سقوط “الشيخ المزيف”… القضاء الألماني يسدل الستار على أكبر عملية نصب باسم الدين لتيكتوكر مغربي جمع نصف مليون يورو من التبرعات وعاش حياة الملوك!

أريفينو.نت/خاص

أسدلت المحكمة الإقليمية في مدينة دوسلدورف الألمانية الستار على قضية احتيال من العيار الثقيل بطلها “تيكتوكر” سلفي مغربي يُعرف بلقب “عبد الحميد”، حيث قضت بسجنه لمدة ثلاث سنوات نافذة. وجاء الحكم بعد إدانته بتهمة الاحتيال المنظم عبر استغلال الدين لجمع تبرعات فاقت نصف مليون يورو، استخدمها لتمويل حياة من البذخ والرفاهية بدلاً من دعم المشاريع الإنسانية المزعومة.

من الخطاب الديني إلى حياة البذخ… كيف سقط القناع؟
كشفت التحقيقات أن المتهم، الذي كان يعيش على المساعدات الاجتماعية من الدولة الألمانية، أطلق 37 حملة لجمع التبرعات بين عامي 2021 وأكتوبر 2024، لم يوجه منها للأغراض المعلنة سوى جزء ضئيل جداً. وبدلاً من ذلك، حوّل أموال المتبرعين إلى مصدر لتمويل أسلوب حياة فاخر، حيث صادرت السلطات من منزله 20 ألف يورو نقداً، ومجموعة من ساعات اليد والحقائب النسائية الفاخرة، بالإضافة إلى عدد من السيارات. ولم تقتصر الشبكة على المتهم وحده، بل امتدت لتشمل زوجته التي حُكم عليها بالسجن 21 شهراً مع وقف التنفيذ لمساهمتها في الجريمة عبر استخدام حساباتها البنكية، بالإضافة إلى حسابات أخرى تخص شقيقته وصديقة له.

“ذئب في ثوب حمل”… السلطات الألمانية كانت تراقب المحتوى المتطرف
لم يكن “عبد الحميد” مجرد محتال عادي، بل يُعتبر من الوجوه المؤثرة في الأوساط السلفية بأوروبا، حيث يتابعه مئات الآلاف عبر “تيك توك” و”إنستغرام”. ووصف جهاز حماية الدستور في ولاية شمال الراين-ويستفاليا محتواه بأنه “سلفي متطرف”، مشيراً إلى أن أسلوبه الذي يمزج بين الخطاب الديني والمظهر الشبابي بالملابس الرياضية، قد يساهم في جر الشباب محدودي التعليم نحو التطرف.

اعتراف مخفف… صفقة قضائية تنقذ المحتال من عقوبة أشد
أشادت المحكمة باعتراف المتهم وزوجته في مراحل مبكرة من المحاكمة، وهو ما اعتبرته ظرفاً مخففاً أدى إلى قبولهما بصفقة قضائية خفضت الحكم بشكل ملحوظ عن العقوبة التي طالب بها الادعاء العام، والتي كانت تصل إلى ثلاث سنوات وتسعة أشهر، نظراً لما وصفه بـ”الطبيعة المشينة” للجريمة القائمة على استغلال الثقة. ويبقى الحكم الصادر غير نهائي في انتظار استنفاد جميع مراحل التقاضي.

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button