كشف السر الحقيقي وراء السماء الحمراء في المغرب؟

28 مارس 2024آخر تحديث :
كشف السر الحقيقي وراء السماء الحمراء في المغرب؟

سلّط مقال علمي الضوء على زيادة كمية الغبار وتواتر ظهوره في الجو الذي تشهده في السنة الأخيرة مجموعة واسعة من مناطق العالم، انطلاقا من الصحراء الكبرى ودول غرب المتوسط وأوروبا، مرجعاً ذلك إلى التغيّرات التي عرفتها أنماط الرياح وتنامي حدة التصحر.

وأوضح المقال العلمي المنشور في مجلة “Newscientist” أن الغبار المتطاير ينتقل من المساحات القاحلة في الصحراء الكبرى بانتظام إلى السماء، ويصل إلى أجزاء من أوروبا، ما يؤدي إلى آثار ضارة على جودة الهواء، مشيراً إلى أن الآونة الأخيرة عرفت زيادة بمقدار ثمانية أضعاف في تواتر هذه الظاهرة الجوية التي باتت تشمل –على غير العادة- الأشهر الباردة، ما بات يثير قلق الباحثين.

وخلال الأشهر الثلاثة الماضية، تطاير الغبار عدة مرات فوق جزر الكناري وغرب البحر الأبيض المتوسط، قبل أن يصل خلال هذا الأسبوع إلى إسبانيا، محمولاً على رياح ساخنة تُعرف باسم “كاليما”، وفق ما أكدته سارة باسارت، من المنظمة العالمية للأرصاد الجوية، متوقّعة أن تشهد سنة 2024 الجارية مزيداً من هذه “الظاهرة المتطرفة”.

وأبرز باسارت أن الصحراء الكبرى هي مصدر أكثر من نصف الغبار الموجود في الغلاف الجوي خلال الأشهر الأكثر دفئًا من العام، غير أن تحولات طرأت على مدى السنوات الأربع الماضية، إذ بات الغبار الكثيف يغزو السماء في فصل الشتاء (من يناير إلى مارس) في نصف الكرة الشمالي، واصفة الأمر بـ”غير العادي إلى حد كبير”.

وبينما تراجع الغبار في الجو نسبياً سنة 2023 الماضية مقارنة بسنوات 2020 و2021 و2022 فإن هذه الظاهرة عادت بشكل ملحوظ خلال العام الحالي.

ومن خلال مقارنة باسارت وزملائها للأحداث غير العادية التي طرأت بين عامي 2020 و2022، وسجل الأقمار الصناعية للغبار الجوي الذي يعود إلى عام 2003، تبيّن أن حدوث هذه الظاهرة الجوية لا يحتاج إلى أكثر من تربة جافة ناتجة عن التصحر ورياح قوية بما يكفي لرفعها إلى الجو، رابطين ذلك بالجفاف المستمر في منطقة المغرب العربي وشمال غرب إفريقيا، الذي يزيد من كمية الغبار المتاحة لتلتقطها الرياح.

كما حدد الباحثون منطقة ذات حرارة “شاذة” في غرب البحر الأبيض المتوسط، بالإضافة إلى نمط حجب التيار النفاث الذي يؤدي إلى هبوب المزيد من الرياح شمالًا من الصحراء الكبرى باتجاه أوروبا.

ومن مركز أبحاث الطاقة والبيئة والتكنولوجيا الإسباني توصّل باحثون إلى أن العوامل التي تزيد من احتمال نقل الغبار من الصحراء الكبرى بدأت في التكون منذ الأربعينيات.

ويقول بيدرو سلفادور، أحد الباحثين بالمركز الإسباني عينه، إن التصحر في الصحراء بسبب استخدام الأراضي غير المعقلن وتغير المناخ ساهم أيضًا في زيادة حجم الغبار، مع عواقب عدة يمكن قياسها على جودة الهواء.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


لا توجد مقلات اخرى

لا توجد مقلات اخرى

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

موافق