سجن “راقي بركان” يُبهج حقوقيين ويساهم في فضح “مستغلي الدين”

3 نوفمبر 2019آخر تحديث :
سجن “راقي بركان” يُبهج حقوقيين ويساهم في فضح “مستغلي الدين”

أمال كنين

أثارت قضية راقي بركان التي تفجرت قبل شهور الكثير من الجدل، وبعد الحكم على المتهم بعشر سنوات سجنا، خرج حقوقيون ومواطنون لتأييد العقوبة واعتبارها خطوة مشجعة على فضح مثل أفعال الراقي المذكور، وتوجيها للمواطنين من أجل عدم السكوت إزاء أفعال الرقاة والشيوخ الذين يتخذون من الدين غطاء لهم.

ليلى أميلي، رئيسة جمعية أيادي حرة، قالت : “وصلنا إلى محطة أن الرقاة بدؤوا يحاكمون ويعرضون أمام القضاء في وقت كان فيه الفقيه أو الشيخ يعتبر شخصا مقدسا، وبالتالي سيكون للحكم دور في فضح مثل هؤلاء الأشخاص وإزالة الهيبة عنهم”.

وأضافت أميلي أن “هؤلاء الناس كانوا إلى وقت قريب يؤطرون الناس بالعالم القروي، وكان عدد من الشيوخ يستغلون الدين من أجل استغلال فتيات صغيرات، وبالتالي الحكم مهم لأنه سيردع مجموعة من الممارسات والسلوكيات السائدة التي كانت من الأمور المسكوت عنها، وسيفتح الباب أمام فضح من يتبجحون بغطاء الدين”.

وأوردت الناشطة الحقوقية ذاتها أن “الفقهاء في مجموعة من القرى يستغلون فتيات صغيرات وأسرهن نظرا لكون المغاربة يعتبرون أن هؤلاء الأشخاص يحمونهم”، مشددة على “أهمية الإعلان عن مثل هذا الحكم، والدور الذي يلعبه الإعلام في هذا الجانب”.

وقالت أميلي: “حبذا لو تكون هناك أحكام قاسية في حق كل من يمارس هذه الأفعال، والإعلان عن هذه الأحكام من أجل تعريف الرأي العام بالقضية والمساهمة في القضاء على الأمية السائدة، ولتعريف الناس بأن الأمر لا يعدو كونه ممارسات تدخل في إطار الشعوذة وأن عليهم التوجه إلى المؤسسات والأطباء النفسيين”.

وأشارت المتحدثة إلى أهمية “فضح جميع الممارسات وكل من يستغل الفقر وحاجة الناس، خاصة أن من يقصد هؤلاء الرقاة يكون مثل الغريق الذي يتشبث بأي قشة”، مردفة: “مهما تطورنا يأتي مثل هؤلاء الناس ليعودوا بنا إلى الوراء، والأمر لا يواكب التطور الذي تشهده البلاد ولا حتى دستور المملكة وأيضا الاتفاقيات والمواثيق الدولية”.

وأصدرت الغرفة الابتدائية بمحكمة الاستئناف بوجدة، في وقت متأخر من مساء الأربعاء، حُكمًا يقضي بسجن من بات يُعرف بـ”راقي بركان” بعشر سنوات سجنا نافذا.

وجاء الحكم المذكور بناء على متابعة “م. ب” باستغلال النساء، بعد استدراجهن لممارسة الجنس بدعوى الرقية الشرعية.

وفي المقابل، قضت هيئة الحكم ذاتها على شقيقي إحدى ضحايا الراقي، التي فجّرت القضية عبر شريط فيديو، بسنتين حبسا نافذا لكل واحد منهما على خلفية متابعتهما بالعنف وعدم التبليغ عن جريمة.

يُشار إلى أن مدينة بركان عرفت قبل أشهر فضائح جنسية للمتهم، بعدما انتشرت مقاطع فيديو على وسائل التواصل الاجتماعي خلّفت ردود فعل غاضبة في وسط الرأي العام المحلي والوطني.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


لا توجد مقلات اخرى

لا توجد مقلات اخرى

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

موافق