تحذير خطير من “القاتل الصامت” الذي يختبئ في غرف نوم المغاربة ويسبب السكتات الدماغية والقلبية!
أريفينو.نت/خاص
كثيراً ما يتم التعامل مع الشخير باستهانة واعتباره مجرد إزعاج عابر، لكنه قد يكون في الواقع عرضاً لاضطراب صحي خطير يُعرف بـ”متلازمة انقطاع التنفس أثناء النوم”. ورغم أن هذا المرض المزمن قد يؤدي إلى عواقب وخيمة، إلا أنه قابل للتشخيص والعلاج في المغرب، حيث تتوفر إمكانية المتابعة في المركز الاستشفائي الجامعي ابن رشد بالدار البيضاء، لكنها لا تزال غير معروفة لدى شريحة واسعة من الناس.
وراء الشخير.. حين يكون النوم رحلة نحو الخطر!
تؤكد البروفيسور نهاد زغبة، أخصائية أمراض الجهاز التنفسي بالمركز الاستشفائي الجامعي ابن رشد، أن انقطاع التنفس النومي “مرض مزمن وليس حالة طبيعية”. وتوضح أن أعراضه لا تقتصر على الشخير القوي والمنتظم، بل تشمل أيضاً التعب المستمر رغم النوم لساعات كافية، والصداع عند الاستيقاظ، والنعاس المفرط خلال النهار، وأحياناً الشعور بالاختناق أثناء النوم وارتفاع ضغط الدم غير المبرر. هذه الأعراض، التي غالباً ما يتم تجاهلها، يجب أن تكون جرس إنذار.
نقص الأكسجين المتكرر.. كيف يدمر هذا “اللص” صحتك بصمت؟
تحدث هذه المتلازمة عندما يتوقف التنفس بشكل كامل (Apnée) أو ينخفض بشكل كبير (Hypopnée) لمرات عديدة خلال الليل. هذه الانقطاعات اللاواعية تحرم الجسم من الحصول على كمية كافية من الأكسجين، مما يعرض الدماغ والأعضاء لنقص متكرر في الأكسجين، ويسبب استيقاظاً متكرراً وقصيراً، وإرهاقاً مزمناً، ومع مرور الوقت، مضاعفات خطيرة قد تكون قاتلة، مثل السكتات الدماغية، الجلطات القلبية، ارتفاع ضغط الدم، السكري من النوع الثاني، واضطرابات التمثيل الغذائي (الكوليسترول والسمنة). وتذكر البروفيسور زغبة بأن “النعاس أثناء القيادة هو السبب الأول لحوادث السير”.
التشخيص ممكن والعلاج فعال.. من جهاز الضغط الهوائي إلى تغيير نمط الحياة
في وحدة النوم بالمركز الاستشفائي الجامع ابن رشد، يتم تشخيص الحالة عبر تسجيل بيانات التنفس والدماغ والجسم للمريض طوال ليلة كاملة. تقول الأخصائية: “يمكننا قياس عدد مرات توقف التنفس وتحديد درجة نقص الأكسجين”، وهو ما يسمح بتصنيف شدة الاضطراب ووضع علاج مناسب. ورغم عدم وجود علاج دوائي حتى الآن، إلا أن الحلول الميكانيكية أثبتت فعاليتها، وأهمها جهاز الضغط الهوائي الإيجابي المستمر (PPC)، الذي يمنع انسداد المسالك الهوائية عبر قناع. كما يتضمن العلاج تغييرات في نمط الحياة كفقدان الوزن وتقليل استهلاك الكحول، ويتطلب متابعة من فريق طبي متعدد التخصصات. وتختم البروفيسور زغبة بالتأكيد على “الضرورة الملحة للحديث عن هذا المرض” الذي لا يزال غير مشخص بما فيه الكفاية في المغرب.