رجال المهجر!!

24 مارس 2008آخر تحديث :
رجال المهجر!!

بقلم : عادل شكري
[email protected]
أتذكر في غمرة الحديث عن واقع الأسرة المغربية بالمهجر، صوراً وأحداث ووقائع تشكل سيناريوهات مختلفة وحلقات متعددة، راسخة بطبيعة الحال في الأذهان -أذهان الجميع- حتى هؤلاء الذين كانوا فقط يتفرجون أصبحوا هم كذلك أبطالاً وشخصيات رئيسية، لأنه هناك ترابط فعلي لما بين البحر على جانبيه…

من بين إحدى الحكايات التي يمكن أن ننطلق منها، تلك التي انتهت فصولها في الماضي بين يدي شاب كان يدرس معي، وهو يحمل أوراقاً يسابق الزمن ويدق أبواب العدال كما طرقها أول مرة، لكن هذه المرة ليس لعقد قرانه كما فعل منذ سنة خلت، بل لينهي مشروع زواج الإقامة الذي تبدأ بعده مرحلة الإقامة الشرعية…

لا أحد يخالفني الرأي، في أن الزواج الذي أصبح يجمع مؤخراً بين أفراد الجالية والمغاربة هنا أصبح يشهد مشاكل عديدة، ويطرح أزمة اجتماعية أكبر، ولا يكاد يمر الحول على الزواج حتى يأخذ الطرفان مكانهما في طابور الإنتظار أمام قاضي الأسرة…

ففي المجتمع الغربي، هناك مجموعة من الأسر المغربية استسلمت لواقع الضريبة المفروضة على الحياة المطلوبة في الجنة المرغوبة للجالية المحظوظة. فأصبح الزوج طباخاً ماهراً وعبداً طائعاً، بينما أصبحت الزوجة إحدى أهم مصادر رزق الأسرة. حيث لفت انتباهي أن النزعة الرجولية التي يحظى بها الرجال المغاربة سرعان ما تذوب أمام الأوروهات التي يمكن أن تحصلها الزوجة والبنات، حيث لا يجد الأب مشكلاً واحداً من تحضير مائدة الطعام وغسل الأواني ما دامت ربة البيت مشغولة في ما هو أهم. وهذا طبعاً ليس إشكالاً بحد ذاته أن يتعاون الطرفان، ولكن الإشكال هو في كيفية تغيير المفاهيم لدى مجموعة منهم حينما يتعلق الأمر بأشياء أخرى مثلاً. وهنا تعود بي الذاكرة حينما قال أحد أئمة المساجد بأوروبا -وهو طباخ كذلك- بأعلى صوته لمجموعة من الحاضرين أنهم ليسوا رجالاً، بل هم فقط ذكور، والفرق بين الرجل والذكر فرق شاسع. حيث عقد مقارنة انطلاقاً من القرآن، وذكر أن معظم الآيات التي تتحدث عن الرجولة تكون مقرونة بالوفاء بالعهد وبالإيمان، بينما حينما يتعلق الأمر بالأمور المادية فقط فإن القرآن يصفهم بالذكور.. الأمر بطبيعة الحال استفز مشاعر الآخرين، لكن أصبح كل واحد منهم يعيد حساباته في رجولته. فأين نحن من هذه الرجولة خصوصاً في بلاد المهجر؟

إذن هناك مجموعة من الشباب بالمهجر يتزوجون كل سنة من مغربيات مقيمات هنا طبعاً. ففي الوقت الذي ترى فيه طرفي العائلة منشغل كل على حدة بإقامة حساباته المادية للخروج بأقل الخسائر الممكنة، والحصول على أكبر قدر مهر ممكن، يتناسى الكثير أن العقليات المختلفة ستولد جحيماً معيشياً بين شخص ترعرع في أحضان الميكي ماوس لا يتقن لغة ولا يجيد حديثاً ولا يعترف أصلاً بما ينقصه من تربية، وبين فتاة همها أن تكمل نصف دينها أو العكس.. فرحة الصيف وجحيم العام أشياء لا يعرفها إلا هؤلاء الذين هم الآن هناك وراء أمواج البحر الأبيض المتوسط…

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


التعليقات 3 تعليقات
  • غير معروف
    غير معروف منذ 16 سنة

    !!!الزواج

    العقليات المختلفة والافكار المتناقضة
    كلها امور يجهلها البعض أو يتظاهرون بالجهل

    رغبة للوصول لواقع , ظنا منهم انه الافضل…
    موضع جيد

    Lagentille

  • غير معروف
    غير معروف منذ 16 سنة

    q bueno eres sr adil la plaza maspalomas t hecha mucho d menos

  • غير معروف
    غير معروف منذ 16 سنة

    plaza maspalomaS T MANDA UN SALUDO SR ADIL

لا توجد مقلات اخرى

لا توجد مقلات اخرى

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

موافق