جامعة مغربية تنصف طلبتها الفقراء بهذه الطريقة المثيرة؟

9 مارس 2024آخر تحديث :
جامعة مغربية تنصف طلبتها الفقراء بهذه الطريقة المثيرة؟

عادت “الأجواء المبالغ فيها” التي تطبع الاحتفالات ضمن مناقشات أطروحات الدكتوراه بالمغرب إلى قلب النقاش، بعدما أصدرت كلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية بالمحمدية قرارا جديدا يتعلق بالمناقشات العامة لهذه الأطروحات، حيث منعت استدعاء مموني الحفلات لتنظيم وجبات استراحة شاي أو مأكولات والاقتصار على مسؤول مقصف الكلية.

الكلية عللت القرار بالرغبة في “خدمة وترسيخ البحث العلمي والأكاديمي للمناقشة العمومية، والحفاظ على المساواة بين طلبة سلك الدكتوراه الذين يناقشون أطروحاتهم”.

طرح هذا القرار على مسؤولين جامعيين آخرين، وإمكانية السير على المنوال ذاته؛ لكون “الاحتفالات الفاخرة” لم تعد تخل منها أية مؤسسة جامعية، حسب متتبعين، فاختلفت الآراء بين من اعتبر “الخطوة إيجابية” وبين من يرى أنها “تقليد يمكن تثمينه”.

“خطوة إيجابية”
مصدر مسؤول بجامعة محمد الخامس بالرباط اعتبر “الخطوة نموذجية”، موضحا أنه “قد سبق لكلية الحقوق أكدال أن اتخذتها في وقت سابق، بعدما اتضح أن المناقشات أصبحت تتخذ طابعا مبالغا فيه من الاحتفاء بجلب متعهدي الحفلات؛ الأمر الذي قد يمس شيئا ما بالطابع الأكاديمي المحض لمناقشة الأطروحة”، مؤكدا أن “الطلبة صاروا يدخلون في منافسات لا معنى لها في هذا الجانب، مع أنه لا أحد مبدئيا ضد حقهم في الاحتفال”.

وحول تعميم القرار، أوضح المسؤول ذاته، أن “مجلس كل جامعة له الصلاحية الكاملة لاتخاذ القرار الذي يراه مناسبا وفق المجريات والوقائع التي تطبع المناقشات فيه”، مشيرا إلى “ضرورة تحجيم هذه الممارسات حتى لا تتخذ صيتا كبيرا بين الطلبة الباحثين؛ ففضاء الجامعة يجبُ أن يظل خاضعا للمنطق الأكاديمي الصرف. وأما الاحتفالات فيمكن تنظيمها خارج الفضاء الجامعي بعد المناقشة”.

ولفت المتحدث ذاته إلى أن “بعض الاحتفالات تكون باذخة وتجعل الحضور كأنهم أمام عرس، وأحيانا يكون المظهر خياليا وخارج التوقعات”، مؤكدا أن “هذه الممارسات التي صارت تتكاثر في السنوات الأخيرة، صار يبدو أنها تقدم مظهرا سلبيا عن الجامعة، ويشوه، حين يخرج عن الحد المقبول، الصورة التي تشكلت منذ بداية الجامعات بالمغرب حول عملية المناقشة، لأن فضاء الكليات له خصوصية معيارية واعتبارية”.

“تقليد قديم”
مصدر مسؤول بجامعة مولاي إسماعيل بمكناس قال إن “القرارات التي تتخذها الكليات تدخل ضمن سيادتها، وتصبح ملزمة حين يتم التوافق بشأنها، وعلى من يريد أن يناقش أن يحترم شروطها”، مؤكدا أن “الاحتفالات باستدعاء متعهدي الحفلات، من جهة أخرى، صارت تتخذ طابع العادة؛ بل تكاد تصير تقليدا لدى الجيل الحالي الذي يناقش رسائله وأطروحاته في السنوات الأخيرة، ولا إشكال في السماح به ما دام مقبولا في الحد الأدنى”.

ووضح المسؤول ذاته أن “اللحظة تعد مفصلية في حياة الباحث أو الباحثة، ولا عيب في أن يتقاسم الفرحة مع أصدقائه وأحبابه ويصنع من الأمر ذكرى، وهذا معمول به في العديد من الدول الأوروبية وخصوصا فرنسا التي حضرتُ مناقشات كثيرة بها”، مشيرا إلى “الحفاظ على هذا التقليد، مع الحفاظ أيضا على حرمة الجامعة، ومعرفة كيفية تدبير إجراء المناقشات حتى لا تكون متراكمة وتتم في الوقت نفسه؛ الأمر الذي يمكن أن يخلق ارتباكا بخصوص حضور الكثير من متعهدي الحفلات”.

وألح المتحدث عينه على “إبعاد الأجواء المبالغ فيها والتي قد تحيلُ على احتفالية كبرى”، معتبرا أن “تشجيع المقصف من جهة أخرى هو ضروري للحفاظ على حيوية هذا المرفق واستمراريته في تقديم خدماته للطلبة والأساتذة والأطر الإدارية بشكل عام”؛ وزاد: “لا أحبذ مصادرة حق الطلبة الباحثين في الاحتفال؛ ولكني أيضا لا أميل نهائيا إلى إفراغ المناقشة من أجوائها العلمية. لذلك، أتصور أن القرار سيف ذو حدين، يمكن أن تنظر فيه كل مؤسسة جامعية حسب وضعية الأمر فيها”.

التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

لا توجد مقلات اخرى

لا توجد مقلات اخرى

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

موافق