تحليل أريفينو: في 2019..يا أيها الناظوريون.. اياكم ان تمرضوا ليلا او في نهاية الاسبوع

18 يونيو 2019آخر تحديث :
تحليل أريفينو: في 2019..يا أيها الناظوريون.. اياكم ان تمرضوا ليلا او في نهاية الاسبوع

أريفينو خاص كريم السالمي
يعيش المستشفى الاقليمي الحسني بالناظور منذ شهور على ايقاع محاولات حثيثة للتغيير و التحسن تقودها مديرته الدكتورة نادية البوطي.
هاته المجهودات لقيت دعما مباشرا من مندوب الصحة السابق شافاه الله عبد الرحيم الهواري و المندوبة الحالية نسرين العمري.. اضافة الى دعم متواصل من مؤسسات الدولة المحلية في شخص عامل الاقليم و ما تيسر من الجماعات مع مبادرات رائعة لجمعية الياسمين التي بزت الجميع بفاعليتها.
هاته المجهودات و رغم تظافرها و تقليصها من مدة المواعيد الجراحية و توفير الاسرة و التجهيزات الا انها فشلت لحد الان في وضع حد لظاهرة مشينة تهدد حياة كل مواطن شاءت الاقدار الالاهية ان يصاب او يجرح او يمرض ليلا او في نهاية الاسبوع في اقليمي الناظور و الدريوش.
و لأن عدد الحالات التي تصلنا لا يمكن تعدادها و حصرها فإننا سنصف ما يحدث بالواقع المرير الذي فشلنا كلنا كمجتمع في تغييره رغم مرور كل هذه السنوات.
ان عدم حضور الاطباء الاختصاصيين لمعاينة الحالات العاجلة بالمستشفى الحسني خارج اوقات دوامهم الرسمي الذي ينتهي بعد الظهر غالبا يتسبب في معاناة انسانية كبيرة للمواطنين الذين يجدون انفسهم مضطرين للانتظار الى الصباح او الانتقال للمصحات الخاصة.. فاختصاصيو الحسني و ببساطة لا يحضرون الا اذا تعلق الأمر بخطر موت داهم تفاديا لمسطرة التحقيق في امكانية الاهمال المؤدي للموت او تحت ضغط الاستعطاف او مكالمات الاصدقاء و كأن القانون لا يمنح هذا المريض حق العلاج في الوقت المناسب أو و كأن هذا الطبيب لا يخضع لمسطرة مداومة تحمله مسؤولية قانونية قبل ان تكون انسانية.
ان مستعجلات المستشفى الحسني تتحول كل ليلة و في نهايات الاسبوع بقصد احيانا و بدون قصد احيان كثيرة الى مركز استقبال مؤقت يحولك مباشرة الى المصحات الخاصة اذا كانت حالتك تستوجب حضور اختصاصي.
نعم.. اننا نعلم حجم الاكراهات التي يعاني منها المستشفى خصوصا بعد قبول استقالة عدد كبير من اختصاصييه و تحولهم لفتح عيادات خاصة في ظروف غير مفهومة..
و نعلم ان عددا من الاقسام تعمل بطبيب اخصائي واحد او حتى اثنين لا يكفيان لتتبع الحالات العادية فما بالك بالليالي و نهايات الاسابيع و نعلم ان اطباء القطاع الخاص و هم بالعشرات يرفضون تقديم الدعم للمستشفى الحسني حيث لم يتقدم الا طبيب واحد فقط لاخر اعلان للمستشفى و الاسباب واضحة للجميع..
و لكن هذا كله لا يعفينا كمجتمع من مسؤولية ايجاد حل لهذه الوضعية المخزية..
و المسؤولية الاعظم تقع على عاتق المسؤولين المباشرين المطالبين بايجاد الحلول مهما كانت صعبة و على محيط المستشفى من مجتمع مدني و سلطات ترابية و منتخبين القيام بدورها كاملا امام مسؤوليتها و امام الله و التاريخ.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


لا توجد مقلات اخرى

لا توجد مقلات اخرى

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

موافق