موسى الراضي
اصدر قاضي التحقيق باستئنافية فاس مذكرة بحث وطنية في حق شخصين من مدينة بن الطيب باقليم الدريوش بعدما بينت تحقيقات تورطهما في شبكة لسرقة و تزوير سيارات من نوع ميرسيدس و غولف بفاس.
و علم من مصدر مطلع أن قاضي التحقيق باستئنافية فاس، أمر بإخضاع شابين لهما سوابق قضائية وينتميان إلى شبكة متخصصة في سرقة السيارات خاصة من نوعي (مرسيدس وغولف)، إلى خبرة طبية للتأكد من زعمهما التعرض إلى التعذيب والتعنيف لانتزاع أقوالهما أثناء الاستماع إليهما تمهيديا من قبل الشرطة القضائية، عهد بإجرائها إلى طبيب مختص يملك مصحة خاصة. وأوضح أن هذا الأمر القضائي صدر بعد ادعاء المتهمين ذلك، وكشف أحدهما عن خدوش بمعصمه أثناء عرضهما عليه الأربعاء الماضي، والاستماع إليهما إعداديا بعد دقائق من إحالتهما على الوكيل العام بالمحكمة نفسها، بعدما أنهيا مدة الحراسة النظرية التي وضعا تحت تدابيرها ومددت ب24 ساعة لفائدة البحث، في انتظار الشروع في التحقيق التفصيلي معهما في جلسة 2 أكتوبر المقبل.
وتوبع المتهمان “ع. ك” مهاجر مغربي بالديار الإسبانية وزميله “م. ش” المدعو ب”صدام”، في عقديهما الرابع، لأجل جناية “تكوين عصابة إجرامية والسرقة الموصوفة المقترنة بظروف التشديد والكسر والتزوير في وثيقة رسمية واستعمالها”، بعدما اعتقلا الأحد الماضي بناء على أبحاث فتحتها الشرطة بعد توالي شكايات مواطنين تعرضت سياراتهم إلى السرقة بطريقة احترافية وتقنية عالية.
وأوضح المصدر ذاته أن الشابين ينتميان إلى عصابة متخصصة في سرقة السيارات نفذت أكثر من 10 عمليات بمدينتي فاس وصفرو، خاصة من النوعين المذكورين، فيما اثنان من شركائهما، بمنطقتي أولاد الطيب ضاحية فاس ومدينة الناظور، ما زالا في حالة فرار بعد تحديد هويتيهما وتحرير مذكرة بحث في حقهما، دون أن يستبعد احتمال وجود شركاء آخرين ساعدوهم في بيع السيارات المسروقة.
وأبرز أن العامل المهاجر غادر السجن قبل نحو شهرين بعد إنهائه سنتين حبسا أدين بها من قبل غرفة الجنايات الاستئنافية بفاس في ملف متعلق بسرقة السيارات، فيما كان شريكه في حالة فرار بعد إدانته بأربع سنوات حبسا من قبل المحكمة العسكرية على خلفية حمل السلاح الناري في حادث مأساوي، سبق أن شهده حي عوينات الحجاج بفاس، قبل أشهر خلت بسبب خلافات بين شباب.
واعتقل المتهم الأول بمدينة صفرو قبل نصب كمين له بتنسيق مع عناصر الشرطة بفاس وصفرو، والاتصال به هاتفيا قبل إيقافه واقتيادهما إلى ولاية أمن فاس للاستماع إليهم من قبل الفرقة الولائية للشرطة القضائية، في محضر قانوني إذ حاولا إنكار المنسوب إليهما قبل أن يعترفا تلقائيا بما اقترفاه، بعد مواجهتهما بجملة من الأدلة والقرائن القوية.
وجاء اعتقال المتهمين إثر توارد عدة شكايات تتعلق بتعرض سيارات ميرسيدس وغولف للسرقة بطريقة احترافية من قبل مجهولين بمواقع مختلفة بصفرو وفاس، فيما أشار المصدر نفسه إلى أن المتهمين وشريكهما الموجود في حالة فرار استعانوا بخبرة شاب من الناظور لتزوير الأوراق الرمادية الخاصة بالسيارات المسروقة، ووكالة مفوضة لبيع سيارة.
وأبرز أن تزوير المتهمين للبطائق الرمادية تم باحترافية كبيرة إلى درجة صعوبة التمييز بين المزورة والحقيقية، ما تطلب الاستعانة بخبراء مركز تسجيل السيارات بفاس لفك لغز تلك البطائق، مشيرا إلى أن اكتشاف التزوير تم بصعوبة كبيرة.
وأبرز المصدر ذاته أن أفراد الشبكة لهم خبرة خاصة ومهارة فائقة في فتح سيارات غولف المستعصية محركاتها على التشغيل.
وضربت الشرطة حراسة مشددة على أفراد العصابة خاصة في بعض المواقع المشتبه في لجوئهما إليها، خاصة قرب ضريح سيدي علي بوسرغين على بعد كيلومترات معدودة من مركز مدينة صفرو، حيث تم إيقاف المشتبه فيه الأول قبل الإيقاع بالثاني، فيما أكد المصدر نفسه أن الشبكة سطت على 10 سيارات من النوعين، وبالطريقة ذاتها قبل إعادة بيعها بمواقع أخرى ولفائدة تجار مختصين.
