فرنسا تقبض على أكبر مبحوث عنه: بارون مغربي هرب أطنان مخدرات من سواحل الناظور الى جنوب فرنسا

27 يناير 2014آخر تحديث :
فرنسا تقبض على أكبر مبحوث عنه: بارون مغربي هرب أطنان مخدرات من سواحل الناظور الى جنوب فرنسا

هشام تسمارت
بعد أنْ حيَّر أجهزة الأمن في فرنسا، طيلة سنوات، وقعَ بارون المخدرات المغربِي، محمد بن عبد الحق، فِي شراكِ الشرطة، وقدْ قضَى سنواتٍ يهربُ “القنب الهندي”، الذي كانَ أحد كبار أباطرته في فرنسا حيث يعرف أنه هرب اطنانا من المخدرات من سواحل الناظور الى الشواطئ الجنوبية لفرنسا، قبل أنْ يقودَ رصدُ مكالمةٍ هاتفيَّة أجراهَا إلَى تحديد موقعه، وتوقيفه، فِي الثالث والعشرين من الشهر الجارِي.
البارُون المغربي، الملقبُ بـ”بومبِي”، والبالغ من العمر 35 سنة، ينحدرُ من أحد الأحيَاء الحساسة بكرِيل، في “لوَاس”، وظلَّ موضوع بحثٍ منذُ أنْ لاذَ بالفرار في نوفمبر 2008، فِي مشهدٍ هوليودِي، حيث ما إنْ همَّت سيارة الدرك التي كانت تقله بعد شهرين من اعتقاله على إثر حجزِ 580 كيلوغرامًا من الحشيش فِي بيتٍ بمنطقة “لواس”، حتَّى هوجمت السيارة، من ستة رجال مدججين بالكلاشنكُوف، خلصُوه من قبضة الدرك، ليتحوَّل بعدهَا إلى أكثر الأشخاص المبحُوث عنهم في فرنسا.
عقبَ فراره سيتمُّ إيقاف “بومبِي” فِي المغرب، حيثُ التجأ عقب نجاته من السجن، وسيجري التحقيق معه بالدار البيضاء في ديسمبر 2008، ليعترف بالاتجار في المخدرات، كما بالفرار من قبضة الدرك الفرنسي، إلَّا أنه سيعانقُ الحريَّة من جديد بعد مدَّة غير طويلة، بعدما رفضَ القضاء المغربي أنْ يتمَّ ترحيله إلى فرنسا، مما حدَا بالقضاء الفرنسي إلى إدانته غيابيًّا، وقضتْ محكمة “بوفِي’ بحبسه لعشر سنواتٍ.
كما أنَّ بومبِي الذِي تمكن من الفرار، لوحقَ منذ 2008، بأربع مذكرات بحث، ذات صلة بالاتجار فِي المخدرات، كما بحمل السلاح، وتبييض الأموال، زيادةً على الاشتباه فيه بالمغرب، لتهريبه أطنانًا من المخدرات صوب المدن الفرنسيَّة.
في غضون ذلك، ينتظرُ أنْ يدلِي “بومبِي” بأقواله، فِي ضيافة المحققين، حول محاولتين لتهريب المخدرات، أحبطتَا على التوالِي فِي 2012؛ قدرت محجوزاتهما بـ700 كيلوغرام، و1.8 طن، بالجنوب الغربي لفرنسا.
بيدَ أنَّ “بومبِي” الذِي ألفَ المتاجرة، على مستوى دولي بالمخدرات، ما كان ليستكين في المغرب إلى حريته، فلمْ يخشَ أنْ يعتقل في أوربا، مؤثرًا أنْ يواصل تحركاته. إلى أنْ تمكن الدرك في منطقة “أميان”، الذِي كانَ يتعقبهُ قبلَ عدَّة أشهر من رصد مكالمةٍ هاتفيَّة أجراهَا من رقمٍ بلجِيكيٍّ، في الحادث والعشرين من يناير الحالِي، مما حدَا بها إلَى أن تحول المعلومة على الفور إلى الأجهزة البلجيكيَّة، ليتمَّ تحديد موقعه فِي اليوم الموالِي، بفندق في العاصمة البلجيكيَّة بروكسيل، مما أفضَى إلى اعتقاله، في الخميس 23 يناير، على الساعة الرابعة والعشرين دقيقة، بعد الزوال، رفقة مجرم بلجيكي.
لدَى مداهمة الشرطة له، وعدم إيجاد “بومبِي” سبيلا إلى اللوذ بالفرار حاول أنْ يموه العناصر، وقدم لهمْ جواز سفر مزور، لا يحمل هويته، زيادة على رخصة سياقة بغير اسمه، والتِي كان يستعين بها على التحرك فِي بلجيكا، حيث يدير بعض أعماله، إلا أن بصماته كانت حاسمَة فِي تأكيد أنه ليس سوى “محمد بن عبد الحق”؛ البارون المغربِي الذِي حيَّرَ الأمن في فرنسا، وأبقاهُ فِي بحثٍ مضنٍ لسنوات، إلى أنْ ألقي عليه القبضُ ببلجيكَا.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


لا توجد مقلات اخرى

لا توجد مقلات اخرى

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

موافق