صيف الجالية

12 مايو 2008آخر تحديث :
صيف الجالية

بقلم : عادل شكري
[email protected]
قليلة هي الأسابيع التي تفصلنا عن موسم عبور جديد، فالصيف قادم وكل المغاربة والمغتربة تقريبا ينتظرون لقاء أهلهم و ذويهم من جديد، هناك من يستغلها فرصة لرفع الأسعار، و هناك من يحولها إلى حملة خطوبة (بغض النظر طبعا عن الشخص) وفي رواية أخرى ربيعة ذ بوزيان ذ رشواغذ أوليمان…

…نحن في الناظور يتحول الصيف عندنا إلى موسم نلعن فيه كل شيء، في السوق يفقد المرء مروءته، وتفقد المرأة أنوثتها إن لم أقل وقارها فيتحول كل شيء إلى فوضى صاخبة، أما عن المرور فالأخلاق تركن إلى جنب فيما يسود آنذاك قانون المغاربة الأسمى (!!) الصيف في الناظور ممل، متعب والمدينة تتحول إلى قمامات متعفنة هنا وهناك، وفي سيدي علي فقط يمكن أن تعرف بأن جاليتنا لم تأت بجديد هذا العام، نفس السيناريو يتكرر، ينقضي كل شيء وتعود حليمة إلى جارتها القديمة بعدما تلهت بفلانة الخارجية (!!)

حينما ترى جموع الجالية المغربية تقف في طوابير المطارات والميناء في كل أنحاء العالم في اتجاه قبلة واحدة، أو من قبلة واحدة في اتجاه جميع أنحاء العالم، تعتقد أن المغاربة وطنيين أكثر من اللازم، فمنهم من يصل رحمه، ومنهم من لا هم له في كل هذه القصة سوى أن يذهب إلى المغرب فقط (أداة استثناء وهنا للتأكيد أيضا) ليفعل من الأفعال ما لا يستطيع فعله هنا أو ليأكل ويشرب ما لا يستطيع أكله هنا إلى درجة يظن فيها الجميع أن تحقيق ذلك يتطلب الذهاب إلى الخارج فيما أقول أن ذلك يتطلب عام من الذل لافراغ ذلك الكبت ـ

و حينما سيقرأ أفراد الجالية هذا الكلام سيظنون أني من أعداء الجالية، وسيظن البعض الآخر أنني واحد من هذه الجالية وما أكتبه لا يعني أي تحامل عليهم، بل محاولة جادة في سبيل أن تكون رسالة المهاجر أسمى من رحلة ذهاب وإياب، وأن نساهم في توضيح الصورة كما هي لمن لا زال ينتظر تأشيرة الدخول الى الفردوس المفقود، يجب ببساطة ألا نضحك على أنفسنا ـ

أعرف تمام المعرفة أن أفراد الجالية المغربية يتحملون عناء السفر وشقاء الاستقبال،و سوء الاستغلال (!!) من أجل حضن وطن أصبح لا يتسع لفلذات كبده، ولكن لا يجب أن ننسى أن في هذه الكبد فلذات أخرى تعاني الأمرين، فلنحسن سلوكنا داخل الوطن رأفة بأهله وخارجه حتى نعطي صورة مشرقة عن هويتنا، فصيف سعيد للجميع خصوصا لحظة لقاء الأهل والأحباب، ولا للتهور على الطرقات حتى لا تتحول أفراحنا لمآسي، ولا للانسياق وراء مغريات الصيف الجميل حتى لا يتحول موسم صلة الرحم الى موسم للمعاصي.

