خطيبة المعتقل الريفي البوستاتي المحكوم بـ20 سنة: سأنتظرك العمر كله

17 يوليو 2018آخر تحديث :
خطيبة المعتقل الريفي البوستاتي المحكوم بـ20 سنة: سأنتظرك العمر كله

متابعة
بكلمات مليئة بالحب، والعطف والأمل، بدأت خطيبة بشرى تسرد قصة حب « الطفولة » التي جمعتها مع وسيم، الناشط السجين على خلفية أحداث جراك الريف الذي أدين من طرف محكمة الجنايات بالدار البيضاء بـ20 سنة سجنا نافذة.

استجمعت بشرى أنفاسها وتحدثت بألم ممزوج بغصة اللحظة ومرارة الذكريات القديمة والكثير من الانتظارات المؤلمة، « حبنا دام لسنوات عدة »، فقصتنا بدأت منذ الطفولة وجدت دائما وسيم إلى جانبي لعبنا بشغب الطفولة معا، ليبدأ الحب الحقيقي مع بلوغي سن 18 سنة واستمرت إلى اليوم، و بعد اعتقاله زاد منسوب ارتباطنا أكثر مثانة ».

بشرى التي تحملت عناء السفر من الحسيمة، لكي تصدح في مسيرة الرباط، الذي حضرتها مجموعة من الفعاليات السياسية والحقوقية، لكي توصل بشرى مطلبها العاجل والمتمثل في الإفراج عن حبها الأبدي وتعلن بذلك بداية أفراح جديدة ».

ظهرت بشرى إلى جانب عائلات المعتقلين في مسيرة حاشدة حضرها طوفان بشري انطلقت من ساحة باب الأحد في اتجاه مقر البرلمان وهي تصدح وسط الجميع « الشعب يريد سراح المعتقل » » ولسان حالها يقول « الحب يريد سراح وسيم ».

بشرى »عاشقة وسيم » تحكي بمرارة وصدمة كيف توصلت بخبر الحكم على خطيبها قائلة « توصلت برسالة تخبرني أن وسيم حُكم عليه بعشرين سنة سجنا، صُدمت، ومع ذلك لم أصدق، اعتقدت أنها مجرد كذبة، إلى أن توصلت بالخبر اليقين من أحد الأصدقاء، فكانت الصدمة قوية وشعرت حينها بقلبي يذوب في صدري. ».

سأنتظره لمدة 20 سنة نعم 20 سنة هكذا تؤكد بشرى « بالدرجة » التي تختلط مع الريفية، على أنها لن تكون لغير وسيم، الذي أصرت على أن تنتظره ليوم معانقته الحرية، وهو في غياهب سجن « عكاشة »، مضيفة أنها « تواصلت معه سألني إن كنت مستاءة بسبب الحكم، أجبت وقلت له إننا كنا نتوقع حكما مماثلا، سألني عما أنوي فعله، فأجبته: « أنا معك إلى النهاية »، عاد ليسألني: « هل فكرت جيدا؟ الأمر يتعلق بعشرين سنة وليس بعشرين ساعة أو عشرين يوما! »، أجبته: « نعم فكرت وقررت وأنا معك في السراء والضراء وسأنتظرك أبد الدهر ».

استرسلت بشرى حديثها على هامش مسيرة الرباط ولم تأبه للمارة ولا لصيحات المتظاهرين بل كان تركيزها كله بعث رسالة إلى الجميع بأن الحب لا يقتله الزمان، بل تحبسه أنفاس عميقة وسط قلب ينبض بالاحاسيس، ولم تتمالك الشابة أحاسيسها وأذرفت الدموع وهي تؤكد على أن وسيم « رجل هو أسد من أسود الريف بمعنى الكلمة، ضحى من أجل الريف، وبريء مما نسب إليه من تهم متسائلة كيف تحكمون بـ 20 سنة بصوت طالب بمستشفى ومصنع يضمن له عمل مستقر وعيش كريم، وتلفقون له تهم بزعزعة استقرار البلاد ؟؟. »

توقفت بشرى عن الكلام هُنيهة استجمعت قواها، واستمرت تسترسل في قصة حب جمعتها بوسيم، معلنة بذلك أنها لن تستسلم أمام سنوات الانتظار طوال، وأنا هذا سأنتظره ألف عام وسأفديه العمر كله لأني وجدت فيه ما لم أجده في باقي البشر. »

وذكرت الشابة تفاصل زيارتها لخطيبها بسجن عكاشة قائلة « نعم زرته مرتان. وجدته بمعنويات عالية، وحوارنا في غالبيته يكون بالنظرات والأحاسيس أكثر من الكلام وعناق وحب ودموع وأمل، مضيفة « وسيم مؤمن بالقضية وبالمطالب، ومؤمن ببراءته وبراءة رفاقه ».

وفي رسالة مؤثرة لوسيم، اختارت بشرى توجيه رسالة حب باللهجة الريفية، حيث أكدت أنها سوف ترسل رسالة لحبيبها بلغتهم الأم قائلة » أطخسشم » والتي تعني بالعربية « أحبك » لتردف بالدرجة « أنا ما تفرقني عليك غير الموت، وما تفرقني عليك غي القدرة الإلهية وأفتخر بك افتخارا شديدا ونتا تاج فوق راسي يا أسد الريف » هكذا تحدثت لنا بشرى والدموع تغلبها.

وطالبت بشرى من بعد أن حكت عن قصة « الحب الطفولية » التي جمعتها وخطيبها وسيم، بعدما أكدت على أن هذه القصة تستحق أن تشجع وتخطت مرحلة الحب لتصل حسب تعبيرها إلى التضحية والكفاح، طالبت بإطلاق حبيب قلبها وسيم وباقي المعتقلين على خلفية حراك الريف لأنهم ببساطة أبرياء من التهم المنسوبة إليهم براءة الذئب من دم يوسف. »

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


لا توجد مقلات اخرى

لا توجد مقلات اخرى

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

موافق