صراع مغربي جزائري على رئيس السنغال الجديد؟

28 مارس 2024آخر تحديث :
صراع مغربي جزائري على رئيس السنغال الجديد؟

أعلن عدد من المرشحين للانتخابات الرئاسية في السنغال فوز منافسهم؛ باسيرو ديوماي فاي، المعارضة لنظام صديق المغرب ماكي سال، بعد أن أظهرت النتائج الأولية تقدمه، مما دفع أنصار المعارضة في البلاد للخروج إلى الشوارع للاحتفال مبكرا.

وسارع الرئيس الجديد للسنغال ليؤكد للمجتمع الدولي ولشركاء بلاده، عبر أول خطاب متلفز له بعد فوزه بالانتخابات، أنّ السنغال ستبقى الحليف “الآمن والموثوق”، واعداً إحداث تغييرات داخل الجماعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا (إكواس).

ودعا فاي من سماهم “إخواننا الأفارقة” إلى “العمل معاً من أجل تعزيز المكاسب التي تمّ تحقيقها في عمليات تحقيق التكامل في الجماعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا، مع تصحيح نقاط الضعف وتغيير بعض الأساليب والاستراتيجيات والأولويات السياسية”.

على هذا الأساس تطرح علامات استفهم حول مستقبل العلاقات الدبلوماسية المغربية السنغالية على ضوء هذا التغيير في مركز القرار الدولة التي تربطها علاقات دينية، اقتصادية وسياسية بالمملكة المغربية.

في هذا الإطار، يرى الباحث في الشؤون السياسية والإستراتيجية هشام معتضد، أن فوز المعارض السنغالي باسيرو فاي لن يؤثر على العلاقات المغربية السينغالية ومصالح الرباط الإستراتيجية مع دكار، معتبرا أن العلاقات بين البلدين ستحافظ على توازناتها التاريخية تماشيا وعمق الروابط الروحية بين الشعبين المغربي والسنغالي.
وأوضح معتضد أنه بالرغم من كون فاي يحمل اديولوجية الفكر المعارض للنظام الحالي الذي يكن تقديرًا وإحتراماً كبيرًا للمغرب، إلا أن هذا لا يعني أن الرئيس المقبل والمنتظر للسنغال له مواقف سلبية اتجاه المغرب، لأن ما يجمع البلدين يتجاوز إطار المؤسسات ولا يقف عند سياق الحملات الإنتخابية، الرئيس المقبل واعي بهذا المعطى الإستراتيجي في علاقات بلاده مع المغرب.

ويعزز المتحدث موقفه، من خلال التأكيد أن الخلفية الدينية لفاي ومحددات فكره السياسي وإنتماءه الإجتماعي ووزن التاريخ في علاقات بلاده مع الرباط؛ لا يمكنها إلا أن تكون عوامل تدفعه إلى الحفاظ على توازنات بلاده الإستراتيجية مع المغرب والحفاظ على مصالحها الحيوية مع الرباط وتطويرها.

من جهة أخرى، تطرق الباحث في الشؤون السياسية للحضور الاقتصادي والتجاري للمغرب في السنغال والروابط الروحية والإجتماعية والسياسية التي تجمع القوى الحية في البلدين، مشيرا إلى أن الروابط الإنسانية التي تهيمن على جسر التعاون بين الرباط ودكار، كلها أبعاد من الصعب تركها جانبًا لبناء مشهد سياسي جديد في العلاقات المغربية السنغالية بمجرد إقتراب فاي من تسلم الحكم في دكار.

وخلص معتضد بالإشارة إلى أن المقاربة والمنهجية في التعامل قد تختلف في الشكل إن إختار الوافد الجديد تجديد ديناميكية علاقاته الثنائية مع الرباط، إلا أن عمق الروابط السياسية والتاريخية بين البلدين من الصعب التخلي عنها لأنها مسألة تتعدى كونها مصالح متبادلة أو علاقات ثنائية، إنما هي موروث ينبني على أبعاد يصعب على القرارت السياسية أو المواقف الدبلوماسية المساس بها، لأنها تمثل محور مهم في إستقرار منطقة الغرب الإفريقي الساحلي.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


لا توجد مقلات اخرى

لا توجد مقلات اخرى

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

موافق