الناظور…المجلس العلمي يحتفي بالمرأة في يومها الأممي بمحاضرة قيمة للعلامة مصطفى بنحمزة

18 مارس 2019آخر تحديث :
الناظور…المجلس العلمي يحتفي بالمرأة في يومها الأممي بمحاضرة قيمة للعلامة مصطفى بنحمزة

أريفينو /

شهد المجلس العلمي لإقليم الناظور صباح يوم الأحد 10 رجب 1440 ه الموافق لـ: 17 مارس 2019 م.محاضرة علمية موضوعها “المرأة في يومها الأممي؛ الواقع ورهانات  المستقبل”، ضمن الأنشطة التي دأب المجلس العلمي لإقليم الناظور بشراكة مع مندوبية وزارة الأوقاف على اعتمادها بمناسبة اليوم العالمي للمرأة كما أشار لذلك رئيس المجلس العلمي “ميمون بريسول”.

افتتحت المحاضرة بقراءة قرآنية عطرة، تبعها مباشرة النشيد الوطني؛ ثم بعد ذلك مباشرة قدّم رئيس المجلس العلمي لإقليم الناظور كلمة تقديمية قام فيها بشكر الأستاذ الكبير الدكتور مصطفى بنحمزة على حضوره وتحمله لمتاعب السفر من أجل تلبية دعوة المحاضرة؛ وبين فيها كذلك السياق الذي جاءت فيه هذه المحاضرة، وأنها من الأنشطة التي دأب المجلس العلمي بتعاون مع مندوبية وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية لإقليم الناظور على إقامتها كل سنة ضمن أسبوع المرأة في هذه المناسبة العالمية المهمة، والتي حملت في نسختها التاسعة شعار: “المرأة في يومها الأممي؛ الواقع ورهانات المستقبل”.

وقام كذلك بشكر الحاضرين على حضورهم للاستماع لهذه المحاضرة المهمة.

بعد ذلك أحال رئيس المجلس العلمي الكلمة للأستاذ الدكتور مصطفى بنحمزة، ليبتدئ محاضرته عن المرأة في يومها الأممي.

وتلخيصا لموضوع المحاضرة فقد ركز فيها على موضوع مكانة المرأة في الإسلام والشبهات التي يثيرها المخالفون ومناقشتها؛ وقد استعرض في هذا الموضوع مجموعة من الأمثلة والقضايا الداعمة لهذه الفكرة؛ ومن أهم ما أثاره من القضايا في محاضرته:

“أن موضوع المرأة موضوع مهم جدا؛ ولشريعة الإسلام نظر دقيق فيه وهو جزء من ديننا ولا نصطنعه اصطناعا لمناسبة من المناسبات أو مجاراة أناس يتحدثون؛ وفرق أن يتحدث الإنسان عن المرأة بصفتها كائنا مكرما وجزءا من المجتمع  وتستحق كل تكريم؛وبين من يتخذ الحديث عنها قضية من القضايا التي يخلص من خلالها لإبراز هنات في الشريعة الإسلامية وعورات في التشريع الإسلامي؛ وهذا شيء ليس سليما ولا صحيحا.

ونحن من حقنا أن نقول رأينا وعلى العالم أن يتسع صدره ليسمع رأينا، فالعالم اليوم مفتوح على الآراء والأفكار؛ والحوار يجب أن يبقى مركزا على الأفكار لا على الأشخاص.

والمرأة في شريعتنا وفيما جاء في قرآننا وسنة نبينا مكرمة ومحترمة، وليس هناك داع يدعو إلى استثنائها، والفقه وأصول الفقه يقول بأن النساء شقائق الرجال إلا ما استثني، وما استثني إنما استثني لخصوصية اقتضت ذلك كالأحكام التي اختصت بها النساء مما لا علاقة للرجال به.

والقرآن عندما يتحدث عن المرأة يتحدث حديثا عجيبا إذ يقول تعالى: {يَاأَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ} [النساء: 1]، ولما خلق سبحانه المرأة خلقها من تلك النفس{وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا} [النساء: 1]، فالحديث عن المرأة حديث عن الشيء وجزئه؛ فلا يجوز المفاضلة بين الجنسين لأنها مفاضلة غير صحيحة.

وفي القرآن الكريم حينما نقرأ عن النبوات فإن حياة الأنبياء مرتبطة بالمرأة؛ ولذلك فإن المرأة هي من كلفت بتنشئة الأنبياء، فحين نقرأ في القرآن الكريم عن موسى عليه السلام فإننا نتحدث عن أمه؛ وحيث نتحدث عن عيسى نتحدث عن أمه، وحين نتحدث عن النبي صلى الله عليه وسلم فإننا نتحدث عن والدته إذ قد توفي والده وهو في بطن أمه فتولت أمه تربيته.

