الجزائر تعزز قوتها العسكرية بهذه الأسلحة الخطيرة؟

26 مارس 2024آخر تحديث :
الجزائر تعزز قوتها العسكرية بهذه الأسلحة الخطيرة؟


في ظل نجاح المغرب في تعزيز قدرات الدفاع والردع الجوي من خلال اقتناء عدد من الطائرات المسيرة من موردين مختلفين، أبرزهم تركيا وإسرائيل، التي مكنت القوات المسلحة الملكية من تحييد الخطر الانفصالي في الصحراء، يبدو أن الجزائر بدورها باتت تراهن وبقوة على تعزيز أسطولها من الدرونات، خاصة الصينية منها، إذ حولت هذه الدولة تنافسها الأزلي مع المملكة من التسابق نحو امتلاك الأسلحة التقليدية التي أثقلت كاهل ميزانيتها إلى التكنولوجيات الحربية الحديثة، بما في ذلك الطيران المُسير الأقل تكلفة والأكثر فعالية، الذي غير مسار وطبيعة الحروب والنزاعات الإقليمية والدولية.

في هذا الصدد، كشف موقع “MilitaryAfrica” المتخصص في الشؤون والأخبار العسكرية في القارة السمراء أن الجيش الجزائري حصل مؤخرا على أربع طائرات مسيرة من طراز “WJ-700 Falcon”، التي تُصنعها شركة “CASIS” المملوكة للحكومة الصينية، مشيرا إلى أن اقتناء الجزائر هذه الطائرات يأتي في سياق التوترات الإقليمية مع المملكة المغربية.

وأشار المصدر ذاته إلى أن “الأسطول الجزائري الحالي من الدرونات يشمل مسيرات صينية الصنع في أغلبها”، وزاد: “كما قدمت الجزائر طلبا لشراء عشر طائرات مسيرة من طراز ‘ANKA-S’ التي تصنعها الشركة التركية لصناعة الفضاء”. وهذا في وقت يراهن المغرب على توطين صناعة الدرونات محليا وتقليل الاعتماد على التسلح الخارجي من خلال عقد شراكات مع كبريات شركات تصنيع المُسيرات في العالم.

تفاعلا مع الموضوع ذاته قال محمد عصام لعروسي، المدير العام لمركز منظورات للدراسات الجيو-سياسية والإستراتيجية، إن”اقتناء الجزائر هذه الطائرات المسيرة يأتي في إطار سعي جيش هذا البلد إلى الحصول على أسلحة غير تقليدية، خاصة أن هذه المسيرات، وكذا الدرونات الانتحارية، أصبحت تُستعمل بقوة في ساحات الحروب، على غرار الساحة الأوكرانية”.

وأضاف لعروسي، أن “التكنولوجيا الصينية في هذا المجال تستطيع أن تكتسح بعض الأسواق التي تحتاج إلى هذا النوع من التكنولوجيا، إذ من المتوقع أن تصل حصة الصين من السوق العالمية للطائرات المسيرة خلال هذا العام إلى حوالي 25 في المائة”، مشيرا إلى أن “تزود الجزائر بهذه التكنولوجيا يدخل في إطار التنافس والتسابق نحو التسلح مع المغرب، ولو أن هذا الأمر غير مبرر، على اعتبار أن مستوى التصعيد بين البلدين لم يصل إلى مستوى التصعيد العسكري”.

في السياق ذاته أوضح المصرح أن “الجزائر مُصابة بحمى التسلح التي يُترجمها حجم الصفقات التي وقعتها في الآونة الأخيرة، وتزايد الإنفاق العسكري الجزائري الموجه إلى اقتناء العتاد الحربي سنة بعد أخرى”، مسجلا أن “رفع الجيش الجزائري من وتيرة تسلحه بعتاد حربي تقليدي أو حديث لن يغير من المعادلة العسكرية في المنطقة، وسيبقي على التوازن العسكري في الدرجة نفسها، بالنظر إلى أن الجيش المغربي بدوره يمتلك أسلحة نوعية ومتطورة”.

كما أشار المتحدث ذاته إلى “منافسة شديدة بين التكنولوجيات الصينية والتركية والإسرائيلية في مجال تصنيع الطائرات المسيرة، فيما يمتلك الجيش المغربي نسخا من كل منها، في إطار سياسة تنويع الشركاء التي انتهجتها المؤسسة العسكرية المغربية”، لافتا إلى أن “المغرب حريص أيضا على الحصول على امتيازات في ما يتعلق بامتلاك تكنولوجيا الطيران العسكري المُسير وتوطين صناعتها محليا لتجاوز الصعوبات التي عانى منها الأسطول الجوي، وبالتالي ضمان التوازن الجوي في المنطقة، خاصة منطقة الصحراء التي تخوض فيها الجزائر حربا بالوكالة ضد المغرب”.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


لا توجد مقلات اخرى

لا توجد مقلات اخرى

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

موافق