أريفينو : مصطفى قوبع
غريب أمر هذا الوطن: العاطل غاضب ومشمئز يلعن كل شيء و يبحث عن الهجرة و لأي اتجاه و بأية وسيلة و مها كان الثمن حتى و إن كان حياته يركب المخاطر و لا يبالي يشق عباب البحر و يصارع الموج و لا يهتم الحياة و الموت بالنسبة إليه سيان صورته تشبه محكوما عليه بالإعدام فر من الحكم تصوروا معي شعوره آنذاك.. الغريب في الأمر أن أغلبهم بمجرد أن تطأ أقدامهم زوارق الموت إلا و يبدءون في سب و لعن هذا الوطن .. ترى أهي حرية يحس بها في البحر و يفتقدها في البر أم هو تنفس عن المكنونات الدفينة في الفؤاد طيلة السنين.. إلى هذا الحد يشعر المواطن بسجنه داخل الوطن فهو لا يستطيع التعبير عما بداخله ما يؤلمه ما يريده ما ينغص حياته إلا وسط البحر فيديوهات تصلنا كلها لعن و سب للوطن ..أهكذا أنت قبيح يا وطن في عيون أهله و ما الذي جعلك تكون كذلك أأنت الخبيث ياوطن ؟ أم أن هناك من جعلك تكون منبوذا من طرف شبابك و أهلك ؟ أين العيب فيك ياوطن ؟ هنا يستحضرني المثل العامي ( واش المش كيهرب من دار العرس ؟ ) .
إلى هنا و المسألة تكاد تكون قابلة للنقاش و لا أقول مقبولة .. بالأمس استوقفني أحد الأصدقاء في مهنة التعليم أمام مديرية الناظور و قال لي بالحرف الواحد أنا قاصد لملء بطاقة التقاعد النسبي و لا يفصله عن التقاعد لحد السن إلا سنة واحدة بعد أن قضى 32 سنة في مهنة التعليم و استفسرته لماذا ؟ فقال سأهاجر إلى الخارج أحسست بقشعريرة في جسدي و انتابني شعور غريب حتى أنت كرهت الوطن وتريد الهجرة: لا العاطل أحن و لا العامل أحن و لا الموظف أحن من سيحن عليك يا وطن و من سيحمي أطفال المستقبل من عدوى الهجرة إذا كان المعلم و الأستاذ قد سئم ويشد الرحال للهجرة .. ترى ما ذا كان يدرس هذا الأستاذ لتلامذته عن الهجرة أكان يشجعهم عليها أم يحذرهم منها أسئلة غريبة و جوابها أغرب آه منك ياوطن لمن تركت؟ من سيحبك بعد ألان ؟ فقدت حب الجميع الصغير قبل الكبير و العامل قبل العاطل الغني قبل الفقير الإطار قبل الجاهل ..ما الدواء ياوطن ليحبك أهلك و يتشبثوا بتلابيبك ..ابحثوا عن الداء لتجدوا الدواء فالكل يتكلم و الكل يلعن رغم أن الكل ينتظر دوره في رحلة الوداع و من سيتزوج بك يا وطن ؟؟؟؟