انباء عن خطة سرية لتفاوض داخل السجون مع قيادات حراك الريف بصيغة رابح_رابح …والتدخل الملكي على ضوء النتائج.

10 يونيو 2017آخر تحديث :
انباء عن خطة سرية لتفاوض داخل السجون مع قيادات حراك الريف بصيغة رابح_رابح …والتدخل الملكي على ضوء النتائج.

اريفينو متابعة

صيف سوف يكون ملتهب جداً،في المغرب، إذا ما استمرت السلطات في انتهاج السياسه الامنية في مقاربة الحراك الريفي الذي حرك المغرب العميق ليس في الريف فقط بل في كــل أصقاع البلاد.

اللجنة المستقلة للوساطة وتقصي الحقائق في ملف أحداث الحسيمة،و بلسان حمد النشناش، المتحدث باسمها قالت”أن حل الأزمة لم يعد في المنطقة، إنما في السجون التي يوجد بها قادة الحراك، ورغم تأكيدها أن المظاهرات حاليا أغلبية المشاركين فيها تقل أعمارهم عن 20 سنة، حذرت من عدم إيجاد حل قبل عودة الريفيين القاطنين بالمهجر، الذين يساندون الاحتجاجات ماديا ومعنويا.

ارتباطا بهذا لموضوع أكد خبير أمني متقاعد ”أن السر من وراء رفع وثيرة الاعتقالات و وضع أغلب رموز الحراك وراء القضبان هو هدفين لا ثالث لهمــا.

أولا:الدولة وبهذه الاعتقالات أرادت توجيه رسالة الى المغاربة عمومــا والريف خصوصــا مفادها(الرسالة)أن التساهــل له حدود و انتزاع المكاسب والحقوق حتى وإن كانت مشروعة لايمكنهــا أن تكون عن طريق الشارع والساحات لكونهــا تدرك أن ذالك يشكــــل خطر في المستقبل المتوسط والبعيد، وتريدها أن تكون عن طريق آليات الوساطة المؤسساتية التي لَفَضَها الشعب أساسا ويعتريها الكثير من الضعف.

ثانيـــا:الاعتقال في حد ذاته غاية و وسيلة..1غاية من أجـــل محاولة السيطرة على الحراك واضعافه وهو الأمر الذي لم يتحقق وجاء بنتايج عكسية. و وسيلةلكون التفاوض سوف ينتقل الى السجون مع القيادات من أجل ابرام صفقة في اطار صيغة رباح_رابح،والصفقة تتطلب وعي من القيادات بضرورة التعامــل معهــا لكونهــا لا تعتبر خيانة أو ضعف بقدر ما هو قوة تُحسب لهؤلاء ولذالك قامت الدولة بِتَحْييدهم وعزلهم داخل السجون لاطلاق التفاوض في مرحلة مقبلة على أن تقوم الدولة بمسؤولياتها وتتجاوب مع المطالب  مع تعهدات واضحة من القيادات بانهـــاء الحراك وتفكيكه حال مغادرتهم السجون نحو الحرية في اطار عفو أو تخريجة قانونية تُجِيد السلطة حبكهــــا في أي وقت.

سيناريو آخر مطروح في هذا الباب، وهو فشل التفاوض لسبب من الأسباب،إذْ ذالك ستكون السلطات أمام خيار الإيعاز لسلطات القضائية بتشديد الأحكام ابتدائيــــا، والرجوع لتفاوض في المرحلة الاستئنافية والتي سوف تكون فيهــا القيادات قد تَأثرت نفسيــا و معنويــا إن كان لجهة الأحكام أو العزلة المفروضة عليهم وعدم قدرتهم على التنسيق فيمــا بينهم.هنـــا، يكون دورالقيادي “ناصر الزفزافي” في ضرورة التفاوض على التفاصيـــل الصغيرة داخل السجن قبل الدخول في الملف الأكبر ومنهــا مثلا اشتراطه جمع كل القيادات في مكان واحد لكي لا يتم الاستفراد بكل طرف على حدا وهذه من ضمن الجُزئيات التي قد تؤثر بشكــل كبير على سير المفاوضات و تظهره  كقيادي يستحق التقدير وقد ظهرت بوادر هذا التقدير في الفرقة الوطنية حينما تعاملت معه بانسانية مع الرعاية الطبية اللازمة وهي تعليمات فوقية طبعــا ولا شيء يكون بمحض صدفة في هذه المؤسسات الامنية…

السلطة في هذه المرحلة أسقطت من حساباتهــا الضغوط الخارجية، وتهتم فقط بالتداعيات الداخلية وضغط ريفيو الشتات، ولذالك فالوقت لا يلعب في صالح السلطات بقدر ما يلعب في صالح المعتقلين رغم مرور الدولة لسرعة القصوى بتكريسه لسياسة العصا والجزرة.. و لأجل ذالك سوف لن نرى تدخل ملكي حتى تستوي الطبخة بين النظام والقيادات في السجون في القادم من الأيام أو  الأسابيع، وهذا هو التفسير المنطقي من الوجهة الاستراتيجية والامنية لعدم تدخل الملك الى حدود الآن، حيث لا يمكن أن يقع التدخل دون أن يستند على تقارير سواء لجهة نجاح التفاوض أو فشله، وهذا الأسلوب انتهجته دول كثيرة ومستوحى من تجارب دول أخرى سواء حديثــا أو قديمــا وتدرس ضمن الاستراتيجيات لاحتواء ملفات من هذا النوع يقول الخبير الأمني.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


لا توجد مقلات اخرى

لا توجد مقلات اخرى

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

موافق