والأستاذة عائشة عبد الرحمن لها كتاب جميل جدا عنوانه “أم النبي صلى الله عليه وسلم”، من المهم قراءته في هذا الباب.

وأمنا عائشة رضي الله عنها كانت من فقهاء الصحابة واستدركت على كبار الصحابة وناقشتهم وردت عليهم.

ومقولة أن الفقه ذكوري مقولة خطيرة غير صحيحة، فقد كانت النساء فقيهات ويحفظن مسائل الفقه ويعلمن الأجيال الفقه وتعاليم الإسلام، وعلى هذا ينبغي أن يكن.

ومما يستشهد به لإبطال هذه المقولة أنه كانت تحدث مناقشة بين رجل وامرأة، ومحاورة المرأة وعمر بن خطاب رضي الله عنه في قضية المرأة المبتوتة مشهورة.

فعمر رضي الله عنها كان يقول: أن لها النفقة والسكنى؛ في حين نفت المرأة لها ذلك؛ حتى قال عمر “لا ندع قول ربنا وسنة نبينا لقول امرأة حفظت أم نسيت”.

ففي هذه المحاورة كل من الطرفين يثبت حقا لغير جنسه، فالمرأة لم تكن تتحدث عن بنات جنسها لأنها كانت تحكي عن الشريعة وكذلك عمر بن الخطاب، فكان هذا جدالا يثبت ألا أحد يتعصب لجنسه؛ وإنما هو الاحتكام للشرع؛ فدلت هذه القصة على أن الفقه ليس بذكوري ولا أنثوي.

والمرأة لها حضور قوي في الشريعة وليس للرجل أن يتجاوز حدود الشريعة في التعامل مع المرأة؛ فالمرأة قد تكون أما وقد تكون زوجة وقد تكون بنتا.

فإن كانت المرأة أما فلا قانون ولا دين يستطيع أن يعطيها مثلما أعطتها الشريعة، فقد جعل الجنة تحت أقدامهن، ولا يجوز مخاطبتها بأي خطاب تضجر أو تسخط {فَلَاتَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَاتَنْهَرْهُمَا} [الإسراء: 23].

والناس عندما تتحدث له عن أمه يرتفع بها وقد يبكي لذكرها، وهذا ليس لامرأة غير المرأة المسلمة، وفي بعض الدول وخاصة الأوروربية فإن أسوأ مراحل حياة الإنسان هي مرحلة الشيخوخة إذ يحس الإنسان فيها أنه كان مستغلا لا مكانة له ولا قيمة له، وحتى دور العجزة هذه ليست مجانا وإنما هي مقابل معاش الإنسان حتى يموت.

ومن مظاهر تكريم المرأة وخاصة في الحج عند السعي بين الصفا والمروة، فكثيرا ما نرى أناسا يحملون أمهاتهم على ظهورهم، وليس هناك امرأة تحمل على الظهر غير المرأة المسلمة.

وللمرأة حضور في الحياة باعتبارها زوجة وشريكة للزوج في حياته، ولذلك فإن تلك العلاقة يحيط بها ميثاق يسمى ميثاقا غليطا؛ وهذه العلاقة تغلفها قيمة السكينة، وفي حالة إخلال أحد الطرفين بهذه السكينة ينبغي أن يبصَّرَ بهذا الإخلال حتى تستقيم الحياة الزوجية.

والنبي صلى الله عليه وسلم كان حريصا على مرضات زوجاته {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ تَبْتَغِي مَرْضَاتَ أَزْوَاجِكَ} [التحريم: 1]، فمن الجميل أن يكون الزوجان في مرضات بعضهما البعض.

ومحاربة التخلف تكون بمحاربة الأمية وليس بشيء آخر، ولذلك لا ينبغي أن نقبل أن يكون في بلد المسلمين نسبة أمية تتجازو 30 في المائة.

ونحن ضد العنف بكل أشكاله وأنواعه والرسول صلى الله عليه وسلم قد حرر دابة فقط لأن صاحبها لعنها، وهذا فيه إشارة إلى منع كافة أشكال العنف ولو مع الحيوان، والعنف في المجتمع له أشكال وألوان، فما يحدث في الملاعب أمر خطير وهو عنف؛ فلم التركيز على العنف ضد المرأة فقط، بل يجب دراسة الظاهرة بعمومها دون إغفال جانب على حساب جانب.

والبنت في علاقتها مع أبيها يجب أن يحيطها بالرعاية والإكرام.

