عادل أحكيم .. طالب ناظوري “معاق” يحلم بمقعد داخل البرلمان

10 ديسمبر 2017آخر تحديث :
عادل أحكيم .. طالب ناظوري “معاق” يحلم بمقعد داخل البرلمان
عادل أحكيم .. طالب ناظوري "معاق" يحلم بمقعد داخل البرلمان

“حياتي كلها من ألفها إلى يائها كانت عرقلة مقصودة غير مفهومة. لقد واجهت الكثير وتحديت أكثر..أصعب الأمور ستفرج بإذن الله، وما الغد المشرق ببعيد..”، بهذه الكلمات بدأ ابن الناظور عادل أحكيم (29 سنة)، وهو من ذوي الاحتياجات الخاصة، حديثه   عن حياته وتحدياته وإنجازاته وطموحاته.

رغم مواجهته في طفولته لأساتذة يعتقدون أن مكانه ليس في المدرسة، وإنما في البيت، في انتظار الموت القريب، ومدراء يرفضون تسهيل الولوجيات بحجج واهية، تأقلم مع الوضع وكافح الحياة رغم مرارتها.

يقول أحكيم: “بعد كل هذه المعاناة تعلمت أن الحياة ساحة عراك بين الخير والشر، بين التكافؤ واللامساواة، بين الفضيلة والرذيلة، بين الحق والباطل، وعليه تأقلمت مع الوضع وولدت كفاحا من نوع خاص”، قبل أن يضيف: “كنت أصرف طاقاتي من أجل كسر الحواجز، وأنتج طاقات أشد من أجل إثبات ذاتي..لقد حملت شعلة ذوي الاحتياجات الخاصة على عاتقي من أجل أن أسمع صوتنا للعالم: إننا نستطيع، إننا نملك الحق في الحياة، والحق في عيشها بكرامة وعزة ومساواة وفرص متكافئة”.

وعن حياته الطلابية يقول أحكيم: “هي نوع من التثمين لحياتي العامة، أعيشها بشغف وبحماس بالغ، وهي مرعى التجارب وأساس انطلاقة الغد”.. ورغم المعاناة التي جعلته يلازم البيت مرارا وتكرارا، إلا أنه استطاع أن يقاوم ويتفوق في دراسته، إذ حصل على شهادة الباكلوريا في شعبة الفيزياء، ليلتحق بالكلية متعددة التخصصات بالناظور شعبة الاقتصاد من أجل متابعة دراسته، وهو الآن في السنة الأخيرة في انتظار الحصول على الإجازة.

عادل أحكيم يقضي جل أوقاته بين الكلية ومكتبتها وبين المقهى ومقر الجمعية التي يترأسها، حيث يلتقي بأصدقائه في مختلف المجالات، بالإضافة إلى وقت خاص يسميه “بعيدا عن دائرة الراحة”، وهي لحظة خلوة داخلية يسعى فيها إلى تعلم شيء جديد بوسائل عديدة، دأب عليها منذ مدة طويلة.

وبخصوص اهتماماته فهي عديدة، لكن أبرز سماتها تتضح في اهتمامه بالسياسة والأوضاع الداخلية للبلد اقتصاديا واجتماعيا وثقافيا؛ وعن سبب اختياره دخول غمار الانتخابات يقول أحكيم في حديثه : “لم أستسغ أن يظل هذا الإقليم الذي أنتمي إليه مقهورا وفي وضعية سيئة بعد كل هذه السنوات التي تناوب فيها القاصي والداني على المسؤولية.

وأضاف “الحال يستوجب التغيير، والواقع ينتظر من يعدله..ومن جهة أخرى الأصدقاء والمعارف توسموا في خيرا فعكفوا على إقناعي بهذه الفكرة. ولأن خير الناس خادمهم، قررت خوض هذا الغمار لأخدم الناس، وأحاول أن أسمع صوتهم بكل مصداقية وتفان ونكران ذات”.

ويسترسل بحسرة: “أتذكر موقفا وقع معي في السنة الأولى من الجامعة، حين اجتمعت مع أزيد من 25 طالبا وطالبة يعانون من إعاقات مختلفة، لكي نلتقي بمسؤول في الإقليم، كي يوفر لنا نقلا خاصا إلى الجامعة من أجل متابعة الدروس بشكل يومي، بالإضافة إلى طرح مشكل الولوجيات الذي نعاني منه، لكن للأسف لا أحد تجاوب معنا. ومن هنا فهمت أن المسؤولين لا يولون اهتماما بالمغاربة مهما اختلفوا جسديا، فقلت لما لا يكون شخصا منا مسؤولا من أجل تبليغ صوتنا”.

ولم يغفل عادل أحكيم في ختام حواره   توجيه رسالة عتاب تحمل في طياتها خطابا يدعو من خلاله الجميع إلى الوعي بالمسؤولية والمساهمة في ازدهار البلد، كل من موقعه، قبل أن يضيف: “كفى من اللامسؤولية.. كفى من سياسة الآذان الصماء أمام نداء الوطن. هذا المغرب يحتاجنا، ونحن نحتاج إليه، والحل أن نضع حد لكل فاسد، فيغدو الوطن نقيا صافيا كسماء يوليوز”.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


لا توجد مقلات اخرى

لا توجد مقلات اخرى

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

موافق