في عز البرد.. “عيالات الموقف” بزايو عَوز ومعاناة وعمَل مُضْن

26 ديسمبر 2017آخر تحديث :
في عز البرد.. “عيالات الموقف” بزايو عَوز ومعاناة وعمَل مُضْن


عـادل شكراني

في جو بارد، تتوزع مجموعة من النساء في إحدى أكبر الساحات بمدينة «زايو» إقليم الناظور ، محتميات من هذا الطقس الذي يحبس الأنفاس، ببعض الشجيرات المتناثرة في هذا المكان، الذي يعاني الإهمال مثله مثل حالة الجالسين فيه.

حــكايات نـســاء

كشفت إحدى النساء ، عن أسباب لجوئها لهذا العمل أن والدها لم يعد يقوى على العمل بعدما أصيب بمرض مزمن، فاضطرت للعمل لإعالة نفسها ومساعدة أسرتها على ما تحتاج إليه، تقاطعها زميلة لها في العمل قائلة: «لانجني من هذا العمل سوى الشعور بالقهر والظلم، وتابعت: إنها الظروف القاسية التي دفعتنا لهذا العمل والاستيقاظ في السادسة صباحا، فمنذ أن كنت في سن الخامسة عشرة ، وأنا أعمل في الحقول والضيعات الفلاحية، ولكن الحمد لله على أي حال، “نحن صابرات” إلى أن يأتي الفرج من عنده سبحانه وتعالى، أو من ولد الناس لي يخرجنا من هاد لحالة لي حنا فيها، باش نرتاحو بحال كاع النساء بالراحة والسعادة…».

إمرأة أخرى تقول إنها لا تعرف الكتابة ولا القراءة، وأنها منذ سنوات خلت وهي تعمل في الحقول، تارة تجني الطماطم وتارة أخرى تعمل في مليلية، وتردف قائلة: «كنخرج في الصباح بكري قبل متشرق الشمش، باش نضمن فرصة عمل ، كنظل اليوم كامل كنخدم ، كثر من 10 ديال ساعات من 6 ديال صباح حتى4 ديال لعشية، ومن دون راحة، ومنين كنرجع للدار في لعشية كنحس بالعياء، وكنفيق في اليوم لي موراه باش نخدم عاود وهكذا»، وتضيف قائلة: «آش غادي دير، حكمات علينا الوقت أخويا، ولمعيشة غلات بزاف، ضروري من لخدمة إلى بغيت تعيش حتى مليلة لي كنا نترزقو بها سدوها علينا…».

تشهد مدينة زايو يوما بعد يوم تزايدا ملحوظا في عمالة النساء، حيث يلاحظ كل متتبع لوضع المرأة بالمدينة، أنهن اقتحمن معظم مجالات العمل وميادينه، وأصبحن ينافسن الرجال، كالفلاحة والتجارة…، وذلك في مسعى سد حاجاتهن وتحسين المستوى المعيشي لأسرهن، لذلك فهن يقاسين بالحقول والضيعات الفلاحية والنهوض باكرا، أشكالا وأنواعا من التعسف وهضم الحقوق، بالإضافة إلى تعرضهن للتحرش الجنسي في صمت، من قبل بعض المشغلين والعاملين معهم في نفس الضيعة، فعمل النساء في الضيعات والحقول الفلاحية يعود أساسا إلى الظروف الصعبة التي تعيشها الكثير من العاملات في زايو، على حد تعبيرهن، والأجور التي يتقاضينها ضعيفة، ولا توفر الحاجيات الضرورية لهن ولأسرهن، ومع ذلك يخرجن باكرا كل يوم بهدف العمل، يتكدسن داخل سيارات «البيكوب» إلى الضيعات الفلاحية.

تقول عاملة، رفضت الكشف عن اسمها وسنها، «إنها وجدت نفسها مضطرة للعمل في الضيعات الفلاحية، مقابل أجر يومي جد قليل لمساعدة أسرتها على تأمين احتياجاتها، والمكونة من خمسة أفراد، موضحة أنها تكدح نحو عشر ساعات يوميا، مقابل ستين درهما، ومع ذلك فهي تشكل رافدا أساسيا لأسرتها سيما وأن دخل زوجها غير قار في «البناء»، إذ لا يسمن ولا يغني من جوع، وتضيف أن الوضع المادي لكثير من الأسر في مدينة زايو ضعيف، لهذا تضطر النسوة للعمل، فظروفهن لا يمكن وصفها إلا بالمأساوية، في ظل غياب أي حق سواء من ناحية التأمين الصحي، أو الضمان الاجتماعي أو حتى وجود حد أدنى للأجر الذي يتحكم فيه أصحاب العمل”.

هي حكايات كثيرة.. بالرغم من اختلاف تفاصيلها.. إلا أن الألم يوحد بينها.. و«الفقر» هو القاسم المشترك ،والكلمة التي قد تلم شتات هذه القصص.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


لا توجد مقلات اخرى

لا توجد مقلات اخرى

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

موافق