أريفينو
في خطوة علمية متميزة جديدة، أصدر المجلس العلمي المحلي لإقليم الدريوش إصداره الثاني في سلسلة إصداراته العلمية، و يضم هذا الإصدار الثاني الأبحاث العلمية التي شارك بها العلماء المؤرخون في الندوة الوطنية العلمية الثالثة عام 2016م / 1437هـ تحت عنوان : ” الحركة العلمية بالريف من القرن العاشر إلى القرن الثاني عشر الهجريين: مميزاتها و إسهاماتها”.
و مما جاء في تصدير هذا الكتاب الثاني :
” و بهذا يظهر لعموم الباحثين و المهتمين و المقبلين على الشأن الثقافي و العلمي بهذه المنطقة ، بأن منطقة الريف كانت دائما تبدع و تنتج من داخل النسيج العلمي و الفكري و الثقافي للأمة المغربية ، فقد عمل علماؤها ، إلى جانب إخوانهم من علماء المغرب الأقصى، على بناء الصرح العلمي المغربي الفريد و المتنوع ، و المتميز بخصائصه و سماته التي تتميز بها الحضارة المغربية عامة ، و التي ساهم في بنائها أبناء المغرب بكل أطيافهم وألسنتهم و أعراقهم و أعرافهم، بل و معتقداتهم أيضا، و هي المميزات التي نوعت من روافد ومكونات الحركة العلمية المغربية ، حتى خرجت على هذا النسق الفسيفسائي المتنوع والمتعدد ، لكن في إطار الوحدة ، والكلمة المجتمعة و الأخوة في الدين و في الوطن و في خدمة هذه الأمة المغربية العريقة خاصة و الأمة الإسلامية عامة.
و بهذا يظهر لأجيالنا الحالية من عموم الباحثين و المهتمين و أبنائنا الطلبة والطالبات و التلاميذ و التلميذات في مختلف الأطوار و الأسلاك ، أن هذه المنطقة هي جزء من كُلٍّ ، هو بلدنا المغرب، عمل علماؤهم من أجدادهم و آبائهم بجد و مسؤولية وإخلاص ، في إطار هذه الوحدة المغربية العلمية و الفكرية و الثقافية و الترابية والحضارية، و سخَّروا من أجلها مداد أقلامهم ، و دماء قلوبهم ، ليظل المغرب موحدا و متراصا فكريا و علميا و جغراقيا و حضاريا في ظل إمارة المؤمنين أدام الله عزها و بسط في الأرض سلطانها .
و بالتالي ، فإن أبناء هذه المنطقة و هم ينظرون إلى هذا التراث العلمي الخالد والزاخر و الذي عمَّر لقرون عديدة و أزمنة مديدة، فإنهم بذلك يعون كل الوعي بأن آباءهم وأجدادهم في هذا الريف من بلدنا العزيز و الأمين ، إنما أسسوا لنا جميعا منهاجا للحياة ، وهو منهاج شامل و متكامل ، يرصُّ الصفوف و يرسخ الوحدة و الأخوة و السمع والطاعة لله سبحانه و تعالى و لرسوله الكريم صلى الله عليه و سلم و لأولي الأمر الذين يذودون عن حمى الملة و الدين . ”