روبورتاج: أثمان أضاحي العيد تخيب آمال الناظوريين

27 يونيو 2023آخر تحديث :
روبورتاج: أثمان أضاحي العيد تخيب آمال الناظوريين

عبد الكريم هرواش

قبيل يومين من حلول عيد الأضحى المبارك، شهدت أسعار الأضاحي بإقليم الناظور ارتفاعا صاروخيا خيّب آمال المواطنين الذين أجلوا شراء الأضحية أملا في انخفاض سعرها.

وعكس المتوقع، تجاوز سعر الأغنام المتوفرة على شروط الأضحية في حدها الأدنى 3300 درهم، وتراوح سعر الأضحية المتوسطة ما بين 4000 درهم و6000 درهم، فيما بلغ بعض الأضاحي سقف مليون سنتيم في سابقة من نوعها؛ ما أثار استنكارا واسعا على خلفية ما تشهده بعض أسواق المواشي وحظائر الأغنام بإقليم الناظور من تلاعب بالأسعار.

وطالب مواطنون ممن صادفتهم الجريدة بأسواق الناظور الجهات المسؤولة بضرورة التدخل العاجل، خلال اليومين المتبقيين، لمراقبة هذا الارتفاع غير المبرر لأضاحي العيد، محملين المسؤولية لتجار المواشي (الشناقة) الذين استغلوا هذه المناسبة واحتكروا أسعار الأضاحي.

رضوان الحموتي، وهو موظف قاطن بحي المطار بالناظور، قال إن “ما شهده إقليم الناظور هذا العام من ارتفاع أسعار الأضاحي سيبقى وصمة عار على جبين المحتكرين وتجار المناسبات (الشناقة) وكذلك المسؤولين الذين ظلوا طيلة هذه المدة عاجزين عن التدخل لوضع حد لهذه الكارثة”.

وأكد المتحدث ذاته أن الأقاليم المجاورة، مثل جرسيف وتاوريرت وبركان، شهدت أسواقها أسعارا عادية رغم ارتفاعها؛ لكنها ظلت عند حدود ما هو معقول مقارنة مع ما يجري في إقليم الناظور، ما يجعل الكثير من سكان الناظور يتوجهون نحو هذه الأسواق متكبدين مشاق الطريق لاقتناء أضحية العيد بثمن مناسب،

ولفت إلى أن الكثير من المتطفلين على مهنة تجارة الأغنام أقحموا أنفسهم هذه السنة في هذا المجال طمعا في نيل الغنى على حساب الفقراء والبسطاء.

من جانبه، اعتبر عادل العبوسي، تاجر في سوق المركب التجاري بالناظور، “ما يجري حاليا من طرف الفلاحين و”الشناقة” من احتكار واستغلال للظرفية وتلاعب في الأسعار كارثة غير مسبوقة في الناظور”، محملا المسؤولية للجميع، وضمنهم المواطنون الذين رضوا بالوضع بما ساهموا به من إقبال كبير على اقتناء الأضاحي على حد تعبيره.

وأوضح المتحدث “أن الكثير من المواطنين أجلوا شراء أضحية العيد إلى حين انخفاض سعرها، خاصة مع جلب الحكومة رؤوس أغنام من دول أوروبية؛ غير أن المواطنين وجدوا أنفسهم، عكس المتوقع، أمام ارتفاع صاروخي أمس الأحد في سوق بني وكيل أولاد امحند، وسوق أزغنغان هذا اليوم الاثنين”.

وفي تصريح لفلاح بائع أغنام (رفض الكشف عن اسمه) بسوق أزغنغان، قال إن “ارتفاع أسعار الأضاحي راجع بالأساس إلى غلاء العلف وكذلك بسبب وضعية الجفاف التي مرت بها البلاد وأثرت بشكل سلبي، خاصة على الفلاحين ومربي الماشية”، معترفا بالارتفاع الباهظ في أسعار الأضاحي لدى بعض الجهات، التي قال إنها “تراهن على هامش ربح كبير”.

وانتقد المتحدث ما اعتبره “تطفل بعض “الشناقة” على مجال تجارة المواشي، هؤلاء الذين لا يبذلون أي مجهود ولا يتكبدون أية خسائر؛ لأنهم يستغلون الفلاحين بشراء الأغنام بأثمنة الجملة التي تكون منخفضة في مقابل بيعها بأسعار مرتفعة جدا، بحيث يصل هامش الربح في بيع الأضحية الواحدة إلى أزيد من 1500 درهم أحيانا”.

التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

لا توجد مقلات اخرى

لا توجد مقلات اخرى

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

موافق