مدينة الناظور رفعت فيها الاقلام وجفت فيها الصحف وماتت فيها المسؤولية.

1 يناير 2019آخر تحديث :
مدينة الناظور رفعت فيها الاقلام وجفت فيها الصحف وماتت فيها المسؤولية.

 

أريفينو :مراد هربال

“كيفما كنتم يولى عليكم ”
“اذا اسند الأمر الى غير أهله فانتظر الساعة”
“الجهل اول خطوات الفشل”
عندما بدأت تظهر علامات الفشل على ممثلي الأمة بإقليم الناظور والمجالس المنتخبة،  تبين لهم ان التغيير و الاصلاح ليس شعارا مجانيا، يمكن استهلاكه بسهولة و يسر، أدرك الرأي العام المحلي و بالرغم من كل الترقيعات الموسمية، تظل في العمق “الناظور” مدينة متخلفة تعاني من سلسلة مشاكل، منها الظاهر و منها الخفي، و هو ما يجعل التغيير عملية صعبة، بحكم أن المكاتب المسيرة الحالية في حاجة الى فهم عميق و استيعاب و ادراك ما معنى المسؤولية الحقيقية.

ان الاصلاح في المفاهيم السياسية و العلمية، لا يمكن أن يكون سطحيا، يمس فقط بعض الأماكن بل هو مجموعة عمليات تغييرية تهدف الى الرقي بالمدينة الى الأحسن لأن الأمر يعني، الانتقال من مرحلة يطبعها الجمود الى مرحلة أكثر حيوية و أكثر تقدما، و هو ما جعل المسؤولين المنتخبين و في مقدمتهم الرؤساء، عاجزون عن الاصلاح و التغيير، بل غير قادرون على ترجمة شعاره الاستهلاكي الرنان الذي تبنوه في خرجاتهم السياسية و حملاتهم الانتخابية المحلية لسنة 2015 و الانتخابات البرلمانية 2016 اذن، أي تغيير يصلح حال مدينة الناظور المتردية و المهمشة التي يتكرس عليها الفساد على جميع المستويات، فمجالس الإقليم تحتاج الى العقول و الى الادوات التقنية و الارادة و الاخلاق النبيلة و أن الفساد و الزبونية و التخلف و الانتهازية، التي تضرب أعماق السياسة المحلية، وتجعل الاصلاح مسألة مستحيلة و أن التغيير مهما كانت أسئلته ملحة أو طارئة، فهو مطلب دائم تتطلبه الحياة في صيرورتها.
ان الاصلاح ليس مجرد ضرورة، بل هو أكثر من ذلك و أبعد منه، شرط من شروط اثبات معنى المسؤولية الوطنية الحقيقية. الاصلاح الذي ينشده الشارع المحلي، يجب أن يتجه بالأساس الى القيام بثورة تغييرية حقيقية، تضع مدينة الناظور في مصاف المدن الحضرية بحكم قربها بمليلية و مطارها العروي و ميناء بني انصار و الميناء الغرب المتوسط الذي يعتبر من أكبر الموانئ على الصعيد الوطني، والتي من شأنها ان تواكب تحديات العصر و متطلباته، و ربطها بمبادئ المسؤولية و النزاهة و المصداقية و الجودة، فالتغيير قاعدة أساسية لكل تنمية محلية اقتصادية و اجتماعية و ثقافية.
ان وضعية مدينة الناظور ، و في ظل غض الطرف عن الفساد متعدد الصفات و الأصناف، و عدم القيام بمحاربته و استئصاله من جذوره، و اتخاذ الاجراءات الرادعة ضد مرتكبيه صغارا كانوا او كبارا، و ربط المسؤولية بالمحاسبة، يتطلب استدراك الوقت و الزمن الضائع للسياسة المحلية، و لن يتأتى ذلك بمعالجات سريعة او باصلاح ترقيعي و مرتجل، و لكنه قد يأتي بتغيير شامل للأقطاب الأساسية. و الاصلاح هنا، يشترط الوعي الكامل و الشامل، بحالة الفساد القائمة على جنبات السياسة المحلية، و التسلح بالشجاعة و الجرأة و الايمان، لقطع الطريق على السياسيين الانتهازيين، الذين يهمهم فقط كراسي المجالس المنتخبة

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


لا توجد مقلات اخرى

لا توجد مقلات اخرى

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

موافق