حوار: بودرا يشخص الوضع العام بالريف ويستشرف مستقبل المنطقة

14 نوفمبر 2018آخر تحديث :
حوار: بودرا يشخص الوضع العام بالريف ويستشرف مستقبل المنطقة

متابعة

عرف الريف خلال السنتين الأخيرتين هزة اجتماعية و سياسية و اقتصادية تغيرت معها معالم المشهد العام الذي تشكل منذ ما يقارب عقدين من الزمن، هذه التحولات تمخضت عن الحراك الاجتماعي الذي عرفه الريف و الذي توج بموجة اعتقالات واسعة في صفوف النشطاء صاحبه ركود سياسي لم يسبق له نظير.

للتدقيق أكثر في الأمر يأتي الحوار مع رئيس المجلس البلدي لمدينة الحسيمة محمد بودرا ورئيس جمعية رؤساء الجماعات المحلية بالمغرب و عضو حزب الاصالة و المعاصرة.

و في ما يلي نص الحوار :

بداية السيد محمد بودرا ما تقييمكم للوضع الراهن لحزبكم “الاصالة و المعاصرة” بالمنطقة ؟

حزب الأصالة و المعاصرة لازال يتصدر المشهد السياسي بالريف و يسير معظم الجماعات الترابية إضافة إلى المجلس الإقليمي للحسيمة و مجلس الجهة، كما أن للحزب أعضاء بمجلس النواب عن الاقليم، و اننا لازلنا كما في السابق مرافعون على المنطقة في موضوع التنمية و البنى التحتية و مختلف التحديات المطروحة عليها، كما اننا عازمون على الحفاظ على مكانة الحزب بالإقليم و الاستمرار في بناء اداة حزبية قوية برئاسة السيد الامين العام عبد الحكيم بنشماش الذي ما فتئ و ان عبر عن رغبته الاكيدة للعمل مع اعضاء الحزب المحليين بالريف لضخ نفس جديد في حزبنا و كلنا امل ان يتحقق من الفضائل ما عجزنا عنه في المرحلة الماضية و نعتبر القادم ليس الا استمرار و تراكم لما حقق في السابق و لا يراودنا أدنى شك في قدرتنا على الاستمرار في خدمة اقليم الحسيمة و تحسين شروط عيش السكان.

ما تقييمكم للوضع العام بالمنطقة وما هي التداعيات التي افرزها حراك الريف ؟

الكل يعرف أن الانجازات الكبرى التي شهدها الريف و الشمال تحققت مباشرة بعد مسلسل الإنصاف و المصالحة الذي دشن مباشرة بعد اعتلاء صاحب الجلالة الملك محمد السادس للعرش، فكانت زيارته الأولى للشمال و الريف حينها فلا يمكن ان يشكك احد في كون رد الاعتبار للشمال و الريف كان بفعل الإرادة المولية الراسخة في النهوض بالريف و الشمال في مختلف المجالات، و لان البناء لا يكون بين برهة و أخرى فنحن نقدر هذه الانجازات ايما تقدير اخذين بعين الاعتبار المدة الزمنية التي تحققت فيها، منها الطريق الساحلي الذي يربط السعيدية بطنجة عبر الحسيمة الذي كان حلمنا و نحن شباب، أضف إلى ذلك الميناءين الضخمين، ميناء طنجة المتوسطي و ميناء الناظور غرب المتوسط الذي يتواجد على حدود اقليم الحسيمة ، علاوة على الجامعات و الكليات و المستشفيات التي انجزت بالشمال و الريف هذا دون أن نغفل مشروع الطريق السريع بين تازة و الحسيمة الذي اشرف على نهايته.

ورغم كل ذلك فلم يكن الأمر بالهين، لاسيما أن أعداء المصالحة و الإنصاف لم يعجبهم هذا التوجه منذ البداية فبدأوا يتكتلون و يتحالفون و يخططون( أنصار العهد القديم مع المحافظين و القوميين و الإسلاميين)، لضرب هذا التوجه الحداثي الديمقراطي توجه العهد الجديد الذي ينبني على الإيمان بالتعدد الثقافي و اللغوي و على الجهوية المتقدمة، بحيث بدأت ألاحظ منذ سنة 2010 أن التحالف الديمقراطي الحداثي بدأ يضعف نتيجة أخطائه الذاتية و التنظيمية و التأطيرية و الفكرية، إضافة إلى ذكاء خصومه الذين استطاعوا اختراق صفه و زرع التفرقة و إذكاء الصراعات و كذلك تفشي الانتهازية.

