منبر الرأي من هولندا: هل منا من يسمع صراخ المدينة ؟ او…حين ندعو المدينة ان تلبس الحداد.؟

16 فبراير 2015آخر تحديث :
منبر الرأي من هولندا: هل منا من يسمع صراخ المدينة ؟ او…حين ندعو المدينة ان تلبس الحداد.؟

3007611-4278528محمد بوتخريط . هولندا
هل منا من يسمع صراخ المدينة ؟ او…حين ندعو المدينة ان تلبس الحداد.؟
عن بعض مثقفي المدينة … واشياء أخرى …
بين مثقف شبه أعزل في المواجهة ، وصاحب مواقف حقيقية فاعلة يُعد أمثاله على أصابع اليد، وصوت ضعيف وضئيل لا يظهر وسط ذاك الضجيج والركام من الملاسنات والاتهامات والمواقف المتواترة.

وسط أنقاض مكان تهدم بقصف المسؤولين في المدينة ، مطل على محطة قالوا عنها محطة مسافرين ، يحاكي شاب المدينة جراحات عميقة بعمق الصلة الوالدية واشد ..
حكاية تظاهرات واحتجاجات.. وواقع مدينة يرمز بكل التحديات والتناقضات إلى حيثيات قضايا أخرى عدة عالقة ، وجوهر الصراع وحالة الانقسام التي تعصف باهل المدينة في ظل مشروع حلم المدينة بمسعى لإنهاء “الصراع” .
هم الان وبعدما أوصلتهم حناجرهم إلى عتبات “المسؤولين” في البلاد وصحافة العباد، يأملون في أن يظهر الجانب الآخر من مدينة أنهكتها حروب المسؤولين فيها.

فهل منا من يسمع صراخ المدينة ؟
لو توقف الزمان بنا ذات خميس أحمر .. يوم سقطت أرواح إخوان وأصدقاء وأهل لنا تباعا ، وتصورنا عالمنا الريفي بعد هذه السنوات . لقال أقلنا تفاؤلا و أكثرنا موضوعية ، أننا سنكون على الأقل قد بدأنا في إرساء قواعد بناء المدينة بل والريف الكبير كله .. ولكن وحتى وان عاودتنا هذه الذكريات االنازفة فينا ، فسيبقى واقع مدينتي هناك منقوص الجنبات ، موجع .شهيقه ألم و زفيره حرقة لا تنتهي .

لقد شبك المتآمرون على المدينة أيديهم أول المؤامرة متعاهدين على البطش بها وبأهلها من أجل ما زعموا أنه هدف جميل لحمايتها .. مع انهم لا يحمون غير أنفسهم ومصالحهم وأهدافهم الشخصية لا غير!
وضعوا أيديهم سويا وتعاهدوا على تنفيذ الجريمة.
وأهل مدينتي لم تعد سواعدهم اليوم كما عهدناهم ، كُتلا من الجليد ؛ لا تنصهر و لا تنكسر ! .

عذرا ايتها المدينة اليتيمة باهلها ..
فاهلك اليوم مشغولون ببعضهم البعض ..التُّهم توحدت والأنظار تصلبت .. قذف وتهم في كل مكان و دعوات لكِ ان تلبسين الحداد ..
مدينة تصرخ في وجه الجميع ، علَّ الاصابع تتجه الى المسؤولين ومن خربوا المدينة لتولي مهمة السهر على مراقبة أداءهم ..حتى لا يجرؤ مسؤول ايا كان مقامه ، أن يدوس على طرف من أطرافها ، فزمن الإذلال والقهر ظنته ولا الى غير رجعة.
مدينة تصرخ من الم نزيف جراحاتها ، تبصق في وجه كل من لم يعي بعد ، أنه عندما يوجد مسئول في موقع المسئولية لا يقدر حجم المسئولية والأمانة التي في عنقه لابد أن يَرحل او يُرحل فورا لأنه مسئول خائن للأمانة ولا ينبغي أن ينال شرف المنصب الذي يتولى مسئوليته .
ولكن .. من يسمع صراخ المدينة ؟
بعض اهلها وقف وقفة المتفرج الذي يشاهد عملا دراميا يعرض أمامه..
الباقي بدأ “وفقط” ﺑﺎﻟﺼﺮﺍﺥ ﻋله يجد ﺃﺣﺪﺍ ﻳﺴمعه أﻭﻳﻨﻘذه ، ﻟﻜﻦ ﻻ ﺣﻴﺎﺓ ﻟﻤﻦ ﺗﻨﺎﺩﻱ .
مناورات كلامية واتهامات مجانية تكاد لا تفارق سماء المدينة ، ترمي هنا وهناك براميلاً وصواريخ من النصائح والتعليمات والاوامر والاتهامات والنظريات والقوانين و…مواد قانون العقوبات…و…كل شيء .
وهي…المدينة الضحية ولا أحد يسمع صراخها .
في مدينتي ، كلنا نفهم وفي كل شيء.. في السياسة كلنا سياسيين وفي الدين كلنا أئمة بل وفي الرياضة كذلك كلنا محللين ..
باختصار، في مدينتي كلنا سياسيين ..كلنا اطباء ..كلنا فلاسفة .. كلنا محللين نفسيين .. كلنا رجال دين .. وطبعا كلنا على حق .
والمدينة تصرخ…يا أهلي…من يسمع مليون كلمة من مليون فم في وقت واحد ؟.
من في هذا الطغيان الشامل يتفاهم مع من ؟.
وانا الحائرة…أمام هذا اللهيب الذي يحرقني …

جميل جدا ان تشمل علاقاتنا خليط متضارب من آراء وتيارات مختلفة ومتنافسة ، لكن علينا ان لا نوجهها الى بعضنا البعض ، علينا ان نختار الوجهة وباتقان .
جميل ان نختلف أو كما نحن في المدينة نتقن ذلك ونجيده..لكن علينا كذلك ان نجيد التنقل من حالة اختلاف الى أخرى بتوازن جميل ، بعيداً عن الفوضوية بل واحيانا الاقصاء والترهيب ، لتتفق طبيعة عملنا بالتالي مع الطموح الذي نملك و تلك البرامج الهادفة التي تنبع من معاناة المدينة وأهلها .على الجميع أن يسعى متلهفاً نحو تحقيق أماني الشعب وفق مشاريع وقوانين تصب في خدمته و…المدينة.
لتتشابك الايادي إذن لكن نريدها تشابكات جميلة تؤدي الى وحدة الهدف .
لا ان تتشابك الايادي للصراعات داخل المدينة عبر المواقع الالكترونية ومواقع وساحات أخرى و بين مثقفي المدينة و تتحول الى لكمات بالكلمات بينهم وشتائم بالاقلام حولهم ، بينما الاجدر أن تتشابك الايادي نحو القوة وتعزيز الموقف الموحد لصالح المدينة وللصالح العام .
ما أجمل أن نرى ألايادي متشابكة لبناء هذه المدينة الجميلة ، بعيداً عن الاحقاد الدفينة لتتجسد قوة الوحدة ومشاركة الحياة بكل ظروفها .”فالوحدة حتى النهاية لا يمكن ان تتحقق الا بواسطة المقاومة حتى النهاية – كما ان المقاومة حتى النهاية لا يمكن ان تتحقق الا بالوحدة حتى النهاية “على حد قول ماوتسي تونغ .
فهل منا من يسمع صراخ المدينة ؟

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


لا توجد مقلات اخرى

لا توجد مقلات اخرى

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

موافق