ذ عمر ناجي يكتب: على هامش تدشين المركب التجاري “Murias” بمليلية. هم يخططون ونحن تائهون

5 ديسمبر 2017آخر تحديث :
ذ عمر ناجي يكتب: على هامش تدشين المركب التجاري “Murias” بمليلية. هم يخططون ونحن تائهون

ذ عمر ناجي مهندس بعمالة الناظور و رئيس فرع AMDH بالمدينة

يوم الأربعاء الفارط 29 نونبر أقدمت السلطات الاسبانية بمدينة مليلية على تدشين مركب تجاري كبير ومندمج أقدمت على إنجازه مجموعة “مورياس” الباسكية بقيمة استثمارية مهمة بلغت 5 ملايين أورو على مساحة 7 هكتارات نصفها مخصص لأنشطة تجارية. يحتوي هذا المركب الأول من نوعه في مدينة مليلية على 65 محلا تجاريا مخصصا لاستقبال اكبر الماركات العالمية في عالم المودا واللباس والرياضة والالكترونيك  والمواد الغذاءية. ومن بين أهم المجموعات الاقتصادية الكبيرة التي قررت التواجد بهذا المركب وبمدينة مليلية نجد مجموعات المودا والالبسة والرياضة ك Inditex و  Lefties و Cortefiel و شركاتها المعروفة ك Bertha ، Pull &Bear، Stradivarius، H&M، C&A، Springfield و Women Secret، Guess و Levi’s و Décathlon Ocio  ، إضافة إلى مجموعة Eroski المتخصصة في بيع المواد الغذائية والاستهلاكية.
يقع المشروع مباشرة عند المدخل الحدودي مليلية بني أنصار.  ولهذا التموقع هدف أساسي وهو استهداف الطلب المغربي الذي ينتقل عبر هذه البوابة. إذ لا يعقل أن يستهدف هذا المشروع الكبير ساكنة مليلية القليلة والتي تبلغ حوالي 86000 ساكن. هدف المشروع الأساسي هو السوق المغربية كطلب والهدف الأكبر هو مواصلة ربط اقتصاد مناطق واسعة من المغرب الشمالي والشرقي والوسط باقتصاد هذه المدينة وتوسيع دائرة  تاثيرها الاقتصادي الى ساكنة الجهة الشرقية و مدن وسط المغرب والشمال.
وهو ما صرح به حكام مليلية وصاحب المشروع عندما أكدوا انهم يستهدفون أساسا الزبون المغربي بالناظور ووجدة والحسيمة. ولا استبعد استقطاب المشروع لزبائن من مناطق أبعد من ذلك كالرباط والدار البيضاء وطنجة نظرا لفارق  الاثمنة الذي سيكون في نفس الماركات كون مليلية منطقة حرة تجارية.
هو اذن تموقع استيباقي مدروس يستهدف إنقاذ مدينة مليلية والتخطيط لمستقبلها الاقتصادي وتقوية مجال جاذبيتها وفي نفس الوقت الاستفادة من المشاريع الكبرى المبرمجة بالجانب المغربي ومنع أي تموقع مستقبلي لهذه الشركات بالجهة الشرقية.
اهمية المشروع تؤشر كذلك على أهمية الدور الذي تلعبه شركة تنمية مليلية SODEMEL التي تخطط لمستقبل المدينة وقدرة مليلية على جذب استثمارات خاصة مهمة، ليس اعتمادا على جاذبية داخلية خاصة بها، بل على دراسات اقتصادية تشرك السوق المغربي. بينما ظلت الناظور مثلا عاجزة عن استقطاب استثمارات خاصة مهمة حتى في المشاريع السياحية ببحيرة مارشيكا.
هنا تكمن أهمية المعابر الحدودية وخاصة معبر بني أنصار، باعتباره مفتاح نجاح هذا المشروع، ومن هنا يمكن ان نفهم مجموع الاجراءات التي قامت بها سلطات مليلية مؤخرا بهذا المعبر من اغلاق متكرر وإصرارها المتواصل  على ابعاد ممتهني التهريب عنه . إذ أنه ليس من المستبعد أن تكون الشركة المستثمرة قد اشترطت على سلطات مليلية ابعاد ممتهني التهريب عن معبر بني أنصار لتيسير عملية دخول زبائنها المفترضين.
فهل ستساير السلطات المغربية هذا التوجه الاستباقي- الشبه انتهازي الذي يريد ان تفتح السوق المغربية على مصراعيها له دون أية استفادة اقتصادية واضعا بذلك  عراقيل اضافية في عجلة بروز  الناظور كقطب اقتصادي. ام انها ستبادر الى رسم خطة بديلة تعزز جاذبية الناظور وتنهي حالة الاضعاف التي مورست على هذا الاقليم منذ 8 سنوات.
للمقارنة فقط. حضرت في الأسبوع الفارط للقاء تشاوري نظمته بلدية الناظور من أجل إنجاز برنامج عمل لعاصمة الإقليم.  وكم كانت دهشتي عندما دخلت القاعة  ولاحظت غياب أغلبية المتدخلين الرئيسيين في مجال التخطيط والتنمية من إدارات وقطاع خاص وابناك ووكالات تنموية… وعندما بدأ النقاش مع الحاضرين من جمعيات غاب البعد الاستشرافي والفهم العميق لازمة الناظور وضرورة التخطيط القبلي وتحديد الوظائف الرئيسية والثانوية لهذا المجال. كل ما كان حاضرا مطالب آنية تكاد تكون شخصية تعمق أزمة المدينة وترهن مستقبلها بمليلية من قبيل بناء المزيد من المحلات التجارية…
يبدو وكأننا نسير بمشاريع مهمة كلفت الملايير بالناظور والجهة الشرقية بدون رؤية واضحة تستحضر ما يخطط له جيراننا الشماليون.فعلا هم يخططون ونحن تائهون.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


لا توجد مقلات اخرى

لا توجد مقلات اخرى

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

موافق