بين السحر والواقع.. أستاذة جامعية بالناظور تكشف أسرار “إزران” في الريف وطقوس زيارة الأضرحة والوشم في كتاب يصدر من مدريد!
أريفينو.نت/خاص
تعززت المكتبة الريفية بإصدار نوعي جديد، يتمثل في كتاب “العادات والتقاليد الشعبية بالريف”، الذي ألفته الدكتورة والأستاذة الجامعية كريمة بوعلال، وصدر باللغة الإسبانية عن دار النشر “ديوان” بمدريد. ويُعد هذا العمل إضافة قيمة تسلط الضوء على عمق الموروث الثقافي والاجتماعي لقبيلتي “آيث ورياغل” و”إبقوين”.
ويأتي هذا الكتاب، الذي يقع في ثلاثة فصول رئيسية، كحصن جامع لذاكرة المنطقة، موثقاً لأهم الطقوس والممارسات التي شكلت هوية المجتمع الريفي عبر العصور.
كنز إسباني يوثق ذاكرة الريف.. ما الذي يكشفه الإصدار الجديد؟
في فصوله، يأخذ الكتاب القارئ في رحلة استكشافية لطقوس الحياة اليومية، بدءاً بالصناعات التقليدية التي كانت تشكل العمود الفقري للاقتصاد المحلي، مثل “الفرن التقليدي” و”مطحنة الحبوب اليدوية” وصناعة الفخار والألبسة.
كما يغوص الكتاب في تفاصيل الحفلات الدينية والثقافية، كاحتفالات “عاشوراء” وطقس “رعانصاث”، ويشرح مظاهر الاحتفال بالمواليد الجدد وطقوس “الختانة”. ويتوقف بشكل خاص عند الممارسات النسائية كاستعمالات “الحناء” ورمزية “الوشم” الأمازيغي على وجوه النساء، بالإضافة إلى ثقافة “إزران” أو الشعر الشفهي الذي كانت تتغنى به النساء في مناسبات “ثويزا” والأعراس.
من “إزران” إلى زيارة الأضرحة.. رحلة في قلب طقوس القبائل
ولم تغفل الدكتورة بوعلال عن تناول عادات اجتماعية راسخة، كزيارة الأضرحة والقبور من قبل النساء طلباً للبركة أو الزواج أو الإنجاب، موضحة الأيام المخصصة لهذه الزيارات الجماعية.
كما خصصت فصلاً كاملاً للأدب الشفهي الريفي، معتبرة إياه نافذة أساسية لفهم الثقافة الأصيلة، وناقوس خطر لإنقاذ هذا الموروث المهدد بالانقراض. ويقدم الكتاب أيضاً دراسة مقارنة مثيرة بين الأمثال الشعبية في الثقافتين الريفية والإسبانية، كاشفاً أوجه التشابه والتأثير المتبادل بينهما خلال فترة التعايش التاريخي.
وتعتبر المؤلفة، الدكتورة كريمة بوعلال، وهي أستاذة باحثة في قسم الدراسات الإسبانية بالكلية متعددة التخصصات بالناظور، من الأصوات الأكاديمية البارزة في مجالها، حيث صدرت لها العديد من المؤلفات والأبحاث التي تركز على الدراسات اللسانية والثقافية المقارنة.
