فضائح الناظور: أين تذهب ملايين الزنقة 10؟

14 يونيو 2022آخر تحديث :
فضائح الناظور: أين تذهب ملايين الزنقة 10؟

أريفينو خاص.

محمد، كهل ناظوري في الخمسينات من عمره، متزوج بدون اولاد و لا سكن و لا عمل قار..

اضطرته الظروف الى البحث عن مكان بجنبات سوق اولاد ميمون لفرش بعض الجوارب بحثا عن رزق حلال يعود به كل مساء لزوجته.

في أول يوم دخل فيه الى الزنقة 10 ، بحثا عن متر مربع واحد لفرش سلعه البسيطة التي لا يتجاوز رأسمالها 100 درهم، تمت مواجهته من طرف اشخاص مجهولين بضرورة دفع 40 درهما يوميا مقابل عرض سلعه، و حين سأل عن الجهة التي طلبت هذا المقابل علم ان هناك “كاميلة” كبيرة تحرسها سيارات الدولة من الطرفين،و ان عليه “ان يدفع بلا ما يشكي” .

و حين تحجج محمد بقلة دخله تم طرده و ترويعه و تهديده في حال عاد للزنقة بدون الدراهم الاربعين.

ان هذه القصة البسيطة، هي مثال من بين مئات للفضيحة التي نشاهدها كل يوم في الزنقة 10، فضيحة يتورط فيها للأسف ممثلون للقوات العمومية يبدون للجميع كجباة اتاوات اكثر من اي شيئ آخر.

ان المواطنين و السلطات بمختلف تلاوينها تعلم جيدا ان فوضى الزنقة 10 التي تعتبر جنة السرقة و التحرش الجنسي بالنساء في المدينة ليست الا وسيلة لملأ “كاميلة” قد تصل للملايين اسبوعيا، حيث تجمع الاتاوات من الفراشة و ارباب محلات من طرف سماسرة معروفين يوزعون الاماكن و يطردون الذين لا يدفعون و يؤكدون للجميع انهم يوصلون الاتاوات لمن يهمه الامر في السلطات الترابية و روافدها الأمنية.

و هكذا، تحولت التسهيلات الرسمية الممنوحة لفراشة الزنقة بدعوى الفقر، و دعم الفئات الهشة الى “بزنس صحيح” يملأ جيوب جهات يعرفها الجميع دون ان نعرف لأي غرض توجه اليه و بأي صفة يتم تجميعها و توزيعها.

ان الابقاء على حالة الفوضى في الزنقة 10 و مثيلاتها في كل جماعات الاقليم وصمة عار على كل مسؤولي الناظور، حيث يتم كل يوم اهدار كرامة موظفين عموميين من مختلف الجهات و دفعهم لحماية البلطجية و الفوضى مقابل دراهم لا يتلقون الا فتاتها و تكريس وضع مشبوه ينتهي بتحول الزنقة الى بؤرة للاعتداء الجسدي و اللفظي على نساء المدينة و زائراتها كل يوم.

اما التسهيلات الرسمية الممنوحة للزنقة ان كانت فعلا لأهداف اجتماعية، فيجب الا يتم تقاضي اي اتاوات باسمها من الفراشة، و اذا كان الأمر تجارة فالأولى ان تصدر بلدية الناظور مقررا باغلاق الزنقة و تقسيمها و توزيع أماكنها على الباعة وفق مبالغ سنوية يتقاضاها قسم الجبايات و تنضاف لخدمة المدينة مع توفير ما يكفي من التنظيم الأمني و الاداري، اما اذا كان الامر يتعلق ب”وزيعة” و “كاميلة” يتقاسمها هذا و ذاك فإن هذا لا يليق بناظور 2022 أو مسؤوليها في كل المجالات.

ان سوق اولاد ميمون كان و لا يزال واجهة للمدينة، امام سكانها و زوارها و مهاجريها، و اذا كانت هذه الواجهة عفنة و متسخة و مجرمة و متحرشة فإن كل المجهودات التي يتم القيام بها في المجالات الاخرى تبقى محط تساؤل من طرف الجميع..

باركا من الشوهة..هادشي بزاااااااف

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


لا توجد مقلات اخرى

لا توجد مقلات اخرى

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

موافق