الحسين الهداوي ناظوري يلازم المشاهير بحمامات الرفاهية في النرويج

27 أكتوبر 2022آخر تحديث :
الحسين الهداوي ناظوري يلازم المشاهير بحمامات الرفاهية في النرويج

– طارق العاطفي | أمين الخياري
في بيت أسسته أسرة وافدة على مملكة النرويج من المغرب، وبالضبط من الناظور، ازداد الحسين الهداوي في آخر سنة من عقد السبعينات بمدينة أوسلو، وبالحاضرة عينها تعلم الإقبال على التحصيل الدراسي والمهني بجدية، إضافة إلى ما يقتضي التواجد فيها من اغتنام للفرص المتاحة بغية التميز.

يعد الهداوي مرجعا للرفاهية في ميدان السباكة بالنرويج، حاليا، إذ يتم اللجوء إلى خدماته النوعية من لدن كبار الشخصيات والنجوم في مجالات كثيرة، كما أن اسم الحسين يتواجد أيضا ضمن “القائمة القصيرة” للمؤثرين في فضاء العيش النرويجي انطلاقا من حساباته على مواقع التواصل الاجتماعي.

نشأة مغربية أمازيغية
للحسين الهداوي أخ توأم، يحمل اسم الحسن، وقد تمت إحاطتهما بعناية فائقة من طرف أسرتهما منذ ازديادهما في أوسلو سنة 1979، وتمتعا بطفولة مكنتهما، في بيت يسكنه 5 أفراد، من التشبع بالثقافة الريفية المغربية دون إغفال الانتماء العضوي إلى المجتمع النرويجي.

يقول الحسين بهذا الخصوص: “وصل أبي إلى النرويج سنة 1969، أي قبل 10 سنوات من ولادتي في أوسلو، ولم يتواجد في هذا البلد عدد بارز من ذوي الأصل المغربي حينها”، ثم يضيف: “لدي أعمام وبعض الأقارب سبقوا والدي إلى الاستقرار في النرويج، لذلك حظيت بتأطير أسري وعائلي جيد في سنوات عمري الأولى”.

يضبط الهداوي الحديث بالأمازيغية ويفهم الكلام بالدارجة المغربية، ويرجع ذلك إلى كون “تاريفيت” لغة البيت الذي ترعرع فيه، ويحرص على تربية أبنائه الثلاثة بالكيفية نفسها التي تجعلهم يقتصرون على التعامل بالنرويجية عند الخروج من المسكن.

تخصص هندسي
أكمل الحسين الهداوي مساره الدراسي الأساسي والثانوي بلا مشاكل، وعند حصوله على شهادة الباكالوريا أقبل، دون أدنى تردد، على التكوين في مهنة السباكة، متعاطيا مع مد الأنابيب والترصيص حتى الحصول على دبلوم في الهندسة.

ويعلق على هذا الاختيار بالقول: “السباكة في النرويج ليست مهنة عصامية ولا بتكوين مخفف، مكانتها هنا تختلف عن تلك التي تحتلها في المغرب، وهذا التخصص المهني تطلب خضوعي إلى التعليم العالي مدة 4 سنوات، ولست نادما على هذه الخطوة التي غيرت حياتي بالكامل نحو الأفضل”.

بدأ الحسين الهداوي حياته المهنية بحلول سنة 2000، وتأتى ذلك من خلال الالتحاق، مباشرة عقب التخرج، بصفوف شركة نرويجية ذات صيت عال في ميدان السباكة، ليجمع خبرة عملية طيلة 9 سنوات قبل أن يقرر المبادرة بإنشاء شركته الخاصة في المجال ذاته في أوسلو.

البناء بالتدرج
راهن ذو الأصل المغربي على التدرج في تطوير أداء الشركة التي أسسها سنة 2009، منطلقا من الإشراف بنفسه على الأوراش التي يمسكها، وبعد مرور 6 شهور من تواجد الشركة أضحى يستعين بعنصرين اثنين للقيام بالعمل، بينما يشتغل حاليا بمعية 35 من الموارد البشرية ذات المؤهلات العالية في مختلف التخصصات.

ويعلق الهداوي على ما جرى قائلا: “الأولوية كانت للاستقامة والالتزام الحرفي بالاتفاقات التي تتم مع الزبائن، وضبط المواعيد إلى أقصى حد، لذلك كبرت ثقة الناس في ما أقوم به، واتسعت شريحة المقبلين على خدمات الشركة بفضل المراهنة على الجودة العالية”.

أفلحت شركة الحسين الهداوي في تحقيق مداخيل بقيمة 35 مليون كرونة نرويجية سنة 2021، أي ما يتخطى 36 مليون درهم مغربي، ووصلت إلى 34 مليون كرونة منتصف سنة 2022، أي ما يلامس قيمة معاملات العام الذي يسبقها، وتطمح إلى بلوغ 65 مليون كرونة نرويجية في نهاية 2022، وهو مردود يعادل 67,4 مليون درهم بالعملة المغربية.

