حزب الضاحكين الجدد بالمغرب….؟؟؟؟

1 يوليو 2008آخر تحديث :
حزب الضاحكين الجدد بالمغرب….؟؟؟؟

  بقلم : ذ. بوزيان حجوط
hajjout.maktooblog.com

اجعل لحياتك معنى في هذا العالم
…في بلاد الهند، أسسوا حزبا فريدا من نوعه. من أهم برامجه السياسية والقومية جعل الأمة الهندية تضحك من القلب بلا قيود، وكأني بهم يطبقون على ظهر قلب المثل العربي الشهير “شر البلية مايضحك” ورغم أن غالبية الهنود من فئة المزاليط جدا ومن الدرجة الممتازة…
وتكمن فلسفة هذا الحزب الهندي العتيد هناك : أن يضحك ويضحك الشعب وبلا هوادة وعن بكرة أبيه. وهنا أفتح أكثر من قوس شائك متسائلا : ماذا نخسر لو نقلنا هذه التجربة الرائدة الهندية لبلداننا العربية قاطبة ومنها المغرب على الأخص. تخيلوا معي أعزائي القراء…. كل المغاربة من طنجة إلى الكويرة، ومن الآن فصاعدا وبموجب القانون سيستمتعون بحصص لابـأس بها وبشكل قار من الضحك المجاني القانوني ؟؟ كحق مشروع يكفله القانون بقوة الدستور. كم سنرى من الآلاف القهقهات العالية والمدوية والمسترسلة بلا انقطاع، وأعني قهقهات المغاربة القحة والأصيلة، سيستمتع جميع المغاربة ومثلي بحلم الديمقراطية الكاملة كما عاشها أجدادنا القدامى، أهل روما القديمة. الآن كل المغاربة وبموجب القانون ستفتح شهيتهم أكثر وسيقهقهون كما يشاءون ومتى يشاءون، لامذكرات توفيق، وشمع احمر، ولا زوار فجر.. ولا أجهزة تصنت تحصي الأنفاس الخافتة. يا لها من نعيم الديمقراطية الشاملة. وتصوروا كم من المستشفيات وعيادات الأطباء ستقفل،وتذوب جبال من أحزان والآم المغاربة، ويودعون شتى أمراضهم المزمنة.

ففي الهند مثلا، يخصصون مساحات شاسعة وخضراء، تليق بالمناضلين المقهقهين والمتعاطفين المبتسمين، وكذا مريدي الحزب الضاحكين. يجتمعون ليطلقوا سلسلة من الضحكات المدوية ومن القلب، ولأكثر من ساعتين. في شكل طقوس ضحك جماعي، ثم يتفرقون في سلام، أكثر غبطة من ذي قبل. فيهم المهندس، والبرلماني، والأستاذ، والإسكافي،والطالب،والحرفي، والتاجر، والفلاح، والعاطل، مرورا بالطبقة المنبوذة حتى. ورغم كاريكاتورية المشهد وطرافته، فإنني شخصيا أجل وأحترم فلسفة هذا الحزب الهندي العجيب،فهم على الأقل لايبيعون الأوهام جزافا كما يفعلون بنا هنا بالمغرب وبعموم الوطن العربي من محيطه إلى خليجه.ولا يصدرون أكياس الأكاذيب بمختلف أحجامها، ولا الأماني الصفراء والمغشوشة والابتسامات المسمومة كما يفعلون هنا و=هناك. وكلما حل شتاء أو صيف انتخابي جديد. الحزب الهندي بقادته وأطره العليا، لاتبيع ” الوهم المسموم ” و لا الكذب المعلب ؟ ولا تدعي أنها تملك عصا موسى أو حكمة غاندي لحل كل مشاكل الهند المتفاقمة،ببساطة شديدة، لأنها نظيفة اللسان والقلب. أما نحن، فترى السياسيون صباح مساء يحطمون الأرقام القياسية في بيع الوهم بشتى أصنافه الخفيف منه والثقيل وما بعد الثقيل؟ والمصيبة أنهم يكذبون على الشعب في واضحة النهار ويصدقون في نفس الوقت ” أكاذيبهم الفاخرة والعميقة “. في الهند لايطلق حزب الضاحكين ” الوعود العرقوبية ” ولا يعد منخر طيه ومريديه بشقراوات دالاس، ولا بخمور أرخبيل الهندي،أو يدعي أنه يستطيع إن وصل إلى الحكومة فسيوظف 70 مليون عاطل في أقل من شهر ؟؟ أو أنه يستطع أن يقضي على الأمية والفقر والتلوث، والفيضانات في أقل من عام؟؟ونسب الجريمة إلى أقل من 1 في المائة و,…و…و

