الناظور+صور: شباب يتعاطفون مع صانع تقليدي تسعيني قادم من القصر الكبير

15 يونيو 2022آخر تحديث :
الناظور+صور: شباب يتعاطفون مع صانع تقليدي تسعيني قادم من القصر الكبير

فريد العلالي

قام عدد من شبان مدينة زايو باقليم الناظور بمبادرة إنسانية متميزة جدا تتمثل في عرض منتوجات من الصناعة التقليدية عبارة عن قبعات للرأس أو ما يعرف ب”الطاقية” من إبداع شخص مسن تسعيني ينحدر من مدينة القصر الكبير حيث يقيم هناك أبناءه، ويعاني من ظروف اجتماعية جد صعبة مما يدفعه للتنقل بين مدن المملكة بهدف بيع منتوجاته التقليدية التي يصنعها بنفسه.

وأشرفت على هذه المبادرة جمعية النور لحماية المشردين، حيث قال رئيس الجمعية بأنهم تلقوا اتصالا هاتفيا ليلة أول أمس يخبرهم بتواجد شخص مشرد وسط المدينة لينتقلوا فورا لعين المكان ويقوموا بإيواء المواطن بمقر الجمعية، وبعد سؤاله عن ظروفه تبين لأعضاء الجمعية بأن المشرد قادم من مدينة القصر الكبير وهو معتاد أن يأتي لمدينة زايو كل سنة من أجل بيع ما يقوم بصناعته من قبعات وأنه هذه السنة لم يستطع إيجاد منزل للكراء حيث يتم رفض تأجيره أي بيت دون أن يعرف السبب، لذلك قامت جمعية النور بتنفيذ فكرة مساعدة الصانع التقليدي في بيع منتوجاته بأحد شوارع المدينة بعد اقتراح قدمه السيد نور الدين حاجي الفاعل الجمعوي المعروف بالمدينة.

الهدف من المبادرة هو تقديم يد العون للشخص المسن بغرض حصوله على مبلغ من المال يتمكن به من اقتناء تذكرة السفر لمدينة القصر الكبير ويساعده أيضا لبعض الوقت في مواجهة ظروفه الصعبة، ويحكي الصانع التقليدي بأن أصله من جماعة زاوية أحنصال إقليم أزيلال وبأنه اعتاد منذ خمسين سنة أن يأتي لمدينة زايو خلال فترة الصيف من أجل عرض وبيع منتوج “الطاقيات” التقليدية حيث قال بأن ساكنة زايو ساكنة مضيافة وكريمة جدا وهو يأتي لمنطقة الريف خلال الفترة الصيفية كل سنة بهدف بيع ما يصنعه للجالية المغربية المقيمة بالخارج مثلما اعتاد على التنقل بين جميع الجهات والمدن المغربية لنفس الغرض إذ أنه ومنذ مزاولته لهذه الحرفة قام بزيارة جميع المناطق المغربية تقريبا، غير أنه هذه السنة تفاجأ برفض تمكينه من كراء بيت بمدينة زايو ليجد نفسه حبيسا بالشارع دون مأوى إلى أن امتدت له يد جمعية النور لحماية المشردين بالعون عن طريق إيواءه ومساعدته في بيع منتوجاته التقليدية.

وقد أظهرت هذه المبادرة حجم الحس التضامني الذي تتميز به مدينة زايو التي يعرف أهلها بالجود والكرم والضيافة، كما أن المنتوجات التي عرضت تم اقتناء عدد لا بأس به من طرف المواطنين الذين عبروا عن دعمهم ومساندتهم لمثل هكذا مبادرات.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


لا توجد مقلات اخرى

لا توجد مقلات اخرى

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

موافق