لقاء حصري لأريفينو مع والدته: شباب الحركة الامازيغية يخلدون ذكرى وفاة قاضي قدور بالناظور

18 سبتمبر 2012آخر تحديث :
لقاء حصري لأريفينو مع والدته: شباب الحركة الامازيغية يخلدون ذكرى وفاة قاضي قدور بالناظور

ذكرى رحيل قاضي قدور: تخليد للحركة الامازيغية، إهمال للأسرة التعليمية ونسيان خطير للمجتمع المدني
لقاء حصري لموقع أريفينو.نت مع والدة المرحوم قاضي قدور ، الدكتور الذي اغتالته خبايا السطور، وأعادة إغتياله خبايا الجهل في مجتمع النفور.
عاشور العمراوي
وقفت عند باب منزل والدته، ونظرت إلى المسافة التي تفصل بيته عن أربعاء آيث سيذال ن وذرار ، ثم منها إلى الناظور فالمسافة أصبحت اليوم مرقمة بالكيلومترات الطرقية، كل تلك المسافة كان يقطعها أستاذنا الشهيد لمتابعة دراسته التي كانت سببا في ملاقاة خالقه حسب جميع الآراء وحتى منطق العقل .
ففي الزيارة التي نظمتها فعاليات الحركة الأمازيغية بالناظور، وبالتنسيق مع بعض من فعاليات المجتمع المدني إلى رحبة مرقده بالمقبرة العائلية لاسرة الشيخ زريوح المتواجدة بدوار القضية آيث سيذال، تخليدا لذكرى رحيله يوم 15 /09/1995 ، وقفنا على ما لا يشرف الأسرة التعليمية بإقليم الناظور بالمرة، حيث تم تناسي أسرة الشهيد البطل الدكتور قاضي قدور ، إبن قرية إسم على مسمى ” القضية ” بجماعة آيث سيذال ن وذرار، والذي تمكن من دراسته محصلا الإجازة الجامعية من جامعة فاس، لينتقل إلى فرنسا لأجل الحصول على شهادة الدكتوراه من جامعة السربون برسالة تحت عنوان: الجملة الفعلية والإسمية في لسان تريفيت .
وتلخيصا لمساره النضالي الهائل والذي هز اركان جهات معادية، فإن الشهيد يعتبره معاصروه من تلامذة وزملاء ورفاق، كأول إطار متمكن في علوم اللسانيات يدخل غمار النضال الثقافي والهوياتي بالريف بعيدا عن العابرين السياسيين،فكانت البداية الرسمية ، تأسيس جمعية الإنطلاقة الثقافية أواخر 78/1979 ، تم من خلالها تنظيم مجموعة من المهرجانات تم التركيز فيها على الأغنية الملتزمة، ساهمت بشكل كبير في تشجيع المجموعات ” ثسذما ” من بينها ( إسفذاون ، أومازيغ ، إريزام ، بنعمان ، الوليد ميمون ، وأخرى بالحسيمة كتواتون وغيرها .
كما اعتبره جميع المناضلين والمثقفين بالريف من غربه إلى شرقه ومن شماله إلى جنوبه، رمزا من كبار الرموز الأطر في الحركة الأمازيغية بالريف، وهذا بفضل استماتته في تنظيم مجموهة هائلة من محاضرات وندوات علمية بتاطير منه في موضوع الهوية السياسية والثقافية للريف ولشمال أفريقيا بشكل عام، ويتجلى ذلك في زياراته المتكررة للقبائل بالجزائر، ولقاءاته مع أمازيغ ليبيا وجزر الكاناري بأوروبا دون ذكر تنقلاته المستمرة بين الناظور طنجة وأكادير أين وقع على الميثاق، حيث كانت قناعاته هي توحيد الصف اللغوي لكامل منطقة ثموزغا ” شمال أفريقيا الأمازيغي ” وإضفاء الهوية الشرعية على شعوبها ، تلك الهوية التي لاحت ملامحها في ديباجة دستور 2011 الأعرج ، والوقوف في وجه الإستيراد الهوياتي واللغوي الذي باشره أنصار القومية البدوية الصحراوية البعيرية.
يحكي زملاءه أنه عاد إلى جامعة فاس أستاذا مدرسا للجالية الطلابية الريفية التي كانت تقصد فاس أيام أن سجل الريف غيابا ملفتا للدكاترة والأطر التعليمية بداية الثمانينات، لتأتي محطة 84 التي كانت بمثابة عود غليض في عجلة النضال ، بعد قيام المخزن بسجن مجموعة من المناضلين وقتل آخرين وهجر الكثير ممن تواروا عن الأنظار وفلتوا من أيدي المخزن إلى الخارج، فعاد الحديث عن موضوع الساعة أكثر منه عن النضال ، حيث البحث عن المفقودين أصبح هما نضاليا فرض نفسه بقوة إلى جانب الخوف والهلع المستمر.
الشهيد قاضي قدور ارتآى إلى السكن بمدينة طنجة عاملا على التشبث بمسار الهجرة عند عباقرة الريف من أساتذة وفنانين وكتاب وغيرهم ، ليجد نفسه مجبرا على التنقل بين إقامته الجديدة ومسقط رأسه كلما سنحت له الفرصة ، لكن حادثة سير مازالت ماهيتها ملغومة، وضعت حدا لحياته فورا ثم بعد عشر سنوات من التطبيب المركز، تلتحق به زوجته لتبصم على معاناة الأقارب والأحبة وبشكل خاص إبنه وابنته الوحيدين.
فعاليات الحركة الامازيغية بالناظور وجمعيات محدودة من المجتمع المدني ، خرجت في مسيرة ماراطونية يومه الأحد 16/09/2012 لزيارة قبره للترحم على روحه الطاهرة والدعاء له بجانب مرقده رحمه الله رحمة لا تضيق لها السماوات وأسكنه فسيح جنانه، ثم استمرت المسيرة إلى بيت عائلته أين تقيم والدته المشرفة على الثمانينات والتي قالت كلمات إستدعت التكبير إن سرا او علانية ، ورغم أننا بزيارتنا فتحنا جرحا عميقا في حياتهان إلا أنها وجدت في رفاقه وتلامذته رائحة ونسيم البطل إبنها الذي حكت لنا عن مجريات حياته في بضع عبارات وكلمات تخرج بين الصلب والترائب لروح الأمومة .
نهاية اللقاء مع والدة الشهيد إستحضر إلينا العبارة المشؤومة : يا أمة ضحكت من جهلها الأمم ، وطرحت لدينا تساؤلات بمثل المسافة التي كان يقطعها راجلا للسقي من بئر المعرفة ونور العلم الذي قتله في أمة تقتل عظمائها بالحوادث والنسيان فبئس القاتلون .
https://www.youtube.com/watch?v=GW6T7nBzCcA
https://www.youtube.com/watch?v=RoyjQmJwsoI

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


التعليقات تعليق واحد
  • ناضوري0
    ناضوري0 منذ 12 سنة

    الله يرحم جميع المسلمين امين امين

لا توجد مقلات اخرى

لا توجد مقلات اخرى

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

موافق