يتميـّز نعناع اقليم الناظورو، الذي تتم زراعته في سهول صبرة و بوعرك، بالعديد من الصفات التي تُميزه عن باقي أنواع النباتات، بنكهة قوية وخضرة داكنة وخصائص عطرية، ومنشطة ومنعشة، جعلت منه علامة متفردة تحظى بعشق كبير من المهووسين بالشاي، إلأّ أن هذه النّبتة عرفت ارتفاعاً ملحوظا في الأسعار منذ حلول فصل الصيف.
ولمعرفة أسباب هذا الغلاء غير المسبوق قمنا بجولة لمعرفة سبب هذا الارتفاع الصاروخي في الأسعار، حيث أرجع عددٌ من الباعة في تصريحاتهم، السبب إلى عدة عوامل، أبرزها الجفاف الذي يضرب المنطقة الشرقية، إضافة إلى ندرة مياه السقي بسهل صبرة.
ووفق ما استقيناه من بعض بائعي “النّعناع” يتراوح سعره ما بين 8 و 10 دراهم حسب النوعية “المانتي” ولحرش”، بعدما كان ثمنهُ لا يتجاوز درهمان، مُؤكّدين في السياق ذاته أنهم يتوقّعونَ انخفاض سعره خلال الأشهر المقبلة، بعد انخفاض درجات الحرارة التي تؤثر بشكل كبير على الانتاج.
ويشار إلى أن استهلاك النعناع بالمغرب يتم على نطاق واسع، وغالبا ما يكون مُصاحبا للشاي، واستخدامه شبه يومي ومتجذر في التقاليد المغربية، فضلا عن كونه رمزاً للضيافة وحسن الاستقبال في الثقافة المغربية.
وفي سياق الموضوع، ينتـج المغرب ما بيـن 65 و 70 ألف طن من النعناع سنويا، حيث يظل “الملقم” و”العبـدي” و”البروج” من أكثر الأنواع الاستهلاكية. ويـُصدر نحـو 6 آلاف طن من النعناع بشكل سنـوي إلى الاتحاد الأوروبـي، وفق تقرير لصحيفة “La Vie Eco” الأسبوعية.
