طفولة… مراهقة… إلى أين؟؟؟

24 أبريل 2013آخر تحديث :
طفولة… مراهقة… إلى أين؟؟؟

بقلم: فتحية أدراع
تفاجئنا أحيانا بعض العراقيل التي قد تحد من طموحاتنا أو تجعلنا نعود بضع خطوات إلى الوراء، نتساءل لما لا نرى أبعد من أنوفنا، لما لا نقدر ما نحن مقبلين على إنجازه ونضع نصب أعيننا كل حجر عثرة قد يقف في طريقنا، فلو كان لنا بعد النظر هذا لاستطعنا الصمود ولتخطينا بكل عزيمة هذه العراقيل التي تثقل كاهلنا، إلا أن ماضينا يستمر في ملاحقتنا وطفولتنا تتشبث بنا تربطنا إلى أيامها بحبل رفيع لا نظير له نحس بوجوده من حين لآخر، نشعر بدغدغاته كلما وضعنا لبنة أخرى لتشييد مستقبلنا، هناك من يمد شجاعته وقوته القتالية المكافحة من خيوط ماضيه هذه، وهناك من يتقهقر أمام كل ذكرى تتراءى له يحن ليعيشها أو يكره ظهورها مما يجعل وقعها أحيانا مزلزلا لكيانه .
و نحن أطفال تملأنا الأحلام الوردية والآمال الشهية، نغتبط فرحا ونحن نشيد مع أقراننا بيوتا وهمية، نتبادل أمنياتنا ونشتهي أن تكون كما رسمنا صورها في ذاكرتنا، نبدأ بتحديد معاليم أحلامنا على أوراق ملموسة تتخذ شكل مخططات مستعدين لجعلها واقعا، تستعرضنا بعد ذلك المراهقة مشكلة مفترق طرق ننزلق تحت تأثير تلك الهرمونات التي بدأت تنهش أجسامنا الصغيرة الغضة، نتهور نثور ونحاول الانسلاخ على كل رأي راشد، مخيلتنا لم تعد تستوعب تلك الأحلام البسيطة الهنية التي أردنا صنع خطوطها الأولية، نقرر التمرد فنسلك سبيل الإهمال واللامبالاة ، نحاول إبراز الذات قصد إدهاش كل ما يحيط بنا، ربما أقراننا أنفسنا وحتى أولياء أمورنا، نرى الحياة بزواياها المختلفة ، تزيغ أعيننا نحاول الركض وراء كل شيء براق لامع، إلا أننا نستفيق وقد أعيتنا المراوغة أهلكنا التمرد لنحاول لملمة أطرافنا لاجئين إلى كل أولئك الذين خيبنا آملاهم نتشبث بأيديهم الممدودة إلينا بكل صبر لتنتشلنا من الثمالة التي كانت ستودي بنا إلى سبيل مملوء بالسواد والضباب، نحن قد وجدنا الصدر الرحب الذي استقبلنا، لكن ما مصير أولئك الذين لا سند لهم ؟ ما مآلهم بعدما انتشوا بمذاق هذا الإغراء ؟ إنها عاصفة هوجاء تجر في طريقها الأخضر واليابس، فكيف إذا بغصون رهيفة وحيدة لا معين لها ولا يد تنتظرها بصبر ؟
كيف لهذه البراءة أن تنزوي بعيدا عن آداها، عن رياحها الهوجاء المؤلمة ؟
استفهامات لا تلقى جوابا أمام غفلة الضمائر وعدم اكتراث المسؤولين، فلكم تتقطع قلوبنا عندما نصادف أطفالا في عمر الزهور يدمنون الخمور يلجؤون للسرقة للتسول قصد الحصول على لقمة تسد رمقهم، يفترشون الأرض في الليالي الباردة الماطرة، يرزحون تحت قنطرة الإهمال والنسيان، نحاول مد يد العون لكننا نجد أنفسنا أمام وضع محرج يندى له الجبين، كيف لعاجز أن ينجد عاجز آخر؟
هل الكلمة الطيبة ستمحو دمعة الإهمال ؟ أم ستشبع جوعهم وتشفي آلامهم ؟ أم ستقدم لهم مكانا آمن من برد الشتاء القارس وحر الصيف الخانق؟
قد يتفاجأ من يقرأ مقالي هذا عن ماهيته وما الهدف من كتابته ؟ أبن هي الدلائل الملموسة ؟ أين هي الدراسات الواقعية ؟ أية علاقة لما كتبته بما نراه ؟
أقول لكم أنني لست في حاجة إلى تدعيم ما أكتبه بالأرقام والإحصاءات وحتى بآراء المختصين الاجتماعيين الين يبحثون بعمق في هذه الظاهرة، وإنما استقيت آهاتي من واقعي مما تراه عيناي وعيون غيري، سواء داخل مدينتي أو لدى تجوالي من مكان لآخر، فقد جعلني هذا الأمر أعيي مدى معاناة هذا الطفل الذي ألقي به إلى المجهول رغما عنه هذا الطفل الذي اغتصبت طفولته، فمن المسؤول عن معاناته أهي عائلته ؟ بطالة والديه ؟ أم المجتمع الغير المسؤول الذي يتبنى الآذان الصماء كعادته أمام أوضاع أفراده ؟ من سينقده من الخلاء؟ من الضياع من التشرد؟

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


لا توجد مقلات اخرى

لا توجد مقلات اخرى

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

موافق