في العمود القادم حلقة خاصة ببرشلونة

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


التعليقات تعليقان
  • غير معروف
    غير معروف منذ 16 سنة

    trés bonne sujet vraaaaaaaaaaaiiiiiiiiiment tu as raison continuer

  • غير معروف
    غير معروف منذ 16 سنة
    كم هو حزين أن أقرأ على صفحات أريف ينو ما قرأت.. كم هو حزين أن يحاول صاحب المقال أن يرغمني على أن أصدق أني وباء أو فيروس يحل كل فصل صيف بمدينتي الجميلة / الحزينة بأهلها.. بدأت قراءة المقال بفضول كبير معتقدا أول ألأمر أن ما سأقرئه عن “جالية � صاحبنا سيزيل عني بعضا من الهم والغم الذي تطل به علينا شاشاتنا الأولى و الثانية و الثالثة والرابعة.. وهلم جرا … حول “جاليتهم” التي لايرون فيها أكثر من مجرد سلعة “” اقتصادية” قابلة للعرض والطلب .. والإستراد والتصدير .. والتي هي في الحقيقة لاتختلف كثيرا عن جالية صاحبنا. كم هو حزين أن أقرأ لأقلام كانت في الأمس القريب “رفاق درب” ..لأتساءل للحظات : كيف ينجرون وراء ومع أطروحات تصرعلى أن تسمينا دائما بأسماء ليست هي بأسمائنا… نحن لسنا “جالية� يا صديقي … لسنا ” الجالية المغربية القاطنة بالخارج ” وإلا لكان كل العالم “جالية”… سمينا بأسمائنا .. نحن : المغاربة..فقط ذكرني مقالك بأصدقاء نعتونا في يوم ما ب:أوذابان Odhayan _ من باب المزاح طبعا_ ليس لشيء , فقط لأننا اضطررنا في يوم ما إلى السفر إلى مدينة فاس ليس حبا في فاس بل فقط لأننا لم نجد حينذاك جامعة تجمعنا في مدينتنا الناضور. هي إذن صورة مصغرة لأطروحات متوارثة لازالت مغروسة في البعض منا.. ويضيف صاحبنا :”حينما ترى جموع الجالية المغربية تقف في طوابير المطارات والميناء في كل أنحاء العالم في اتجاه قبلة واحدة، أو من قبلة واحدة في اتجاه جميع أنحاء العالم، تعتقد أن المغاربة وطنيين أكثر من اللازم،”” كان عليك أن تكتب عن الطوابير التي تضل فيه “الجالية� لساعات وساعات بشيوخها ونسائها وأطفالها .. بدل الكتابة عن الجالية في الطوابير.. او ..وإن كنت تحب الكتابة عن الطوابير فاكتب عن الطوابير التي تصادفك في طريقك عند البوابة الوهمية لبني أنصار وأنت تعبر الى مليلية اكتب عن كل الطوابير .. عن طوابير الحي الجامعي أين وقفت يوما ما لساعات وساعات من أجل برتقالة ودانون”ة”.. وقطعة الحم المعلب.. أم أن ما يحصل في طابور “الجالية ” هو استثنائي وما يحصل في طوابير أخرى هو القاعدة.. دع ” جاليتك� تلملم جراحاتها بمعرفته ا.. فلا أحد غيرها قادر على ذالك .. والفاهم يفهم !!! الم تكفيكم غربتها خارج المغرب وغربتها داخل المغرب لتحملوها علاوة على ذالك مسؤولية كل ما يخل بالآداب ..حسب قانون “صيف الجالية الجديد ” منذ مدة وأنا أبحث عن بقعة هادئة لأكتب بعد صمت دام لزمن رغم وجود الكثير مما أريد مشاركتكم به …ولكن!! وقبل أن أختم لي شكر و رجاء: شكرا: لأنك منحتني هذه “البقعة” لأكتب وإن كانت ليست هادئة رجاء: سمنا بأسمائنا . فآبائنا وأجدادنا حين سافروا أوهاجروا في الستينات لم يسميهم أحد ب: “الجالية “ وللحديث بقية….. محمد بوتخريط

لا توجد مقلات اخرى

لا توجد مقلات اخرى

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

موافق