“القهوجي” ضواحي الناظور.. معاناة متواصلة وأجر هزيل

30 أبريل 2024آخر تحديث :
“القهوجي” ضواحي الناظور.. معاناة متواصلة وأجر هزيل

في خضم الحديث عن زيادات مرتقبة لعدد كبير من الموظفين والمستخدمين، تبرز معاناة عدد من شرائح العمال في قطاعات مختلفة، غير أننا نود في هذا المقال الحديث عن مهنة “النادل”، وتحديدا في ضواحي مدينة الناظور..

هذه الشريحة غير معنية بأي زيادة في الأجر وغير معنية بأي تسوية تروم تحسين وضعيتها المهنية وشروط أداء مهامها، فهي في هامش تفكير النقابات.

مهنة “القهوجي” تعد من التقاليد التي مازالت تحافظ على نكهتها، والتي اختلفت عن باقي المهن المتوارثة، وذلك لكونها انتعشت وانتشرت وزاد عدد العاملين فيها أضعافا.

وفي ضواحي الناظور التي تغيب فيها فرص الشغل بشكل مهول، تفرض مهنة القهوجي نفسها بقوة، لغياب سياسة تفتح أفق العمل لجيل من الشباب كي يغير اقتصاد المدينة من ضعيف إلى آخر قوي.

تتسم مهنة القهوجي بقساوة ظروفها، خاصة في غياب ميثاق ينظمها، وقد كانت قريبة من الاندثار بيد أنها تحولت الى وجهة العديدين للعمل هربا من البطالة، ما أعطاها هوية صمود إضافية وإن غابت عنها ضمانة الدولة الصحية والاجتماعية.

يشتغل أغلب عمال المقاهيضواحي الناظور 12 ساعة يوميا وأكثر، دون توقف، ولا يسمح لهم بالخطأ، لأن بعض الزبائن لا يراعون ظروف اشتغالهم فينتقدون ما يقومون به.

يعمل هؤلاء دون أفق واضح، وسيعملون حتى آخر رمق بحياتهم لعدم وجود ضمان شيخوخة لهذه المهنة بالمغرب، ونعني هنا تحايل رب العمل في تسجيل النادل، ورغم كل شيء يحاولون إسعاد الناس وخدمتهم، وهذا يشعرهم نوعا ما بالراحة وإن غضت الدولة الطرف عنهم.

تخيل أن القهوجي ضواحي الناظور يشتغل بأبسط الرواتب، وفي أحلك الظروف، ولساعات تفوق 12 ساعة، لكن البعض يحمله مسؤولية الحالة التي أنتجتها آلة تعصير القهوة، ولا يغفر له الزلة وكأنه ارتكب جرما، بل من الزبائن من يطلب من رب العمل استبدال قهوجي بآخر لخطأ بسيط لا يتحمل وزره.

وبجانب هذا كله، إن لم تكن يقظا قد تصادف زبونا يحتسي قهوته ويغادر دون أداء، وفي هذه الحالة أنت المسؤول، كما أن بعض الزبائن لا يتوقفون عن الطلبات اعتقادا منهم أنهم عبيد بين أيديهم.

وبالإضافة لخدمتهم الناس، فالقهوجية صناع للضحكة، وبين ضحكتهم التي تختلط بالألم تتعرف على حكاية قهوجية أتوا إلى المهنة لنيل لقمة عيشهم بعرق حبينهم، ومنهم من يتوفر على زبائن يتبعونه حيث المقهى التي يشتغل بها مهما تعددت تنقلاته.

إن هذا الحيف يمس جل العاملين في المقاهي ضواحي الناظور كما يمس باقي العمال والأجراء في مقاهي المغرب التي يناهز عددها حوالي 200 ألف مقهى، وهو وضع يستدعي تأسيس إطار يجمع هؤلاء ويوحد رؤيتهم للمستقبل.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


لا توجد مقلات اخرى

لا توجد مقلات اخرى

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

موافق