخرى

لا توجد مقلات اخرى

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

موافق