بقلم : عادل شكري
[email protected]
قليلة هي الأسابيع التي تفصلنا عن موسم عبور جديد، فالصيف قادم وكل المغاربة والمغتربة تقريبا ينتظرون لقاء أهلهم و ذويهم من جديد، هناك من يستغلها فرصة لرفع الأسعار، و هناك من يحولها إلى حملة خطوبة (بغض النظر طبعا عن الشخص) وفي رواية أخرى ربيعة ذ بوزيان ذ رشواغذ أوليمان…
حينما ترى جموع الجالية المغربية تقف في طوابير المطارات والميناء في كل أنحاء العالم في اتجاه قبلة واحدة، أو من قبلة واحدة في اتجاه جميع أنحاء العالم، تعتقد أن المغاربة وطنيين أكثر من اللازم، فمنهم من يصل رحمه، ومنهم من لا هم له في كل هذه القصة سوى أن يذهب إلى المغرب فقط (أداة استثناء وهنا للتأكيد أيضا) ليفعل من الأفعال ما لا يستطيع فعله هنا أو ليأكل ويشرب ما لا يستطيع أكله هنا إلى درجة يظن فيها الجميع أن تحقيق ذلك يتطلب الذهاب إلى الخارج فيما أقول أن ذلك يتطلب عام من الذل لافراغ ذلك الكبت ـ
و حينما سيقرأ أفراد الجالية هذا الكلام سيظنون أني من أعداء الجالية، وسيظن البعض الآخر أنني واحد من هذه الجالية وما أكتبه لا يعني أي تحامل عليهم، بل محاولة جادة في سبيل أن تكون رسالة المهاجر أسمى من رحلة ذهاب وإياب، وأن نساهم في توضيح الصورة كما هي لمن لا زال ينتظر تأشيرة الدخول الى الفردوس المفقود، يجب ببساطة ألا نضحك على أنفسنا ـ
أعرف تمام المعرفة أن أفراد الجالية المغربية يتحملون عناء السفر وشقاء الاستقبال،و سوء الاستغلال (!!) من أجل حضن وطن أصبح لا يتسع لفلذات كبده، ولكن لا يجب أن ننسى أن في هذه الكبد فلذات أخرى تعاني الأمرين، فلنحسن سلوكنا داخل الوطن رأفة بأهله وخارجه حتى نعطي صورة مشرقة عن هويتنا، فصيف سعيد للجميع خصوصا لحظة لقاء الأهل والأحباب، ولا للتهور على الطرقات حتى لا تتحول أفراحنا لمآسي، ولا للانسياق وراء مغريات الصيف الجميل حتى لا يتحول موسم صلة الرحم الى موسم للمعاصي.
في العمود القادم حلقة خاصة ببرشلونة
trés bonne sujet vraaaaaaaaaaaiiiiiiiiiment tu as raison continuer