تاريخ: جنود إسبان وضعوا رؤوس قتلى ريفيين على حمار في هيئة بطيخ لبيعها في مليلية

22 يوليو 2009آخر تحديث :
تاريخ: جنود إسبان وضعوا رؤوس قتلى ريفيين على حمار في هيئة بطيخ لبيعها في مليلية
انتصار إسبانيا في الريف قلل من الصور
السلبية للمغاربة لصالح نزعة مسالمة

  إعداد – إدريس الكنبوري/المساء
ظلت صورة المغربي أو المسلم في الذاكرة الإسبانية مرتبطة بكل ما هو سلبي ودموي، منذ خروج العرب من الأندلس عام 1492، وقد خضعت تلك الصورة لعدة تحولات حسب الظروف السياسية والمناخ الثقافي، لكنها ظلت في عمقها غير إيجابية. في الحلقات التالية نعرض لأهم الصور التي ظهر فيها المغربي في المتخيل الإسباني من عام 1492، تاريخ إنهاء الوجود العربي والإسلامي بغرناطة آخر معاقل الحضارة الإسلامية بالأندلس، إلى عام 2002، تاريخ اندلاع أزمة جزيرة ليلى.

لقد كانت هناك العديد من الممارسات التي كانت السلطات الإسبانية في المغرب تسكت عنها، والتي كان الجنود الإسبان يقومون بها في حق المغاربة كنوع من الانتقام بعد هزيمة أنوال وجبل عروي. وتكشف لنا   الصور المنتشرة في تلك الفترة جزءا من تلك الممارسات التي صارت شائعة خلال تلك المرحلة في حق الريفيين، مثل قطع الرؤوس وبتر الآذان. وفي تلك المرحلة كانت تستعمل الحربة أو السكين الصغير في رأس البندقية بشكل كبير، وكان الجنود الإسبان المتمرسون يصوبون ناحية العنق أو الصدر لكي يمكنهم بعد ذلك استخراج السكين من جديد من جسم الضحية، بينما كان آخرون يصوبون مباشرة ناحية البطن من أجل الوصول إلى الضربة القاتلة، ثم يمسحون الدم العالق بالسكين على جلباب القتيل، كما تصور بعض الكتابات التي أرخت لتلك المرحلة. وتقول إحدى الحكايات إن بعض الجنود الإسبان قتلوا بعض المغاربة وقطعوا رؤوسهم ووضعوها في مزادة حمار وأخذوها لبيعها في مليلية كأنها بطيخ، وإن جنديا آخر دخل حانة وهو يحمل جمجمة مغربي لكي يشرب كأسا من الخمرة.
لقد تم تصوير هزيمة المغاربة أمام الإسبان بطريقة تم فيها التركيز على عملية الاستسلام وتسليم الأسلحة إلى الإسبان، ففي أحد الرسومات تظهر جماعة من المسلحين المغاربة وهم يسلمون أسلحتهم إلى الإسبان بنوع من الخضوع والإذلال، وفي رسم آخر يظهر جندي إسباني وهو يسوق مغربيا أمامه بحبل على هيئة دابة، بينما يظهر في صورة ثالثة جندي إسباني على ظهر جواد وهو يجر بجانبه مغربيا مطوقا عنقه بحبل.
أما الذين استمروا في المقاومة ولم يستسلموا فقد أعد لهم منهج خاص للتعامل معهم أكثر قسوة، فقد كانوا يعذبون من قبل الجنود الإسبان ثم يودعون داخل السجن، وبعضهم كان يتم قتلهم بإطلاق النار عليهم بكل بساطة. لقد كانت أعمال الإذلال والمهانة التي يتعرض لها المغاربة، سواء كانت مادية أو رمزية، كثيرة متعددة بحيث يمكن أن تملأ دليلا كاملا، ومن بين تلك الأعمال ذات البعد الرمزي نقل رسم يمثل شخصية ماطاموروس، أي قاتل المغاربة، راكبا على جواد وهو يرفس مغربيا تحت قوائمه الأربع، وهو رسم كان عبارة عن هدية من الملكة ماريا كريستينا (1808-1878)، وضــــــــــــــــــع في كنيسة الناضور بعد احتلالها عام 1922.
غير أنه بعدما تحقق النصر للإسبان على المغاربة لم تعد صورة المغربي سلبية دائما، ففي الفترة ما بين 1927 و1936، التي يطلق عليها مرحلة السلام، سادت صورة المغربي المتسامح، وإن ظلت الصورة ممزوجة بنوع من السخرية والهزء. فبعدما تعرضوا للهزيمة لم يعد المغاربة يشكلون تهديدا لإسبانيا، وعادت من جديد صورتهم كمتوحشين بحاجة إلى إسبانيا من أجل إدخالهم إلى الحضارة وتلقينهم أساليب التعامل المتحضر. وهناك عوامل أخرى ساهمت في التخفيف من الصور السلبية للمغربي، منها أولا أنه بعد الانتهاء من التهديد الذي يشكله المغاربة على المشروع الاستعماري، لم تعد هناك أية عقبة تقف أمام المهمة التحضيرية أو التمدينية التي على الحماية الإسبانية أن تقوم بها في المغرب، وهي المهمة التي أنيطت بها من قبل المجمع الدولي في مؤتمر الجزيرة في 7 أبريل عام 1906، فبعد مرحلة مواجهة التقاليد المغربية وتسفيهها جاءت مرحلة بناء بلد جديد. وثانيا كان لا بد لإسبانيا من أن تعترف بالمساعدات التي قدمها المجندون المغاربة في صفوف الجيش الإسباني، والمخازنية والمحلات السلطانية والقبائل الحليفة، لذا لم يكن من الممكن الاستمرار في ترويج نفس الصور السلبية السابقة ولم يعد باب السخرية مفتوحا على مصراعيه.
اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


لا توجد مقلات اخرى

لا توجد مقلات اخرى

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

موافق