أما أحزابنا العتيدة والنزيهة جدا جدا ؟؟؟ فقد تقسم أن باستطاعتها وبجرة قلم أن تحرر فلسطين والجولان معا ؟ وفي أقل من أسبوع ؟؟ أو أنها قادرة لزرع كوكب المريخ البعيد بشجر النخيل المغربي الممتاز، وموزه الغالي. في حين حزب الضاحكين بالهند يحاول وبصدق زرع ابتسامات حقيقية وفرح حقيقي في قلوب الهنديين عفوا اقصد الهنود، خلافا لما يقع عندنا حين ترى أغلبية الأحزاب الساحقة تتفنن في بيع أقراص هلوسة مطعمة بسعادة مغشوشة من الوعود العارية من الصحة، وأماني مكثفة بالضحك على الذقون وبالتقسيط المريح. كم يا ترى قالوا لنا سنقضي على الفقر، والبطالة، والجهل، والتصحر، والجفاف…

لقد أصبح عندنا نحن المغاربة أحزاب تدافع عن الحمير والضباع الوحشية، وأخرى تدافع عن الحيوانات الأليفة والمتوحشة وحتى التي توجد بالقطب المتجمد ؟المشردة هناك.وأحزاب أخرى تدافع عن كل شيء وعن لاشيء الأمر عندها سيان…المهم المقدس عندها : أن تؤسس حزبا عتيدا خاويا على عروشه وكفى.. فهذا هو الانتصار الكبير،في نظرها.

فلم لا يفكر المغاربة مثلي، ويؤسسوا أيضا حزبهم العتيد ” حزب الضاحكين والمقهقهين الجدد بالمغرب “؟؟ وما دمنا نعيش تراجيديا فوضى الأحزاب المغربية، وتناسلها السوريالي والعجائبي المأساوي. وما دمنا نرى كذلك قبائل من كل صنف وحدب وصوب تلهث وتهرول صوب الغنائم والريع وفتات المجد المزيف ؟؟.. فنجد هذا حزب يمين وسط، وهذا حزب وسط يمين عجيب , وهذا حزب شمال وسط رجعي، وهذا حزب ليبرالي يساري متطرف، وهذا حزب رأسمالي رجعي تقدمي، وهذا حزب بورجوازي تقدمي علماني.. وأصناف لا حصر لها ولا إعراب لها في لغة السياسة. وقائمة أخرى لاتخطر ببالي الآن كلها.

إنها حقا ثورة ” الديمقراطية الشاملة “20 حزبا لا يكفي ؟؟.. بل أكثر 50 حزبا بل أكثر، لأننا شعب بألف حزب وقبيلة وبرنامج ورؤيا، ونريد ونطمع في المزيد المزيد.إننا شعب يعشق التعدد والبرامج المزركشة هكذا يقولون لنا.وأننا شعب يخاف الملل.

ها هي أمريكا بكل قدها وقديدها وجبروتها، لا تملك ويا للعار” سوى حزب الحمير ” في مقابل حزب الفيل. أما نحن فحمدا لله، فكل مملكة الحيوانات الأليفة، والشرسة، والجمادات الخفيفة منها والثقيلة، والأعشاب البحرية، ومختلف الكواكب السيارة مسجلة في لوائح أحزابنا التليدة،وتجد لها موطأ قدم في خرائطنا السياسة.حقا ديمقراطيتنا بألف خير وبكل المقاييس الخرافية والموضوعية.

يكفينا أربعين عاما من الضحك على الذقون، حين تبخرت كل أمانينا وأحلامنا المشروعة والبسيطة، يكفي هذا اللغط والكلام المعسول الذي ابتلينا به وطوال 20 عاما خلت من التقدم المذهل، والرخاء الشديد ؟والأرقام القياسية في المواطنة الكاملة.

يكفي هذا، وما آن لحزب الضاحكين الجدد بالمغرب أن يجرب حظه، ويكون على شاكلة حزب المقهقهين بالهند. كلمة أخيرة : قد تبدو أفكار مقالتي خيالية صرفة، ولكن لي يقين تام وأنا بكامل قواي الإبداعية، أنه بعد أقل من 20 عاما من الآن ستصبح أفكار مقالتي مشروعة وحيوية، وإن لم أقل واقعية جدا. إذن لننتظر…..؟
————–
أكتب تعقيبك أو تعليقك الآن وبلا خوف

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


التعليقات 7 تعليقات
  • غير معروف
    غير معروف منذ 16 سنة

    ياله من مقال مميز ، شكرا حجوط بوزيان على مقالاتك التي تحمل فعلا الكثير من الإبداع، وشكرا لقوة خيالك ، وأفكارك وكلماتك
    ارجو لك مزيدا من النجاح في دربك الثقافي
    مهتم بالثقافة

  • غير معروف
    غير معروف منذ 16 سنة

    السلام عليكم اخواني القراء وتحياتي لكم من اعماق القلوب,شكرا جزيلا لصديقنا الكريم بوزيان حجوط, وجزاك الله خيرا واثلج صدرك ,لاننا كنا في حاجة ماسة الى مثل هده المواضيع.كما اشتقنا وكالعادة الى جمالية نصوصك ومقالاتك الهادفة التي تنشر كل حين في هدا الموقع الغني .مقالك جميل اخي حجوط وحين قراءته سيجعل الكثير وبدون شك يخرجون شيئا م من الروتينية,لانك قد استحضرت بلاد الهند وبرامجهم السياسية كتعبير عن واقع العالم العربي بصفة عامة والمغرب بصفة خاصة .الليثي توفيق غرناطة

  • غير معروف
    غير معروف منذ 16 سنة

    باز خاش احجوط بوزيان ،
    مقال isba7 attass isth7ach يضحك ويبكي ولكن مضمونه مفيد .
    انت تكتب بطريقة مهمة ولك طريقة رائعة
    نتابع ما تكتبه عن كثب
    برافففففففوو

  • غير معروف
    غير معروف منذ 16 سنة

    wiyawa
    a7di l I.P dialak a bouzayan
    wach kataktab al ma9al o katjawab 3la rassak???