تحت أضواء الشهرة
يبدي المنحدر من منطقة الريف ارتياحا نفسانيا للعمل الذي يقوم به، مستفيدا من دعم 4 عناصر في الأعمال المكتبية، معلنا أنه يستمتع بربط اسمه بإنجاز حمامات فخمة، مستندا إلى عطاءات عشرات العمال المهرة، ممسكا بأوراش تهم، على الخصوص، فنادق راقية ومنشآت يتم تصنيفها ضمن الموروثات التاريخية في النرويج.

يقول: “أعيش تحت الأضواء بعدما صرت معروفا بصفقات إنشاء حمامات لعدد من المشاهير في النرويج، وعدد كبير من كبار الشخصيات، والنجوم في ميادين عديدة بالبلد، الذين يطلبون خدماتي في ما يهم تهيئة حمامات منازلهم، وألقى الإشادة تلو الأخرى عن تقديم التصورات ووضع التصاميم قبل الإشراف على التنفيذ”.

شهرة الحسين ترتبط أيضا، إلى جانب الحضور على مواقع التواصل الاجتماعي بجانب ثلة من المشاهير في النرويج، بما حملته سنة 2021 من تتويج بجائزتين مرموقتين مخصصتين لـ”أفضل الحرفيين في البلاد”، وبالتالي صار حضوره في الصحافة والإعلام محط متابعة لدى شريحة واسعة تنبهر بما يقوم به في السباكة عموما، والإبداع في الحمامات تحديدا.

الصناعة التقليدية المغربية
يحرص المنتمي إلى صف “مغاربة اسكندنافيا”، منذ بدء العمل لحسابه، على استلهام أفكار التصاميم من الصناعة التقليدية المغربية، مستحضرا مهارة الحرفيين في الوطن الأم ضمن التعامل مع فنون تشكيل الزليج وتطويع مختلف أنواع المعادن.

“البداية كانت برصد الأنماط غير المبهرة في إنجاز الحمامات بالنرويج، حتى إن كانت في منازل أشخاص أثرياء جدا، لذلك استعنت بالصناعة التقليدية المغربية، وأيضا بما أعجبني في أسواق دبي بالإمارات العربية المتحدة، من أجل تقديم مستجدات عبر استيراد مغاسل من المغرب، واستحضار الألوان، واستقدام الزليج من فاس في بعض الأحيان، واستعمال منتجات معدنية بتصاميم تجمع الأصالة والمعاصرة”، يقول الحسين.

وإذا كانت خدمات شركة الهداوي للسباكة مفتوحة في وجه عموم الناس، لكونها تتعاطى مع مختلف الطلبات بلا استثناء، إلا أن العمل يتصل، بشكل أكبر، بمن يبدون الإعجاب بإبداع الصناع التقليديين المغاربة ويريدون الحصول على بعض من حرفيتهم في منازلهم مهما كان الثمن.

علاقة عاطفية
يعترف المغربي النرويجي عينه بكونه في علاقة عاطفية مع الشركة التي أسسها أواخر العقد الأول من الألفية الحالية، مرجعا ذلك إلى أنهما “كبرا معا بتدرج، وبلغا مستوى من الشهرة الداعية، إلى جانب الفخر، إلى صيانة هذا الإنجاز بإبعاده عن العبث”، وفق تعبيره.

ويسترسل الهداوي: “الوضع لا يرتبط حاليا بجني المال فقط، ولا تعزيز الحضور في مواقع التواصل الاجتماعي بصور وفيديوهات لأي منتوج كيفما كان، بل الرهان الأساسي يعني الجودة العالية وصيانة الثقة التي نتحلى بها، خاصة أن عددا كبيرا من الناس يطلون على ما يتم إنجازه في فضاءات يعمل مشاهير على تقاسم ما يوجد فيها على الإنترنت وعبر وسائل الإعلام المختلفة”.

كما يرى الحسين أن سقف تطور عمله يرتبط بالتعامل مع 50 مستخدما مستقبلا، كحد أقصى، والإقبال على تعاقدات نوعية تتيح الالتزام الدائم بالحرص على الجودة في الخدمات المقدمة، وما يقتضي ذلك بوضع التفكير في المردود المالي في المرتبة الثانية.

قاطرة النجاح
النجاح في النرويج، حسب الحسين الهداوي، يستدعي ممارسات بسيطة؛ أولها الحرص على الابتسام في وجه الناس، إلى جانب الحرص على الوفاء بالالتزامات مهما كان الثمن ماديا ومعنويا، وبذلك يكسب المرء التقدير المجتمعي الذي يتيح التقدم خطوات إضافية نحو المستقبل المشرق.

يقول “ابن الناظور” إن “المجتمع النرويجي، مثل باقي الفضاءات الأوروبية، يولي الأولوية للمتمدرسين وذوي التكوينات النوعية، لذلك ينبغي على المقبلين على الهجرة أن يحرصوا على اغتنام الفرص المتاحة من أجل التعلم”.

“قد يكون العمل العضلي متوفرا في كل مكان، لكن من يريد الانخراط في مسارات أكثر رقيا من ذلك عليه أن يدرس لتنمية مداركه العقلية، والحصول على ديبلومات تشهد على تخطي هذه المرحلة، والواقع يشهد على أن فرص نجاح المتعلمين تبقى أكبر من غيرهم في تجارب الهجرة”، يختم الحسين الهداوي.

التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

لا توجد مقلات اخرى

لا توجد مقلات اخرى

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

موافق