العثماني يترجم مذكرات الخطابي خلال فترة حاسمة من تاريخ المغرب

9 مايو 2022آخر تحديث :
العثماني يترجم مذكرات الخطابي خلال فترة حاسمة من تاريخ المغرب

صدرت عن منشورات دار الأمان بالرباط ترجمة كتاب “مذكرات عبد الكريم” (1921)، الذي وضعه باللغة الفرنسية روجيه ماتيو حوالي سنة 1927، ونقله إلى اللغة العربية إسماعيل العثماني، أكاديمي ومترجم مغربي.

وأفاد العثماني بأن “هذه الترجمة جاءت بدافعين اثنين؛ أولهما منح غير القارئين بالفرنسية فرصة الاطلاع على ما جاء في هذه المذكرات من أخبار وتحليل ومعلومات تهم منطقة الريف وأسد الريف خلال فترة حاسمة من تاريخ المغرب ومقاومة الاستعمار المتقنع برداء الحماية”.

وأضاف إسماعيل العثماني أن الدافع الثاني يتمثل في “توفير ترجمة عربية وفية قدر الإمكان للنص الفرنسي، علما بأن الترجمة المطبوعة في بيروت عام 1934 عرفت تصرفا إيديولوجيا صارخا في المتن من طرف المترجم عمر أبو النصر”.

وجاء في التصدير الذي وضعه إسماعيل العثماني لترجمته لمذكرات عبد الكريم الخطابي أن “الكثير كتب عن محمد بن عبد الكريم الخطابي، خاصة من لدن الأجانب، الذين تناولوه من قريب أو بعيد في مذكرات شخصية أو دراسات تاريخية، جلها باللغة الإسبانية أو الفرنسية أو الإنجليزية”.

وأوضح العثماني أن “تلك المذكرات الشخصية وضعها في الغالب عسكريون ودبلوماسيون وسياسيون وإعلاميون ممن عايشوا فترة الزعيم الريفي، فدونوا مذكراتهم من وجهة نظر استعمارية أو إيديولوجية؛ أما الدراسات التاريخية فهي ذات طابع أكاديمي ولو أنها لم تخل بدورها من التأويلات المغرضة للأحداث إلا نادرا”.

وورد ضمن التصدير أنه “بعد الاطلاع على تلك الكتابات وغيرها، حبا في كسب المعرفة أو في إطار بحث علمي، نخلص إلى أن عبد الكريم شخص فذ، أسطورة حية، شخصية متحضرة وقفت في وجه قوتين استعماريتين تدعيان إرساء دعائم الحضارة، إنسان مؤمن بالله وبالجهاد في سبيل الحق، متعلم عن جهد ومثابرة، ذكي بالفطرة والدربة، شجاع وشهم بشهادة الأعداء قبل الأقرباء، مناهض للنزعة القبلي”.

وجاء في تصدير الكتاب أن “هناك مصدرين اثنين لا ثالث لهما بالنسبة لمذكرات عبد الكريم الخطابي؛ الأول يتمثل في ‘مذكرات لاريونيون’، وهي عبارة عن أجوبة مطولة عن أسئلة متباينة عالقة في الأذهان تهم محاور متفرقة خطها عبد الكريم الخطابي. الثاني يهم ‘مذكرات عبد الكريم’، وهي عبارة عن تصريحات شفوية، تتخللها شهادات خطية، أدلى بها محمد بن عبد الكريم الخطابي لروجيه ماتيو، مراسل جريدة le matin الفرنسية”، مضيفا أن هناك مصدرا ثالثا يتم تداوله باسم “مذكرات القاهرة”؛ لكنه غير منشور.

وقال إسماعيل العثماني إنه “في ما يخص ترجمتنا، ننبه إلى أن مذكرات عبد الكريم تتخذ شكل مقابلة ‘سؤال بالفرنسية وجواب بالعربية’ يترجمه شقيق الأمير إلى الفرنسية ويصوغه روجيه ماتيو بأسلوبه، وحتى لا تختلط الأقوال ويحصل التشويش في ذهن القارئ، وضعنا كلام روجيه ماتيو بالحرف الداكن تمييزا له عن أقوال الخطابي (وأخيه) خلال تلك المقابلات السرية”.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


لا توجد مقلات اخرى

لا توجد مقلات اخرى

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

موافق