  • غير معروف
    غير معروف منذ 16 سنة

    الســــلام عــــليــكـــم
    صديقي و أخـي العـزيـز و المحـتـرم : بـوزيـان حـجـوط . أود فـي البـدايـة ، أن أنـوهـك و أحييـك ألـف تحـيـة عـلـى مـواظبـتك ، علـى كـتـابـة الـمـقـالات باسـتـمــرار، بـدون يـأس ولا مـلل ولا تعـب.
    إنـك تـأتـيـنـا بـيـن الـفـيـنـة و الأخـرى ، بـمـقـالات جـديـدة ، شـيـقـة ، و هـادفـة . و خيـر مثـال ، هدا المقـال الـدي هـو بـيـن أيـديـنا : حزب الضاحكين الجدد بالمغرب .
    إن هدا المقـال الدي أثرته يا أخي المحترم موظفا فيه مشهدا ساخرا ، خاصة في هده الظروف الراهنة التي تعيشها غالبية الأحزاب بالمغرب ، شيق حقا ، و يجعل أغـلب القراء الدين يعايشون الأوضاع السيئة التي ما زالت عليها البلاد ، بالرغم من التعددية الحزبية ، و ما أتت بها من شعارات الديموقراطية و حقوق الإنسان – مختلفة الألوان و الأجناس –
    يضحـكـون كثـيرا كثيرا ، وقـد يـتـحول هذا الضحك عند بعض الغيورين، أو جلهم ،إلـى بـكــاء. خاصـة، بعد استحضار الواقع المضحك و المزري في نفس الوقت .
    إنـي أقـول لـك بـصـراحـة : كم أضحكنـي مقـالـك الـساخـر هـذا ، خـاصـة عـنـدمـا وصفت ذلك الحزب الفريد من نوعه في الهند ، بكيفية مضحكة و مثيرة للاستغراب في نفس الوقت ، عندما نتأمـل مـلـيـا فـي حـالـنـا نـحـن – المغرب-
    بينما أنا استحضر بين عيني ذلك المشهد الكاريكاتوري الساخر – تخصيص مساحات شاسعة وخضراء تليق بالمناضلين المقهقهين والمتعاطفين المبتسمين ، و كذا مريدي الحزب الضاحكين �..- و – ماذا نخسر لو نقلنا هذه التجربة الرائدة إلى بلداننا العربية �.- قلت في نفسي ،و أنا اتمعن في المشهد السالف ذكره : لقد آن الأوان ، كي تعلن غالبية الأحزاب المغربية التي تنزل على المواطنين ، بوابل من الأكاذيب و الأوهام و �، مصالحتها أمام نفسها ، ومقرة أمام المـلأ و بصراحة مطلقة ضحكها على الذقون ، بدون خوف . بعدئذ ، سوف لن يبقى لها هي أيضا ، بعد حسرتها على ما فات ، إلا أن تخصص كما فعلت الهند مساحات شاسعة و خضراء ، لتجعله فضاء لإخراج ضحكاتها و قهقهاتها من أعماق قلوبها، بل أكثر من ذلك ، حبذا لو أن تلك الضحكات على اختلاف درجاتها و أصنافها ، تتوزع و تنتشر بين مختلف الأحزاب بكيفية متناغمة و منسجمة ، ممزوجة بروح صادقة و�
    صديقي العزيز :
    إلى الأمام إلى الأمام ، لا تستسلم ، تمسك بطول النفس ، خذ بالحكمة أينما وجدتها .
    حفظك الله ، و شملك برعايته ، دمت مصباحا منيرا .

    صديقكم : عضو رابطة المبدعين المغاربة بالريف .

  • غير معروف
    غير معروف منذ 16 سنة

    Di tidet …
    Tidet a Buyizan Hajut di Lwattan L3arabi i nnec ra cek gharek arhaq ataged ca n Lhizab u gharek arhaq adas tsamid #puppu yizan” u twakal 3lla llah.

    Ajidar n idurar n Arrif.

  • غير معروف
    غير معروف منذ 16 سنة

    Maghar Lwattani nni ixef tasawerad cek, (Lwattan L3arabi) nta d ijjen n tzubact s iwdan itxarassen amacnaw cek, u mammec twarigh nec war dayes itriqi ghar Lhizab n “puppu yizan” a BUYIZAN HAJUT .

    Ajidar n idurar n Arrif.

لا توجد مقلات اخرى

لا توجد مقلات اخرى

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

موافق