صعوبة الحياة بمنطقة الزخانين ضواحي الناظور ..صور

18 سبتمبر 2019آخر تحديث :
صعوبة الحياة بمنطقة الزخانين ضواحي الناظور ..صور

عبد الجليل بكوري

شرق مدينة زايو هناك بين الجبال التي تحجب عنها زرقة البحر المتوسط شمالا، تقبع قرية الزخانين، القرية التي تئن ،وتموت في صمت موتها البطيء، كأنما لعنة من السماء قد تلقّفتها، فأجدبت أرضها وشردت ذويها وامتصت ما تبقى من خضرتها، إلى أن أضحى الخريف بملامحه الشاحبة هو المقيم الدائم بين تلالها الجرداء المترامية هنا وهناك بعد أن نأَت السماء بمطرها إلى غيرها من القرى، وابتلعت الآبار ماءها، فأصبحت القرية التي كانت يوما ما نابضة بالحياة تلفظ أنفاسها الأخيرة أمام أعين أبنائها الذابلة الذين لا حول لهم ولاقوة، ولا حلية لهم إلا ابتلاع ريقم بغصة وهم يشاهدون مواشيهم تموت واحدة تلوى الأخرى ويتساءلون في ذهول: كيف لهذه الأرض التي طالما أحببناها وأحبتنا، آويناها وآوتنا؛ قد تخلت عنا. وما لهذه السماء التي كانت بوابة الرحمة لنا، طوت اليوم سحابها للأبد وأطلقت العنان بكل ما أوتيت من غضب لشمسها الحارقة.

ومن خلال ما رأيناه ونحن في طريقنا لإعداد ربورطاج حول المنطقة، وكذلك من خلال تصريحات بعض الساكنة خلصنا إلى توثيق جملة المعاناة التي يكابدها هؤلاء في النقاط التالية. -تشكل ظاهرة الجفاف أزمة حقيقة لسكان المنطقة إذ أن موردهم الوحيد يتجلى في الفلاحة المعاشية وتربية الماشية، وقد تسببت السنوات العجاف في موت أعداد كبيرة من الغنم والماعز ومختلف الدواب الأخرى، فاضطر جل السكان إلى بيع نصف ما تبقى من ماشيتهم لتوفير مصاريف إطعام النصف الآخر، وفي هذا الصدد ينادي العديد منهم الجهات الوصية لدعم مربي المواشي بالعلف.

-بعد أن جفت كل آبار قرية الزخانين ما عدا بئرا واحدا، ولارتفاع تكلفة جلب الماء من “الساقية”، دق ناقوس الخطر وسط السكان هناك منذرا بإبادة جماعية لكل شيء يدب على الأرض، فأسرعت جمعية بدأت نشاطها في المنطقة لتجهيز البئر وتزويد الأسر بالماء. -تعصف المعانات الصحية بعدد غير يسير من أفراد المنطقة، فكثير من الرضع محتاجون لعمليات جراحية مكلفة كما الشيوخ أيضا، وقد سجلنا حالات جد خطيرة تحتاج لتدخل استعجالي. -كما تشهد منطقة الزخانين هدرا مدرسيا فضيعا ناتجا عن قلة حيلة الآباء وعجزهم أمام تكاليف الدخول المدرسي، ودفع أجرة التنقل إلى مدينة زايو لاستكمال المرحلة الثانوية، وجراء ذلك نجد قلة قليلة من أولائك الذين استكملوا دراساتهم الثانوية والجامعية، ولأجل ذلك يطالب الآباء بتوفير نقل مدرسي خاص بالمنطقة.

ورغم كل هذه الظروف القاسية التي بعانيها هؤلاء إلا أن نداءاتهم لا تخلو من بريق الأمل المترقب لإلتفاتة رحيمة تعيد لقريتهم بعضا من ملامح الحياة، وقد سجلنا نداءات إلى المحسنين للتكفل بالعمليات الجراحية لمرضى دوار الزخانين، وكذلك نداءات آباء التلاميذ العاجزين عن تغطية مصاريف دراسة أبنائهم، ونداءات أرباب المواشي، إضافة إلى عدد كبير من السكان الذين يتوقون إلى إعادة الحيوية لقريتهم عبر إنشاء التعاونيات، ولأجل ذلك يلتمسون المساعدة ويد العون. عسى أن تلقى كل هذه الاستغاثات قلوبا رحيمة تنقذ ما يمكن إنقاذه من بقايا الحياة في هذه القرية.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


لا توجد مقلات اخرى

لا توجد مقلات اخرى

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

موافق