ولست أدري أين أهان الإسلام المرأة؟ ففي العبادات راعى الإسلام خصوصية المرأة، فقد أسقط عنها صلاة الجماعة إذ قد يكون المسجد بعيدا؛ وكذلك في الحج فإن الإسلام راعى في هذه العبادة خصوصيتها الخاصة فهي غير مطالبة بالرمل والهرولة ولها تخفيفات كثيرة؛ وحتى الجهاد قد أسقطه الإسلام عنها إلا في حالة مفاجأة العدو لبلاد الإسلام، فإنه يجب على الجميع دفعه دون استثناء.

وفي المعاهدات فإن الإسلام راعى كرامة المرأة، ففي الحديبية مثلا لما وقع الاتفاق بين المسلمين وكفار مكة، كان من نصوصه أن من أسلم وأتى من مكة مسلما فإنه يتم إرجاعه لكفار قريش؛ – وقد وقع هذا لصحابي مسمى بأبي بصير -، إلا المرأة فقد نزل القرآن باستثنائها قال تعالى:

{يَاأَيُّهَاالَّذِينَ آمَنُوا إِذَاجَاءَكُمُ الْمُؤْمِنَاتُ مُهَاجِرَاتٍ فَامْتَحِنُوهُنَّ اللَّهُ أَعْلَمُ بِإِيمَانِهِنَّ فَإِنْ عَلِمْتُمُوهُنَّ مُؤْمِنَاتٍ فَلَاتَرْجِعُوهُنَّ إِلَى الكفارِ} [الممتحنة: 10].

وفي الفقه مسائل تدل على حماية المرأة وإكرامها بما في ذلك أنه لو أسر العدو جماعة كبيرة من المسلمين وفيهم نساء، وكان للمسلمين مال لا يكفي لتحرير جميع الأسرى، فإن من أوائل من ينبغي تحريره هم النساء.

والمرأة في المجتمع تعاني من عدد من المشاكل الاجتماعية ومآسي بسبب ظروف الحياة القاسية فهناك نساء في الأسواق ونساء ينظفن في البيوت، وهناك نساء يعانين من الخوف ولا يستطعن الخروج في الصباح لعملهن بسبب الرجال المخدرين والمهلوسين الذي يقطعون طريقها، وهناك مشاكل أخرى.

وكلمة أختم بها؛

كثيرا ما تثار زوابع وخاصة في موضوع المساواة، وهؤلاء الناس كاذبون ولا يعرفون ما يقولون ولا يمكن بحال تنزيل هذه المساواة على أرض الواقع، فإذا أردنا تطبيق المساواة فإن الرجل من حقه كذلك أن يطالب المرأة بالمساواة في النفقة والعدة والرضاع والسكنى والحضانة وجميع ما كان مطالبا به.

وهذه أشياء غير قابلة للتطبيق.

لذلك فنحن بعد كل لقاء نزداد يقينا بأهمية دراسة الشريعة والتعلم والتفقه فيها؛ ولا بد كذلك أيضا من استيعاب الأفكار والتوجهات والآراء من أجل الحوار البناء الهادف، الذي يناقش ويركز على الأفكار لا على الأشخاص”. (نهاية الكلمة).

بعدها قدم رئيس المجلس العلمي لإقليم الناظور تعابير الشكر والامتنان للأستاذ العلامة مصطفى بنحمزة، واستغل وجوده الذي اعتبره وجود خير وبركة ليعلن أن مجموعة من المحسنات قمن بمبادرة تكريم محفظتهن برحلة (عمرة)، ونظرا لأن المحفظة سبق لها أن استفادت من رحلة العمرة فقد وهبت – بتنسيق مع المحسنات – عمرتها لوالدتها.

وقد أشاد العلامة مصطفى بنحمزة بهذه المبادرة واعتبرها سلوكا حضاريا راقيا، وأنه من تقاليد المغاربة العريقة الذين اعتادوا على إكرام شيوخهم ومعلميهم، وأن تكريم هذه المحفظة هو تكريم لمشروع القرآن.

بعد ذلك قدمرئيس المجلس العلمي لإقليم جرادة قصيدتين؛ أولاهما احتفاء بالأستاذ العلامة مصطفى بنحمزة، والثانية أهداها للمرأة بمناسبة اليوم االعالمي للمرأة.

ثم كان من آخر الأنشطة التي اختتمت بها المحاضرة  هي باقة ورد أهدتها الأستاذة “فاطمة بندريسات” عضو المجلس العلمي للأستاذ العلامة مصطفى بن حمزة.

ثم ختم رئيس المجلس العلمي لإقليم الناظور الأستاذ “ميمون بريسول” المحاضرة بدعوات صالحات.

 

الْكُ

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


لا توجد مقلات اخرى

لا توجد مقلات اخرى

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

موافق