من دون شك فقد تم استغلال حراك الريف لتوجيه الضربة القاضية للصوت الحداثي الذي رفع مشعل الحداثة رغم تنبيهي حينها بأنه لا يجب علينا أن نخطئ في التمييز بين الأصدقاء و الأعداء و علينا أن لا نسقط في الفخ مرة اخرى ، متجنبين المزيد من الضحايا، فرغم كل هذه النداءات فلم ننال إلا السب و الشتم، ووقعت بعدها الضحايا و تألمت العائلات فجرح من جرح و اعتقل من اعتقل و امتطى قوارب الموت الكثيرين و تدهور الوضع الاقتصادي و الاجتماعي و التجاري بشكل مقلق، فما معنى أن يصرح عبد العزيز أفتاتي القيادي بحزب العدالة و التنمية ، بان الدولة ستستثمر 10 ملايير و لكن أهل الريف يريدون “امحند” ؟؟، و كانه يريد القول بان اهل الريف ليست لهم مطالب اجتماعية و اقتصادية بل غاياتهم غير معلنة، لحسن الحظ ان جلالة الملك قد زار الحسيمة خلال الصيف الماضي و القى خطاب العرش منها وكان تجاوب سكان الحسيمة مع الزيارة رائعا، و المشاريع تم الرفع من ايقاعها خاصة المشاريع الاقتصادية ( معمل الالواح الشمسية معامل النسيج مراكز الخدمات …..)، هذا دون ان ننسى العفو الملكي الذي شمل جزء كبير من المعتقلين، لنقول بالمحصلة ان الامور تسير على النحو الذي يتمناه السكان و ان المستقبل يبشر بالأفضل تحت القيادة الرشيدة لجلالته، مسلحين في ذلك بالصبر و بعد النظر و ان لا نرجح العواطف و الاندفاع على العقل و البصيرة لان اصلاح الامم تتطلب زمنا بمقياس اجتماعي و سياسي.

هناك من نعتقد انهم اصدقاء يريدون تأزيم الأوضاع و هناك من يعتبرون أعداء و هم يريدون انفراج الأوضاع وتصفية الأجواء فلا يجب أن نخطئ مرة أخرى من هم الخصوم و من هم الحلفاء.

كيف تقرؤون مستقبل المنطقة ؟

من وجهة نظري فان خطاب جلالة الملك بمناسبة المسيرة الخضراء ابرز عنوان للمرحلة المقبلة، بحيث اعتبره انطلاقة مهمة لتعزيز انفتاح بلدنا على محيطه الافريقي و المغاربي من خلال حرص جلالة الملك على تطوير العلاقة مع جيراننا و اشقائنا الجزائريين بدءا بفتح الحدود البرية و البحرية بين البلدين و هذا ما سينعكس ايجابا على منطقة الريف و الشمال و ستزدهر التجارة بشكل كبير كما كان في السابق و تخلق فرص شغل كثيرة تساعد على الاستقرار، و في سياق حديثي ارجوا ان يعود الخط البحري الذي كان يربط وهران بالحسيمة و يسترجع بذلك ميناء الحسيمة مكانته التاريخية، بحيث عرف تاريخيا بميناء فاس خلال عهد مدينتي المزمة و بادس، و لا يراودني ادنى شك على نجاح هذا الخط سيما ان الجزائريين و المغاربة تجمعهم اواصر متعددة نكاد لا يميز بينهم، لكثرة ما يجمعهما، الدين و الثقافة و اللغة و التقاليد و التاريخ و الجغرافيا و نفس المصير. و من موقعنا كفاعلين سياسيين نتمنى صادقين تجاوب ايجابي من المؤسسات الرسمية الجزائرية مع هذا النداء الملكي السامي و مع هذه الفرصة التاريخية لرسم معالم جديدة من العلاقات بين البلدين عنوانها التنمية والتعاون لما فيه مصلحة الشعبين والبلدين.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


لا توجد مقلات اخرى

لا توجد مقلات اخرى

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

موافق