قال عبد الله حمودي، أنثربولوجي وآستاذ جامعي بجامعة برنستون الأمريكية، إنه جد متأكد من أن الديناميكية التي خلقتها 20 فبراير لم تمت، وأن عقارب الساعة لا يمكن إعادتها أبدا إلى الوراء، وأن حركة 20 فبراير لم تمت.
وأكد حمودي، في حوار له مع يومية “أخبار اليوم”، في عددها الصادر لنهاية الأسبوع الجاري، على أن منظومة الحكم في المغرب نخبوية وانتقائية، وتقوم على الريع والمحسوبية وتقاسم المصالح.
وأوضح حمودي أن النظام بهذا الشكل ليست له الإمكانية أن يوسع رقعة الانتاج بالشكل الذي يمكن أن تستوعب الحاجيات المتنامية للشباب المجتمع عامة.
وأضاف حمودي بالقول ” إن أصحاب الامتيازات يعتبرون شريحة الشباب خطرا وهذا هو الخطأ، والحال أنها تشكل أملا بالنسبة إليّ، لأنها صارت اليوم قرة ضاغطة على النظام في اتجاه إصلاح متكامل يعطي انطلاقة جديدة للتنمية والتوزيع العادل لعائدات التنمية”.
وبسط حمودي رؤيته لما يحدث في الريف، من حراك اجتماعي وتصاعد في وتيرة الاحتجاجات، حيث اعتبر أنه “منذ سنين والحقل السياسي الوطني كانت تظهر فيه القيادات من أحزاب ويتم إقبارها (عمر بنجلون مثلا) أو تفشل لآسباب أخرى”، موضحا أنه ” يمكن إدراج الزفزافي في هذا السياق وقوته تكمن في كونه لا ينتمي إلى أي حزب، وهذه زعامة أصيلة في خطابه ولهجته وكل شيء، وهو من تلك الشريحة الواعية مسبقا أنها ستقوم بنفسها لتدافع عن حقها وتقول “هاد اللعبة ما خداماش””.
وتابع بالقول ” هناك عوامل أخرى ساهمت في قوته، منها شجاعته وقوته الخطابية ومعرفة الناس وثقتهم به، إن الزعامات الجديدة التي يتم اعتقالها حاليا تشكل فعلا القوة التي ترى الدولة خطرا لأنها زعامات محلية لها قدرة على التآثير والتعبئة، وأنا أظن هذه الظاهرة ستستمر وستتزايد أكثر”.
وقال حمودي، إن ” من يقولون إن النخب كلها فاشلة أو إن الوساطات كلها فشلت مخطئون، ومسيرة 11 يونيو أظهرت أن الوساطات الحقيقية مهمشة وليست غير موجودة”، مضيفا ” إذن فالحراك الذي سيستمر ولن يتوقف وسيصبح حراكا وطنيا، ينبغي أن تخرج منه وساطات نابعة من الشعب ومن قبل الحراك”، مؤكدا على أن حزب العدالة والتنمية له قوة وساطة، مشيرا إلى أن بنكيران كان يتوسط بناء على شعبيته التي أظهرت في الانتخابات، هذه الوساطة لم تفشل، بل تم إجهاضها”.